إذاعة صوت العرب ... صوت ناصر المناهض للاستعمار الأجنبي

إذاعة صوت العرب ... صوت ناصر المناهض للاستعمار الأجنبي
إذاعة صوت العرب ... صوت ناصر المناهض للاستعمار الأجنبي
إذاعة صوت العرب ... صوت ناصر المناهض للاستعمار الأجنبي
إذاعة صوت العرب ... صوت ناصر المناهض للاستعمار الأجنبي
إذاعة صوت العرب ... صوت ناصر المناهض للاستعمار الأجنبي
إذاعة صوت العرب ... صوت ناصر المناهض للاستعمار الأجنبي

كان لدى مصر مشروع قومي للتحرر الوطني يساعد ويقف جنبا إلى جنب وبيد كل شعوب العالم الحالمة والطامحة بالتخلص من القوي الاستعمارية في ستينات وسبعينات الألفية السابقة، وتحولت القاهرة لقبلة لكل الثوار، بمساندة ودعم الزعيم جمال عبد الناصر الذي سخر وحول القوة الناعمة المصرية ممثلة في الثقافة والفنون المدعومة لمشروع تنموي وطني يهدف لتحويل مصر إلى الدولة النموذج والقدوة لكل دول العالم الثالث.

وفي إطار هذا المشروع الوطني أمر عبد الناصر بإنشاء إذاعة صوت العرب كمنبر للثوار والأحرار في العالم العربي في الرابع من يوليو العام ١٩٥٣م، انطلقت صوت العرب وسطع نجمها وذاعت شهرتها في كل بقعة يتحدث عليها العربية، بل وأصبح جهاز الراديو الترانزستور يُعرف باسم صندوق صوت العرب أو صندوق أحمد سعيد مذيعها الأشهر؛ الذي كان يعمل كمذيع رئيسي منذ انطلاق برنامج صوت العرب عبر إذاعة القاهرة ومدير لإذاعة صوت العرب حتى العام ١٩٦٧م.

استخدمها الرئيس جمال عبد الناصر لبث خطاباته حول الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار الأجنبي للبلدان العربية، وكانت "صوت العرب" صوت مجاهدي الجزائر والمغرب وتونس. وكانت تذيع رسائل مشفرة لجبهة تحرير الجزائر الأمر الذي جعل فرنسا تعمل جاهدة علي إخماد صوته بتوزيع أجهزة راديو مجانًا لا تلتقط صوت العرب علي الجزائريين للتعتيم وإبطال تأثير الإذاعة عليهم. وكذلك دعمت المقاومة الفلسطينية وجبهات التحرير بأفريقيا وكذلك كانت هي القوة الإعلامية في ثورة اليمن وداعمة لحركة التحرير في جنوب اليمن.

وشاركت صوت العرب في تحرير دول الخليج العربية واستقلالها، وعبر مسيرة أكثر من نصف قرن وسط الأحداث العربية، يصفها مؤيدوها بأنها كانت صوت المناضلين العرب وحصن العروبة الإعلامي والمدافع عن القضايا العربية.

بلغت قوة وتأثير «صوت العرب» نجاحها الكبير في الوقوف ضد العدوان الثلاثي؛ مما لفت الانتباه لقوتها ليدمر العدوان محطات إرسال «أبى زعبل» في خريف ١٩٥٦م، إلا أن المفاجأة تمثلت في عدم توقف إرسال «صوت العرب»، بل أذهل الجميع بأن انطلق نداؤه مرة أخرى من دمشق، بصوت المذيع صلاح عويس، وفى نفس اليوم انطلق نفس النداء من تونس، ثم من عمان، وبيروت، وطرابلس الغرب، في معزوفة رائعة عكست وحدة الأمة العربية.

وترجع فكرة تأسيس إذاعة صوت العرب إلي الدكتور محمد عبد القادر حاتم الذي تولّى فيما بعد منصب وزير المعلومات المصري. أما الدعم الأساسي للمشروع جاء من قبل الرئيس جمال عبد الناصر.

ومن أشهر البرامج التي تقدمها إذاعة صوت العرب (برنامج الشعب في سيناء) كان يقدم أثناء فترة احتلال سيناء لمد جسور التواصل بين أهالي سيناء المحتلة ووطنهم مصر (برنامج من حلو الكلام) برنامج (ملتقى الأحبة)، وبرنامج" حوارعلي البعد"، "الجريدة العربية"، ومن أشهر برامجها كذلك "حوار مع مستمع"، "تليفون آخر الليل"، "صباح الخير يا عرب"، "الجريدة العربية"، "العرب هذا الصباح"، "ألف سلام “،” البعد الثالث"،" استجواب"" بدون حواجز"، الفترات الإخبارية المتنوعة، وغيرها الكثير. كما تشتهر اذاعة صوت العرب بالبرامج السياسية والإخبارية الرصينة التي تعد مصدرا مهما وآنيا لأهم الأخبار التي يقدمها نخبة من أهم مذيعي الأخبار والمحاورين السياسيين في العالم العربي - ومنهم منال هيكل وشحاتة أبو المجد ومحمد حلمي وعلي الطواب وأيمن عطية وفايز المليجي.

ومن أبرز من تولوا رئاسة "صوت العرب": أحمد سعيد (١٩٥٣ – ١٩٦٧م)، ويحيي أبوبكر تولي رئاستها لفترة قصيرة بعد إقالة الإذاعي الكبير أحمد سعيد (١٩٦٧ – ١٩٦٨م)، ومحمد عروق (١٩٦٨ -١٩٧١م)، وسعد زغلول نصار (١٩٧١ –١٩٧٦م)، وأمين بسيوني (١٩٦٧ -١٩٨٧م)، وحلمي البلك، وحمدي الكنيسي، ومحمد مرعى، ومحمد فهيم، وامينة صبري، ونبيلة مكاوي، وعبد الرحمن رشاد، وزينهم البدوي، ولمياء محمود.

 

وتذاع صوت العرب علي موجة الـ( 106.3 FM) والـ( 621 AM). وتستطيع الاستماع إليها مباشر على الإنترنت ومن من خلال القمر الصناعي المصري والأوروبي. تتميز اذاعة صوت العرب بأنها إذاعة سياسية في المقام الأول تقوم بدورها من أجل توحيد الكلمة العربية ونزع فتيل أي توتر يخيم على العلاقات العربية.