فساد الانسانية بجحود الآباء وعقوق الأبناء

بقلم دكتوره / خلود محمود
كانت الأسرة نواه المجتمع وسر استقراره وعلي مدي قوتها وتماسكها تتوقف سلامة البنية الاجتماعية وقدرتها علي الصمود ضد تقلبات الحياة ، فالأسرة تستقر وتطمئن بما يخيم على علاقة الزوجين فيها من سكنٍ وتفاهم، وبما يحكم علاقة الأصول والفروع من ودٍّ وتراحم وتكافل، وبما تقدمه الحياة من ثمرات صالحة وهما الأطفال فإذا أحسن تعهّدها وتربيتها على المبادئ الإيمانية والقيم الأخلاقية كأنت هي المسئول الأول عن صلاح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع فالأسرة هي العنوان الكاشف لحالة أفراده وطبائعهم وسلوكياتهم، فالمجتمعات مهما كأن حجمها، تبدأ بالفرد الذي لا يكون له وجود إلا من خلال الأسرة، وهي الدائرة الأولى والأقرب التي يتعلم منها كيف يتعامل مع من حوله وأساس معرفته بالقيم والسلوكيات والعادات والتقاليد بل والطريقة التي يتعامل بها مع من حوله بل والحياة التي مع تطورها افقدت تلك الأسرة طبيعية العلاقات الصحيحة بين أفرداها من حالة حب ودعم وترابط وتماسك وخوف إلي عداء وكره وانفصال وتدمير وجحود أباء علي ابنائهم وعقوق أبناء علي أباءهم.
بل أنها وصلت حد الجرائم والاعتداءات وأحيانا الانتحار الذي كثرت حالته في المجتمع ويترك الابن رسالة علي أنه أقدم علي الانتحار بسبب والديه وقسوتهم وعدم تفهمهم له ولأفكاره اعتقاداً منهم بأنهم علي صواب وأن هذه تربيه صحيحة أن الإفراط في القسوة في التعامل مع الأبناء والاعتقاد أن التربية بالعنف تصنع الرجال فهم يجانبه الصواب، لأن العنف والقسوة يولدان لدى الطفل الخوف من إبداء الفكرة، فضلاً عن القيام بأي سلوك، وهو ما من شأنه وأد الدافعية لديه، وانطواؤه على نفسه، والعجز عن اتخاذ قرار ما، وقد يفضي في النهاية إلى انسحابه من الحياة الاجتماعية بل ومن الحياة نهائياً أن الأمومة والأبوة لا توثق بشهادة ميلاد فقط، لكنها دور ورسالة يجب أن يقوم بها كل طرف، حتى يخرج للمجتمع قيمة انسانية راشدة تجعل لحياته معنى ويخرج اطفال اسوياء في تعاملاتهم مع الاسرة والمجتمع ، أما عن الأبناء فعندما أطالع صفحات الحوادث وهي تحوي جرائم بشعة تدور كلها حول جحود وصل إلي حد أن يقتل الأبن أو الأبنة احد والديهم أيها الأبناء أن في حياة كل منا كنز ثمين لا نعرف قيمته إلا بعد أن نفقده، ومادام هذا الكنز معك وفى حوزتك فأنت لا تعرف أهميته وقيمته إلا بعد فوات الأوان هذا الكنز هو الأم الأم هي ذلك الكنز العظيم الذى تحدثت عنه كل الأديان السماوية وبكل التقديس والتقدير والاحترام، يكفى أننا نردد دائما وعن حق «الجنة تحت أقدام الأمهات».
أن الأم إحدى بديهيات الحياة التي لا تحتاج إلى مناقشة أو جدل عقيم الأم هي المأمن والملاذ الأمن فكيف للأسنان أن يحوله العالم بكل قسوته ومهما كأنت مغرياته ومعدل سرعته وتغير صفاته وتبدل طباعه وتحول مشاعره أن يحول مشاعر ابنه تجاه أمها لكره وقتل كيف يقسو قلب الأبناء ويصل للجحود لأنكار الفضل والجميل وانعدام الإنسانية، أن الأبناء مأمورين ببر والديهم كيف يتحول البر إلي قتل من حول الإنسانية لنقيض من فطرتها اهي طريقة التربية والأنترنت ووسائل الاتصال التي اصبحت هي من يربي ويعلم في ظل انشغال الآباء بتوفير متطلبات الحياة التي تزداد صعوباتها يوماً تلو الآخر أما ضعف الوازع الديني سواء في المنزل أو المدرسة أما اختلاف مصادر التوجيه، حيث أنه في فترة زمنية سابقة كأنت مصادر التوجيه هي الوالد فقط وبعد ذلك تحولت تلك المصادر بل وأصبحت جميعها وسائل السوشيال ميديا أما ضعف الإشباع العاطفي من الوالدين لأبنائهما، أما بسبب الانفصال أو وجود الخلافات بينهما ، الحقيقة أنه مهما تعددت الاسباب لابد أن يعترف المجتمع بخطورة تلك الظاهرة وأن نتصدى جميعا لتلك الخلل الواقع فعلياً داخل المجتمع وأن يكون لكلاً من آثر في التصدي لها أيها الآباء احرصوا علي سماع ابنائكم خصصوا لهم جزء بسيط من اوقاتكم أن التربية والأمان والتنشئة السليمة تعادل في أهميتها الطعام والشراب وتوفير الحياة الكريمة ، وأنتم أيها الأبناء أن الأم والأب كنز لن يعوضه أحد مهما تسارعت الحياة وتقدمت من حولكم يبقي حضنهم الملاذ الأمن فكونوا بالقرب دوماً.