كيف تسهم التكنولوجيا في البحث عن اللاجئين وإنقاذ الأرواح بعد الزلزال؟

كيف تسهم التكنولوجيا في البحث عن اللاجئين وإنقاذ الأرواح بعد الزلزال؟

بقلم دكتورة/ سمر عصام

بعد كل زلزال يخرج العديد من الباحثين الذين يبدأون بالتنبؤ بحصول هزات في منطقة معينة، فعلى ماذا يعتمد هؤلاء؟ وهل من المكن معرفة حدوث زلازل قبل وقوعها بالفعل؟ وهل تستشعر الحيوانات الزلازل قبل البشر؟ وما قصة زلزال تركيا وسوريا؟

تسببت الهزات الأرضية التي ضربت تركيا وسوريا في أزمة إنسانية تسببت في تشريد ما يقرب من ٣٨٠ الف شخص في تركيا فقط والألاف في سوريا، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أعداد الوفيات قد تصل إلى ما يقرب من ٢٠ ألف حالة، وفقا لصحيفة الجارديان، ما يشكل كارثة كبري دفعت العديد من الدول والكيانات للمبادرة بتقديم يد العون بشكل عاجل.

وبخلاف جسور المساعدات التي تم الإعلان عنها من دول الجوار التركي ـ السوري ، كان لشركات التكنولوجيا العالمية ضمن المشاركين بالمساعدات حيث اعلن بعضها تقديم تبرعات وقدم الآخر توفير خدمات تكنولوجية لمساعدة المتضررين.

وقال‏ سوندار بيتشاي المدير التنفيذي لجوجل إن شركته ستضع إمكانياتها لمساعدة الضحايا، وكتب عبر ‏تويتر: "نفكر في كل شخص في تركيا وسوريا يعاني من خسارة مدمرة بعد الزلازل، وقد قمنا بتنشيط تنبيهات ‏إس أو إس (‏SOS‏) لتوفير معلومات الطوارئ للمتضررين".‏

 

وتعد خدمة "إس أو إس" أداة تنبيهات إلكترونية تهدف إلى تسهيل الوصول لمعلومات الطوارئ ‏أثناء الأزمات الطبيعية، وتعمل على جمع المعلومات المهمة من الإنترنت، وتقدمها للمستخدم حسب ‏موقعه، بالإضافة إلى البيانات من السلطات المحلية والدولية.‏

وأكد بيتشاي أن الموظفين في جوجل سيقدمون الدعم المادي لجهود الإغاثة، وسط دعوات من الجمهور للشركات التكنولوجية لتبني الامر لتوفير اكبر قدر ممكن من التبرعات للمتضررين والضحايا في سوريا وتركيا.

ومن ضمن مساعدات الخدمات التكنولوجية، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مؤسس تسلا والرئيس التنفيذي لتويتر وصاحب شركة "سبيس إكس" ‏‏(‏SpaceX‏) لابحاث الفضاء عن استعداد شركته لإرسال خدمات "ستارلينك" إلى تركيا لتأمين الاتصالات والإنترنت إلى ‏المناطق التي انقطع بعضها بسبب الزلزال، لكن الحكومة التركية لم توافق على نشر خدماته حتى الآن.‏

بدوره، أعلن تيم كوك المدير التنفيذي لـ "آبل" (‏Apple‏) الأميركية أن شركته ستقدم التبرعات للضحايا ‏في سوريا وتركيا، وقال عبر حسابه على تويتر "أبعث بالتعازي لشعبي تركيا وسوريا وكل من تضرر من الزلازل المدمرة، ‏وسوف تتبرع آبل لجهود الإغاثة والتعافي".‏

كما أعلنت منصة "بينانس" (‏Binance‏) للعملات المشفرة عن عملها على إيجاد طرق لمساعدة الضحايا، ‏لكنها لم تعلن بعض عن خطواتها التي ستعتمدها لهذا الأمر.‏

مهما حاول العلم فلا يزال من غير الممكن التنبؤ بالزلازل. لذلك، في حالة الشك، كل ثانية مهمة بمجرد ظهور علامات حدوث زلزال. يعمل الباحثون على أنظمة إنذار مبكر معقدة تهدف إلى المساعدة في منح الأشخاص في المناطق المعرضة للزلزال مزيدًا من الوقت على الأقل للوصول إلى بر الأمان. ليس أقلها في المدن الكبرى مثل إسطنبول التي لطالما توقع الباحثون حدوث "هزة أرضية فائقة" وشيكة هنا.

لسوء الحظ، هناك زلازل لا يمكن التحذير منها وبالتأكيد ليس إنذارًا مبكرًا ووفقًا لماركو بونهوف من مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض (GFZ) بوتسدام ، فإن آخر زلزال عنيف وقع في جنوب شرق تركيا هو أحد هذه الزلازل. والسبب في ذلك هو أن المنطقة المكتظة بالسكان تقع في المنطقة المجاورة مباشرة لمركز الزلزال. لكن ليس من المفترض أن تكون كل الزلازل مدمرة، فبحسب الخبير الألماني والذي أجرى موقع MDR الاخباري حوارا معه، "إذ أن العديد من الزلازل تحدث في قاع البحر.

على أي حال، يعمل الباحثون بشكل مكثف على أنظمة الإنذار التي ينبغي أن تنبه الناس في المناطق المتضررة في أقرب وقت ممكن. لقد كانوا يبحثون عن علامات مؤكدة على حدوث زلزال قادم منذ عقود، لكن حتى الآن لم تكن أي من الأساليب موثوقة تمامًا. لذا فإن الشيء الوحيد المتبقي هو الإنذار المبكر عند حدوث زلزال.

قياس الموجات الزلزالية

بحسب دراسة نشرتها مجلة Geophysical Research Letters غالبًا ما يتم تثبيت أنظمة الإنذار الإقليمية في المناطق التي تقع في منطقة خطر للزلازل على طول حدود الصفائح التكتونية. هناك، يسجل نظام من أجهزة الاستشعار في الأرض الاهتزازات في الأرض مباشرة. وذلك لأن الزلازل تنتج أنواعًا مختلفة من الموجات الزلزالية، بما في ذلك موجات الضغط منخفضة الاهتزاز 

ومع ذلك، إذا كنت قريبًا جدًا من مركز الزلزال، فسيصلك الإنذار متأخرا. يتم تشغيل الإنذار مباشرة بواسطة إشارات الوقت الفعلي من شبكة المراقبة. ثم تقوم البنية التحتية المرتبطة أيضًا بإيقاف خطوط الكهرباء والغاز وإيقاف القطارات وتحذير الصناعة

إشارات الجاذبية والذكاء الاصطناعي

قال باحثون فرنسيون إنه يمكن تقدير الزلازل القوية بدقة باستخدام الرصد الآلي والتحليل الفوري لإشارات الجاذبية. لقد قدم باحثون فرنسيون طريقة في العام الماضي باستخدام إشارات تسمى إشارات الجاذبية المرنة السريعة (PEGS)، وهذه هي نتيجة تحولات الصخور المفاجئة وتسبب تغيرات قصيرة المدى في الجاذبية. وأهم شيء في هذه الطريقة هو أنها تتحرك بسرعة الضوء، مما يسمح بحركة أسرع من الموجات الزلزالية باستخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي، تمكن فريق البحث من استخدام هذه الإشارات لنظام تحذير أسرع بثماني ثوانٍ من أفضل نظام قياس للموجات الزلزالية، كما نشر موقع MDR الإخباري الألماني

السلوك الغريب للحيوانات

هل من الممكن أن تكون بعض الحيوانات تستشعر قبل البشر أن الأرض على وشك الاهتزاز؟ هل من المحتمل أن يكون لديها "حاسة سادسة" تخبرها بذلك؟ تم مناقشة السلوك غير الطبيعي للحيوانات باعتباره نذيرًا للزلازل. كما تتعامل العديد من المشاريع البحثية مع الملاحظات القصصية للضفادع الهاربة أو الماعز العصبي. ألقى خبراء من مركز بحوث علوم الأرض GFZ  نظرة فاحصة على الدراسات حول السلوك الغريب للحيوانات. ولكن حتى الآن، لم تكن أي مجموعة بحثية قادرة فعليًا على التنبؤ بالزلازل بشكل موثوق.