برج القاهرة ... قصة صمود ناصر وتحدي لغطرسة القطب العالمي الأكبر
ذكرى استكمال بناء برج القاهرة ( 11 أبريل 1961)
في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وبالتحديد عام 1956م، عرضت الولايات المتحدة الأمريكية على الرئيس جمال عبد الناصر "مليون دولار أمريكي" – كرشوة – مدعية أنها منحة لدعم البنية التحتية المصرية، ولكن الهدف كان السعي نحو إيقاف الدور القومي لمصر ودعم عبد الناصر لحركات الاستقلال والثورات ضد الاستعمار في الدول العربية والإفريقية، وبالتحديد الثورة الجزائرية - بقيادة أحمد بن بيلا - ضد المستعمر الفرنسي في ذلك الوقت، ولكن مصر عبد الناصر قررت أن تعطي درسًا للصمود أمام من تسول له نفسه أن يفكر يوما فى شراء ذمم ابنائها أو يكسر إرادتها، حيث قرر عبد الناصر استغلال الأموال الأمريكية في بناء رمز للصمود والتحدي والكرامة "برج القاهرة" وأسماه الأمريكان "شوكة عبد الناصر"، أما المصريون فقد أطلقوا عليه اسم «وقف روزفلت» كدليل على صمود مصر أمام الولايات المتحدة وتمسكها بالعلاقات مع الجزائر.
قام المهندس "نعوم شبيب" بتصميم برج القاهرة على شكل "زهرة اللوتس" والتي ترجع إلي الحضارة الفرعونية القديمة وترمز للأبدية والخلود. اشترك فى بنائه 500 عامل، وهو مكون من ١٦ طابقًا، ويصل ارتفاعه إلى 187 مترًا ، ليكون ثاني أطول برج في العالم فى ذلك الوقت بعد برج أيفل، ويتخطى ارتفاعه ارتفاع الهرم الأكبر بحوالي 40 متر. وقد استغرق بناء برج القاهرة نحو 5 سنوات في الفترة من (1956م -1961م) بتكلفة 6 ملايين جنيه مصرى وقتها.
نبذة عن نعوم شبيب
هو معماري ومصمم مصري ينتمي إلي جيل الرواد - الجيل الأول من المعماريين الأصليين في الجيل العشرين، ولد في 28 نوفمبر 1915 في مدينة القاهرة ، تخرج في جامعة القاهرة وحصل على درجة امتياز في الهندسة المعمارية عام 1937م، ثم حصل على شهادتي ماجستير في هندسة التربة والإنشاءات، وهو صاحب شركة شبيب للمقاولات، وقد اعتمدت اعماله على صناعة الخرسانة المسلحة، وحصل على براءة اختراعها، ومن أشهر أعماله (برج القاهرة - بناء جريدة الأهرام - مبنى كايرو موتور- كنيسة سانت كاترين - سينما علي بابا)، بالإضافة إلى العديد من الأبراج السكنية في القاهرة، توفي نعوم شبيب في كندا عام 1985