"ميسترال جمال عبد الناصر"... عملاق البحر في خدمة الأسطول المصري

"ميسترال جمال عبد الناصر"... عملاق البحر في خدمة الأسطول المصري

في مشهد تاريخي، استقبلت شواطئ الإسكندرية واحدة من أبرز قطع الأسطول البحري المصري الحديث، حاملة المروحيات "ميسترال جمال عبد الناصر"، التي تُعد نقلة نوعية في قدرات القوات البحرية المصرية وواحدة من أقوى حاملات المروحيات في المنطقة.

تتميز الحاملة بطول يصل إلى 199 مترًا، وعرض 32 مترًا، وارتفاع 58 مترًا، مع سرعة إبحار تصل إلى 18.5 عقدة بحرية، وغاطس يبلغ 6.5 متر. وتمتد قدرتها على الإبحار لمسافة 10,000 ميل بحري (ما يعادل 18,000 كيلومتر) بسرعة 15 عقدة، مع إمكانية البقاء في عرض البحر حتى 70 يومًا باستخدام سرعات اقتصادية محدودة.

وتعد ميسترال منصة متكاملة لتنفيذ العمليات القتالية البحرية والجوية، إذ تتيح تزويد المروحيات المحمولة على متنها بالوقود أثناء تنفيذ المهام، ما يمنحها مرونة تكتيكية فائقة في ساحات القتال.

تنقسم الحاملة إلى 12 سطحًا، من بينها 5 أسطح مخصصة لتحميل الطائرات والمركبات القتالية، مع إمكانية استيعاب 12 إلى 20 مروحية متعددة الطرازات. كما يمكن تحميلها بـ 35 مركبة مدرعة بوزن 13 طن للمركبة الواحدة، وتصل الحمولة الإجمالية إلى 17 ألف طن.

وتوفر الحاملة قدرة استثنائية على نقل المعدات الثقيلة، إذ يمكنها تحميل حتى 55 عربة مدرعة من مختلف الأنواع، أو 10 دبابات من طراز 60 طن و123 عربة متنوعة في حال عدم تحميل طائرات. أما في حالات الإخلاء الكامل للطائرات والوسائط، فترتفع القدرة إلى تحميل 24 دبابة M1A1 دفعة واحدة.

تُعد الحاملة مركزًا للقيادة والسيطرة مزودة بـ 7 منظومات رادار متقدمة، إلى جانب أنظمة مكافحة الحريق وغرف قيادة مجهزة بأحدث التقنيات. كما تضم مستشفى ميدانيًا متكاملًا بسعة 69 سريرًا، وغرف عمليات وفحص طبي، ما يجعلها منصة إغاثة وإنقاذ في الأزمات والحروب.

لم تغفل التصميمات الفرنسية للحاملة جانب اللياقة والترفيه، حيث تحتوي على صالة رياضية متطورة، وصالة تدريب للوحدات الخاصة والدفاع عن النفس، بالإضافة إلى إمكانية استخدام سطح الطيران لممارسة رياضة الجري، بمحيط يعادل ملعب كرة قدم.
وتم تزويد الحاملة بمنظومة إذاعية ترفيهية تشمل استقبال 7 قنوات فضائية وإذاعية عبر وحدة دمج وهوائي متحرك.

تضم الحاملة تسع غرف إعاشة، و80 قمرة مخصصة للطاقم تستوعب 187 فردًا، إضافة إلى 132 قمرة للقوات المحمولة بسعة 481 فردًا، ما يوفر بيئة إقامة كاملة للقوات المشاركة في أي عملية أو مناورة عسكرية طويلة.

بهذه الإمكانيات المتطورة والتجهيزات المتكاملة، تمثل ميسترال "جمال عبد الناصر" خطوة استراتيجية متقدمة تعزز من قدرة الأسطول المصري على تنفيذ المهام المتعددة بكفاءة عالية، سواء في أوقات السلم أو خلال الأزمات، وتؤكد في الوقت ذاته الحضور البحري الفاعل لمصر على الساحتين الإقليمية والدولية.

مصدر: 
موقع رئاسة الجمهورية المصرية