السفير عمرو الجويلي.. صوت مصر الوازن في ساحات الدبلوماسية الدولية

السفير عمرو الجويلي.. صوت مصر الوازن في ساحات الدبلوماسية الدولية


في مشهد متغير سريع الإيقاع على الساحة الدولية، يبرز اسم السفير عمرو الجويلي كأحد أبرز أعمدة الدبلوماسية المصرية المعاصرة، حيث يجمع بين الحنكة السياسية والرؤية الأكاديمية والتمثيل المتعدد الأطراف الذي يعكس ثقل مصر الدبلوماسي في المحافل الدولية.


يشغل الجويلي حالياً منصب نائب وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي، وهو منصب يتطلب من شاغله قدرة فائقة على التنقل بين الملفات السياسية المعقدة، وتعزيز حضور الدولة المصرية في قضايا الأمن والسلام العالميين. لم تكن هذه الخطوة إلا تتويجاً لمسيرة ممتدة من العطاء والعمل الدبلوماسي الرفيع امتدت عبر العواصم والمنظمات الدولية.
منذ بداياته في السلك الدبلوماسي، مثّل الجويلي بلاده في محطات محورية شملت واشنطن وجنيف ونيويورك، حيث لعب أدواراً استراتيجية في ملفات الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، ثم عُيِّن لاحقاً سفيراً لمصر لدى صربيا (2018–2022)، حيث قاد مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، قبل أن يُختار مستشاراً استراتيجياً لنائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، ليُكرّس جهوده لدفع قضايا القارة في الأمن والتنمية.


على مستوى العمل المتعدد الأطراف، ترأس الجويلي فريق العمل الوطني الخاص بعضوية مصر في مجلس الأمن الدولي عام 2016، وقاد مفاوضات حساسة في إطار الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، منها رئاسته للجنة تفتيش السلام بالأمم المتحدة عام 2015، ومفاوضات اتفاقية تكنولوجيا المعلومات بمنظمة التجارة العالمية عام 2007.
ولا يقتصر عطاؤه على السياسة، بل يمتد إلى الأكاديميا والإعلام. فقد عمل محاضراً غير متفرغ في الجامعة الأميركية بالقاهرة لأكثر من عقد، وهو عضو هيئة تحرير مجلة السياسة الدولية بمؤسسة الأهرام، كما يشغل حالياً موقع باحث أول زائر بالمعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية.


أما عن مؤهلاته، فالجويلي يحمل ماجستير في العلاقات الدولية من كلية لندن للاقتصاد، إضافة إلى دبلوم عالي في الدبلوماسية المعاصرة من جامعة مالطا بالتعاون مع معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، إلى جانب بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأميركية بالقاهرة وليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ما يجعله أحد الدبلوماسيين القلائل الذين جمعوا بين العمق القانوني والرؤية السياسية.


إلى جانب ذلك، يواصل الجويلي حضوره في الحياة المدنية والدبلوماسية الشعبية، بصفته نائب رئيس رابطة سفراء إفريقيا، وعضواً في اللجنة التنفيذية لتجمع الجنوب العالمي للعلوم السياسية، إلى جانب عضويته في نادي الدبلوماسيين المصريين وجمعية خريجي المملكة المتحدة في مصر.


بهدوء وثقة، يمضي السفير عمرو الجويلي في مهمته كسفير غير تقليدي لمصر؛ دبلوماسي يفكر كاستراتيجي، ويتحرك كرجل دولة، يؤمن أن دور بلاده لا يقتصر على الدفاع عن مصالحها فحسب، بل يمتد لدعم قضايا الإنسانية والعدالة العالمية.