مصر البوابة الأفريقية لعبور الصين

مصر البوابة الأفريقية لعبور الصين

بمناسبة مرور٧٢ عاما على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، نسترجع أهم مراحل تطور العلاقات المصرية الصينية، حيث تعتبر مصر الدولة الثالثة والعشرين اعترافا بجمهورية الصين الشعبية والأولى عربيا وأفريقيا.

ففي إبريل عام ١٩٥٥م، التقى الزعيم جمال عبد الناصر والزعيم الصيني شو ان لاى، أول رئيس وزراء لجمهورية الصين الشعبية، في باندونج بإندونيسيا خلال عقد قمة أفريقية وأسيوية لبحث سبل التعاون بينهما.

وفى مايو ١٩٥٦م، بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد ما اصدرت الحكومات المصرية و الصينية بيانا مشتركا حول اقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء بين البلدين، وكانت هذه الخطوة نقطة فارقة في علاقات الصين الدولية، حيث كان لدور مصر الرائد على المستويين العربي والإفريقي تأثيره الكبير على الساحة الدولية، وتوالى الاعتراف بعد هذا بجمهورية الصين الشعبية.

في يوليو عام ١٩٥٦م، ايدت الصين قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، كما ادانت بشدة العدوان الثلاثي على مصر، وظهر تأييد ودعم الشعب الصيني لمصر عندما خرجت واحدة من أكبر المظاهرات في الصين تنديدا بالعدوان وتأييدا لنضال الشعب المصري.

كذلك سعت مصر للتوسط في حل النزاع اثناء الحرب الهندية الصينية عام١٩٦٢م، وكان الرئيس عبد الناصر على اتصال دائم بكل من شو إن لاي ولال بهادور شاستري رئيس وزراء الهند.

كذلك قام شو إن لاي بزيارة لمصر في ديسمبر عام ١٩٦٣م، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس جمال عبد الناصر وألقى كلمة قال فيها: "إن هذه أول مرة أزور الجمهورية العربية المتحدة وأول مرة أزور القارة الأفريقية، وإنني أود أن أعبر نيابة عن الشعب الصيني عن أطيب التحية وأسمى الاحترام لشعب الجمهورية العربية المتحدة".

كما استمرت العلاقات بين البلدين والشراكات في مختلف المجالات، وذلك من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتبادل الوفود الطلابية و المهنية و الثقافية و غيرها.

وعلى النحو الاقتصادي، فالصين هي أكبر شريك تجارى لمصر، وتعتبر مصر ثالث أكبر شريك تجارى للصين في إفريقيا، كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من ١٢٫٢ مليون دولار عام ١٩٥٤م إلى ٤٥٢ مليون دولار عام ١٩٥٥م، ثم إلى أكثر من ١٠ مليارات دولار عام٢٠١٣م، أي أنه تضاعف نحو ألف مرة خلال الستين عامًا الماضية.