مصنع الحديد والصلب بحلوان.. بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر نحو التصنيع

مصنع الحديد والصلب بحلوان.. بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر نحو التصنيع
مصنع الحديد والصلب بحلوان.. بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر نحو التصنيع
مصنع الحديد والصلب بحلوان.. بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر نحو التصنيع
مصنع الحديد والصلب بحلوان.. بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر نحو التصنيع
مصنع الحديد والصلب بحلوان.. بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر نحو التصنيع
مصنع الحديد والصلب بحلوان.. بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر نحو التصنيع
مصنع الحديد والصلب بحلوان.. بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر نحو التصنيع
مصنع الحديد والصلب بحلوان.. بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر نحو التصنيع
مصنع الحديد والصلب بحلوان.. بوابة الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر نحو التصنيع


"بالنسبة لمصنع الحديد والصلب احنا وضعنا الحجر الأساسي سنة ١٩٥٥م وحتى ١٩٥٨م، كانت الظروف صعبة، تضييق وحصار اقتصادي ومحاولات للعزل، ولكن نحمد ربنا أنه رغم هذا استطاع القائمون على العمل افتتاح المصنع في التاريخ المحدد له رغم العدوان الثلاثي، ورغم الحصار"، بهذه الكلمات افتتح الرئيس جمال عبد الناصر مصنع الحديد والصلب بحلوان.

 نبتت فكرة إنشاء شركة للحديد والصلب في مصر خلال عام ١٩٣٢م، وظلت لسنوات تبحث عن من يروي بذورها للتحول لواقع حقيقي، وهو ما حدث، بإصدار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرسومًا بتأسيس شركة الحديد والصلب يوم ١٤ يونيو ١٩٥٤م بمنطقة التبين بحلوان، كأول مجمع متكامل لإنتاج الصلب في الوطن العربي.

أطلق المشروع كشركة مساهمة مصرية، وكانت قيمة السهم جنيهين مصريين يضاف إليهما خمسون مليمًا مصاريف إصدار، على أن تسدد قيمة السهم على قسطين أولهما جنيه واحد وخمسون مليمًا (خمسة قروش)، يسدد في الفترة من ٢١نوفمبر إلى ٢٠ديسمبر ١٩٥٥م، والقسط الثاني قيمته الجنيه الثاني ويسدد في الفترة من ٢٠ أبريل إلى ٥ مايو ١٩٥٦م.

 

 وبالرغم من ظروف العدوان الثلاثي، سار العمل بهمة ونشاط في بناء المصنع، ولقى المشروع الوليد معاونة صادقة من كل أجهزة الدولة مثل مصلحة الطرق، المرور وسلاح الحدود الذين تضافرت جهودهم لتيسير عمليات النقل.

وفى ٢٣ يوليو ١٩٥٥م قام عبد الناصر مع أعضاء مجلس قيادة الثورة بوضع حجر الأساس الأول للمشروع على مساحة تزيد على ٢٥٠٠ فدان شاملة المصانع والمدينة السكنية التابعة لها والمسجد الملحق بها، بعد توقيع العقد مع شركة ديماگ دويسبرگ الألمانية (ألمانيا الشرقية آنذاك) لإنشاء المصانع وتقديم الخبرات الفنية اللازمة.

وفي نفس التوقيت تم تشغيل ميناء الدخيلة لتوريد الفحم اللازم لتشغيل الأفران، وكذلك خط سكك حديدية من الميناء تصل إلى حلوان وخط سكك حديدية آخر لتوصيل خام الحديد من الواحات إلى حلوان. ولم يأت شهر نوفمبر من عام ١٩٥٧م، حتى كانت الأفران الكهربائية الخاصة بصهر الحديد قد بدأت أعمالها بالفعل، وفي ٢٧ يوليو ١٩٥٨م، افتتح الرئيس جمال عبد الناصر الشركة الوليدة لتبدأ الإنتاج في نفس العام باستخدام فرنين عاليين صُنعا بألمانيا.

 

واعتمد المشروع في إنتاجه على خامات الحديد المتوافرة بكثرة في مناجم أسوان "والتي قدرت مساحتها بـــــ١٢٥٠ كيلو مترًا مربعًا، فبالإضافة إلى جودة الخام المستخرج منها تعتبر أقرب مصادر الخامات المصرية إلى طرق المواصلات، كما اعتمد على خام الحديد المتوفر أيضا في الواحات البحرية والبحر الأحمر.

 

وقد بلغ إنتاج المصنع - آنذاك - ما يقرب من ٢١٠ آلاف طن ليصل إلى ١٫٥ مليون طن في فترة السبعينيات من الصلب المشكل على هيئة ألواح مختلفة الأحجام والسمك وقضبان وفلنكات حديدية وبلنجات السكك الحديدية، بالإضافة إلى الزوايا والكمرات والستائر الحديدية وأنابيب ومستودعات البترول وغيرها من احتياجات الصناعة المختلفة والتي كنا نستوردها سنوياً، كذلك أنتج المصنع منتجات أخرى ذات قيمة اقتصادية كبيرة منها السماد الفسفوري، خبث الأفران العالية الذى يستخدم في صناعة الأسمنت وكذلك كميات هائلة من غاز الأفران الذى استخدم لتشغيل بعض الآلات في المصنع ذاته، كما استخدم في توليد الكهرباء.

وتعتبر قضبان السكك الحديدية وألواح بناء السفن من المنتجات التي تتطلب مواصفات خاصة على درجة عالية من الدقة والجودة، وقد أثبت الصلب المصري امتيازه في جميع الأسواق، واستخدمته فعًلا شركات الملاحة في ترميم سفنها بالحوض الجاف بالإسكندرية.

 

وقد حرصت شركة الحديد والصلب عبر السنين على الاستعانة بالخبرات الدولية المتخصصة، ففي عام ١٩٦١م، تم التعاقد مع الاتحاد السوفيتي (سابقاً) على إنشاء وحدات جديدة بالمجمع لزيادة إنتاج الصلب من ٣٠٠ ألف إلى ١٫٥ مليون طن سنوياً، واعتمد الاتفاق على وقف استخدام خام منجم أسوان واستخدام خام الواحات البحرية للمجمع بأكمله، وهو ما تسبب منذ بدء استخدامه إلى الآن في مشاكل عديدة بسبب ما يحويه من شوائب ضارة، كما تم التعاقد في عام ١٩٨٦م مع شركة كروپ الألمانية لإعادة تأهيل بعض الوحدات لإضافة نوعية جديدة من المنتجات.

 

وفي ١ يناير ١٩٩١م أعلنت كشركة مساهمة مصرية تابعة للقابضة للصناعات المعدنية وتخضع لأحكام القانون ٢٠٣ لسنة ١٩٩١م وتمارس أنشطة انتاج الحديد والصلب والاتجار فيه واستغلال مناجم الحديد وكافة الأعمال المتعلقة بالحديد والصلب.[2] ويبلغ رأس مال الشركة ٩٧٦٫٨٧٢٫٢٧٨ جنيه مصري.