آفاق تعزيز الصورة الذهنية للوجود الصيني في إفريقيا

آفاق تعزيز الصورة الذهنية للوجود الصيني في إفريقيا

في إطار التعاون بين مركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار وسفارة جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة تم إجراء دراسة بعنوان " آفاق تعزيز الصورة الذهنية للوجود الصيني في إفريقيا" ضمن المشروع البحثي " أثر العلاقات الأقتصادية بين الصين وإفريقيا على القطاع الصناعي في إفريقيا".

منذ عام ٢٠٠٠، لعبت الصين دورًا محوريًّا في دعم إفريقيا لتسريع عملية التنمية، وتمويل بنيتها التحتية في إطار تلبية احتياجات القارة السمراء. لقد تبنت الصين نهجًا مميزًا للتعاون المثمر بينها وبين إفريقيا، والذي كان مدعومًا باستخدام القوة الناعمة من أجل تعزيز وجودها في القارة الإفريقية. بالإضافة إلى ذلك، خلال الفترة (٢٠١٥-٢٠١٦)، أولى التعاون الصيني الإفريقي أهتمامًا بالغًا بتحقيق الأولويات التنموية التي تضمنتها أجندة إفريقيا ٢٠٦٣؛ حيث تم ضخ العديد من الاستثمارات الصينية لتوفير التمويل المالي اللازم لمختلف أغراض التنمية. فضلًا عن ذلك، تم توقيع العديد من مذكرات التفاهم بين الأتحاد الإفريقي والصين بشأن تطوير البنية التحتية على غرار مشروعات الطرق السريعة والطيران وربط السكك الحديدية؛ إذ تنبع هذه الروابط الوثيقة والعلاقات المتنامية بين إفريقيا والصين من دور الصين كشريك رئيس في التنمية في إفريقيا.

عانت إفريقيا على مدار السنوات من التهميش والاستغلال من قبل الاقتصادات الغربية؛ فلم تسهم علاقة الدول الإفريقية بشركائها التجاريين من الدول الغربية في تلبية احتياجات التنمية لإفريقيا، وإنما كانت موجهة نحو استغلال موارد القارة الإفريقية فحسب. زيادة على ذلك، تواجه إفريقيا تحديات جسيمة بسبب الزيادة السكانية، وتدني جودة التعليم ونقص التدريب على المهارات ذات الصلة المطلوبة في القرن الحادي والعشرين لاغتنام الفرص في مختلف القطاعات الأقتصادية مثل: قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات، فضلًا عن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، ومعدلات الفقر، والافتقار إلى تطوير البنية التحتية وتحديات التمويل.

وفي إطار الجهود الصينية المكثفة في دعم إفريقيا لتلبية احتياجاتها التنموية الملحة، شرعت الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق (BRI) في توفير البنية التحتية المتطورة لإفريقيا التي تسهم بشكل رئيس في توفير فرص العمل وتعزيز الإنتاج وحركة التجارة الدولية، جنبًا إلى جنب مع الاستثمارات الصينية في إفريقيا. ومن الجدير بالذكر، أن مبادرة الحزام والطريق تهدف إلى تعزيز الاستثمارات وتحسين البنية التحتية وتعزيز التجارة، وقد استفاد منها العديد من الدول الإفريقية بالفعل. هذا وتُعد مصر أول دولة إفريقية قامت بتوقيع اتفاقية الحزام والطريق مع الصين. وفي عام ٢٠١٥ قام بنك الصين للاستيراد والتصدير ((EXIM بتوقيع صفقة لتمويل مشروعات بنية تحتية بقيمة ١٠ مليارات دولار في مصر، والتي شملت قطاع الطاقة، وتوسيع ميناء الإسكندرية، وتطوير السكك الحديدية في المناطق الحضرية. ووفقًا للمستشار الاقتصادي للأتحاد الإفريقي، فبِفضل مبادرة الحزام والطريق أصبح أعضاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) والدول الإفريقية الأعضاء قادرين على الحصول على قروض تنموية والعديد من المساعدات المُوجهة لدعم مشروعات البنية التحتية.

وقد شهد الوجود الصيني داخل القارة الإفريقية تناميًا مستمرًا إثر زيادة الأنشطة الصينية التي شملت مختلف القطاعات على مدار العقود الماضية. ومن هذا المنطلق، فإن الصورة الذهنية للوجود الصيني في إفريقيا من شأنها أن تُشكل مستقبل العلاقات الصينية الإفريقية. في هذا الشأن، فقد تم قياس الصورة الذهنية حول التدخل الصيني في دول إفريقيا من خلال مسح ""Afrobarometer، والذي يعكس كيف ينظر الأفارقة إلى مشاركة الصين في بلدانهم واقتصاداتهم؛ إذ تغطي الجولة السادسة من المسح نحو ٣٦ دولة إفريقية، وقد أفاد نحو ٢٥٫٨٪ من المستجيبين في المسح أن الصين هي الدولة الأكثر تأثيرًا مقارنة بـ ٢٣٫٢٪ الذين اختاروا الولايات المتحدة. كما أظهرت نتائج المسح أن نحو٦٠٫٦٪ من المستجيبين يجدون أن للصين تأثيرًا إيجابيًّا على بلدانهم. فضلًا عن ذلك، كشف ٥٢٫٩٪ من المستجيبين في المسح أن المساعدات الصينية تسهم في تلبية احتياجات بلدانهم؛ لذلك فإن الغالبية العظمى من المستجيبين في المسح قد أيدوا الدور الإيجابي الذي تلعبه الصين في تنمية اقتصاداتهم؛ حيث أفاد نحو٤٠٫٠٦٪ منهم أن للصين تأثيرًا "كبيرًا" على الأقتصاد، بينما أشار نحو ٢٧٫١٪ إلى أن للصين "بعض" التأثير على الأقتصاد. كما تجدر الإشارة إلى أن معظم المستجيبين في المسح (٦٧٫٩٪) كشفوا أن أهم العوامل التي تشكل الصورة الذهنية الإيجابية للوجود الصيني في إفريقيا تكمن في استثمارات الصين في البنية التحتية في إفريقيا، وجودة أو تكلفة المنتجات الصينية، وزيادة الأستثمار الصيني التجاري.

المصدر: موقع مركز المعلومات ودعم واتخاذ القرار – رئاسة مجلس الوزراء – مصر.