الدكتورة خلود محمود تكتب: قديس الحب
أيام قليلة تفصلنا عن يوم يتفق العالم علي الاحتفال به تحت مسمي عيد الحب. قصة قتل حولها الأمريكيون منذ منتصف القرن التاسع عشر لتقليداً دينياً شعبيا لإحياء ذكرى القديس فالنتين الذي قتل من أجل الحب إلى حدث معاصر، وتعود أحداث الرواية الأكثر تداولاً إلى أن فالنتاين كان كاهنا أو أسقفا عاش بروما في القرن الثالث الميلادي؛ اعتقله الإمبراطور الروماني خلال فترة اضطهاد الديانة المسيحية بتهمه تزويج العشاق المسيحيين في مخالفة لأوامر الإمبراطور كلاوديوس الثاني، الذي منع الزواج لاعتقاده أنه السبب وراء عزوف الشباب عن الخدمة العسكرية لكن فالنتاين أصر على أن الزواج هو أحد سنن الخالق في الأرض وعصى أوامر الإمبراطور وعقد الزيجات سراً.
وعندما اكتشف الإمبراطور الأمر سجنه وأمر بإعدامه وأثناء سجنه وقع في حب ابنة السجان ويوم إعدامه في ١٤ فبراير أرسل لها رسالة حب بالتوقيع "من فالنتاين"، وهي اللفتة التي استمد منها العالم لليوم تقليد إهداء كروت للمحبين في ذلك اليوم وتطور الأمر ليوم احتفالاً عالمياً لشعوب العالم أجمع كلاً علي طريقته ، ولكن هل الحب كروت وورد ودباديب وخروج وسعادة تملأ القلب حينما نكون بجوار من نحب، أما كما يقال لنا دوماً أن الحب أفعال وليست كلمات؟
الحب هو إحساس يشعر الفرد إنه في حيرة من أمره يُلاحظ تغيراً في مشاعره تجاه شخص بعينه شعور واضح وعاطفة قوية يصعب التكتّم عليها أو إخفائها لا سبب منطقياً له مهماً بحثت عن تفسيرات، هناك مثل فرنسي يقول: "سمكة وطائر قد يقعان في الحب ولكن لا يستطيعان بناء منزل معًا"، والسر هنا؛ ليس في دقة القلب، ولكن في استمرارية احساسك وتألف قلبك، وأمان لا تجده إلا بجوار شخص معين تتجسد لك الدنيا فيه، يشبهك وتشبه، يعينك وتعينه علي مصاعب استكمال طريقكم معاً. تري العالم بعينه يقع في حبه قلبك وعقلك تغلق دنياك عليه، تؤمن بأن المستحيل بجواره ممكن، وأن عناء الدنيا يهونه وجوده تري السعادة في عينه حال نجاحك أو إنجاز هدف من أهدافك، لا يشعرك بالنقص أو الغيرة أو الدونية، بل على العكس تماماً فيقوم بدعمك والاعتزاز بك يشاركك التخطيط ويهتم لأفكارك وآرائك ويتأثر بها.
تشعر وكأنما حيزت لك الدنيا بأسرها حينما يكون بجوارك، ينطبق على وجوده عبارة: "وإنّي أراك في عين قلبي جنّة، يا من بكِ مُرُّ الحياة يطيب".