صانع الأمل «فؤاد حداد» مُتنبي العامية المصرية 

صانع الأمل «فؤاد حداد» مُتنبي العامية المصرية 

«كل شبر وحتة من بلدي حتة من كبدي حتة من موال»، فؤاد حداد شاعر عامية مصري، لُقَّب بـ «فنان الشعب»، وهو المؤسس الحقيقي لشعر العامية الملحمي في مصر والوطن العربي، ويعد من أبرز الوطنين المدافعين عن القضية الفلسطينية في منتصف القرن العشرين. 

فؤاد سليم أمين حداد المُلقب «متنبي العامية المصرية» ولد بحي الظاهر بالقاهرة في الثلاثين من أكتوبر عام ١٩٢٧،  لأم سورية هي أيضاً من مواليد القاهرة، وأب أكاديمي لبناني جاء إلي مصر ليعمل أستاذاً متخصصاً في الرياضيات المالية بكلية التجارة بجامعة فؤاد الأول، ومازالت كتبه تُدّرس حتي الآن،  تعلّم شاعر العامية في مدرسة «الفرير»، ثم مدرسة «الليسية الفرنسيتين»، وإطلع على التراث الشعرى فى مكتبة والده، كذلك تعرف على الأدب الفرنسى، إثر دراسته للغة الفرنسية، مما أهله للاضطلاع علي بعض الترجمات الفرنسية، وكانت «أحرار وراء القضبان» اولي قصائده، اصبح بعدها من أحد أهم رواد القصيدة العامية المصرية. 

من بين أبرز أعماله، البرنامج الإذاعى الشهير «من نور الخيال وصنع الأجيال» قدمها في ثلاثين حلقة عام ١٩٦٩ بصوت الملحن سيد مكاوى، وخلالها قدم أغنيته الشهيرة«الأرض بتتكلم عربى» كما كتب المسحراتي لسيد مكاوى عام ١٩٦٤، فضلا عن العديد من القصائد الملحمية كرائعته «أدهم الشرقاوي» «استشهاد جمال عبدالناصر» ١٩٨٢، و«الشاطر حسن» ولعل آخرها كان قصيدة «الحمل الفلسطيني » التي نشرها عام ١٩٨٥، وتوفي بعدها في نوفمبر من نفس العام، عن عُمر ٥٨ عاماً،، تاركاً مسيرة ثرية شاهدة علي كفاحه وفضله الكبير في تشجيع الكثير من الأجيال الشعرية التي أتت من بعده سواء فصحي أو شعراء العامية، فالعامية المصرية في شعره ليست ضد الفصحي العربية ولا نقيضاً لها، بل مترادفة متجانسة لا تسطع بالكاد التفرقة بينهما.