الملك أحمد فؤاد الأول
هو أحمد فؤاد الأول بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا. وُلِد في ٢٦ مارس ١٨٦٨م، بقصر والده الخديوي إسماعيل باشا بالجيزة، وهو أصغر أنجال الخديوي إسماعيل. وعند بلوغه السابعة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الخاصة بقصر عابدين، واستمر بها ثلاث سنوات، وفيها أتقن مبادئ العلوم والتربية العالية. وفي يونيه ١٨٧٨م، سافر الأمير أحمد فؤاد الأول إلي إيطاليا صحبة أبيه .ألتحَق بمدرسة (توديكوم) وهي من المدارس الملكية الكبرى بمدينة جينيف، في سويسرا وهو سن العاشرة . ثم التحَق بالمدرسة الإعدادية الملكية في مدينة تورينو بإيطاليا، فاستمر بها حتى أتم دراسته، ثم أنتقل منها إلى مدرسة تورين الحربية حصل بعدها على رتبة ملازم في الجيش الإيطالي، وأُلحق بالفرقة الثالثة عشرة من مدفعية الميدان (الطوبجية)، وكانت إحدى وحدات حامية روما.
انتقل فؤاد الأول إلى تركيا برفقة أبيه الخديوي إسماعيل ليقيم هناك في سراي مطلة على مضيق البوسفور في إسطنبول. تم تعينه ياورًا فخريًا للسلطان عبد الحميد الثاني في عام 1980م. ثم انتُدب بعد ذلك ليكون ملحقًا حربيًا لسفارة الدولة العلية في مدينة فينيا (عاصمة النمسا). وأثناء فترة عمله بفينا اكتسب اللغة الألمانية بالإضافة إلى اللغتين الإيطالية والفرنسية لدراسته لهما، واللغة التركية بحكم استخدامها المنزلي.
وعاد إلى مصر ليتولى منصب كبير الياوران في عهد الخديوي عباس الثاني، وتدرج في المنصب حتى أصبح ياورًا للخديوي، واستمر في هذا المنصب لمدة ثلاثة أعوام متتالية؛ جعل فيها الحرس الخديوي في مصر يضارع أعظم الحرس في العواصم الأوروبية.
احتفل الملك فؤاد الأول بافتتاح الجامعة المصرية في ٢١ ديسمبر عام ١٩٠٨م. وسعى لجذب كبار العلماء المستشرقين من أوروبا للتدريس وإلقاء المحاضرات فيها كما أنشأ مكتبتها الضخمة. وبفضل مساعيه الدائمة؛ قبلت حكومات بريطانيا وفرنسا وإيطاليا أن يتعلم بعض الطلبة المصريين مجانًا في جامعات لندن وباريس وروما.
يرجع إليه الفضل في تأسيس الجمعية السلطانية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، وقام بافتتاحها في احتفال فخم في ٩ إبريل عام ١٩٠٩م.
أسس جمعية لترغيب السياح في زيارة البلاد المصرية ومشاهدة آثارها العظيمة عام ١٩٠٩م.
وفي ٥ ينايرعام ١٩١٠م، انتُخب رئيسًا لمجلس إدارة جمعية الإسعاف بمدينة القاهرة.
وفي ٦ فبرايرعام ١٩١٥م، أسَند إليه أخوه السلطان حسين كامل رئاسة الجمعية الجغرافية السلطانية.
ترأَّس جمعية الهلال الأحمر في مصر عام ١٩١٦م.
انتُخب عضو شرف في المجمع العلمي المصري، ووضع جائزة مالية لمن يؤلف أحسن تاريخ لحياة والده الخديوي إسماعيل .
جلس على عرش مصر في ٩أكتوبر ١٩١٧م. وكان يبلغ وقتئذ الخمسين من عمره. وفي أول مارس عام ١٩٢٢م. أصدر أمرًا لحكومته بإعداد مشروع لوضع نظام دستوري للبلاد، على أن يتضمن الآتي:
- إقرار مبدأ المسئولية الوزارية عن الأعمال.
- أن يكون الدستور محققًا لرغبات الأمة وأمانيها الطامحة في الاستقلال.
- أن تراعي فيه تقاليد البلاد وعاداتها المتبعة.
- رفع الحماية البريطانية عن مصر وفقًا لتصريح ٢٨ فبراير ١٩٢٢م.
وعقب إعلان الاستقلال غير لقبه وأصبح اللقب الرسمي له هو "حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول". ثم قام بوضع قانون، ينص على توريث عرش مصر خاصًا بأسرة محمد علي وأبنائه وأحفاده.
شُكِّلت في عهده أول وزارة شعبية برئاسة سعد باشا زغلول في يناير عام ١٩٢٤م.
أمر بتشييد مبنى البرلمان، فأصدر الأمر بالدستور والحكم النيابي.
تُوفي في قصر القبة عام ١٩٣٦م، ودُفن بمسجد الرفاعي بالقاهرة.