في مثل هذا اليوم عام ١٩٩١، دخلت قوات جبهة التحرير الشعبية الإريترية إلى العاصمة أسمرة وأعادت للبلاد استقلالها بعد معركة كفاح استمرت لمدة 30 عامًا ضد النظام العسكري الإثيوبي.
كانت إريتريا منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر تعرف بإريتريا الإيطالية، كمستعمرة تابعة للتاج الإيطالي، وبعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، سقطت إريتريا تحت السيطرة البريطانية حتى عام ١٩٥٢م. وبعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتجهت إريتريا نحو الحكم الذاتي مع وجود برلمان إريتري وفترة دعم لمدة ١٠ سنوات من إثيوبيا. لكن عام ١٩٦٢م، ألغت حكومة إثيوبيا البرلمان الإريتري وضمت إريتريا رسمياً لها. وظلت جبهة التحرير الشعبية الإريترية تقاوم من أجل الإستقلال، حتى توج ذلك الكفاح المسلح بالإستقلال في ٢٤ مايو ١٩٩١م، عندما دخلت قوات جبهة التحرير الإريترية العاصمة أسمرة.
وعلى مر التاريخ اتسمت العلاقات المصرية الإريترية بدرجة عالية من التميز والاخوة، وكان لمصر الدور الأكبر في دعم وتأييد الثورة الإريترية حتى إنجاز مشروع الاستقلال الوطني الإريتري، حيث تم اتخاذ القاهرة مقرا لتأسيس جبهة التحرير الإريترية فى يوليو ١٩٦٠م، ومن قبل كانت قد افتتحت إذاعة لقادة الثورة عام 1954 بالقاهرة ليكون منبرا لإثارة الروح الوطنية بين الإريتريين. وبعد انطلاق الثورة، كانت مصر من أوائل البلدان التي ساندتها وقدمت لها مختلف أنواع الدعم السياسي والمادي والتعليمي، كما كانت مأوي للزعماء الوطنيين مثل إدريس محمد أدم وإبراهيم سلطان، وكانت قِبلة للطلاب الإريتريين.
وظلت مصر طيلة فترة الكفاح المسلح علي علاقات متينة مع فصائل الثورة الإريترية، وبعد التحرير ساهمت في تكاليف الاستفتاء. وقامت مصر بزيارة رسمية لإريتريا للتهنئة بإعلان الإستقلال وإرساء أسس قوية لتطوير العلاقات المستقبلية وتنمية التعاون بين البلدين في كافة المجالات. كما كانت للدبلوماسية المصرية دور بارز في حل النزاع بين إريتريا وإثيوبيا وسعت مصر في جهود السلام بين البلدين وحرصت بشكل دائم على وحدة الصف الأفريقي.