قاعدة الإسكندرية البحرية: صرح عسكري يعكس قوة البحرية المصرية وتاريخها العريق

وسط مياه المتوسط، وعلى سواحل مدينة الإسكندرية، تتربع واحدة من أعرق وأكبر القواعد العسكرية في الشرق الأوسط، إنها قاعدة الإسكندرية البحرية، قلب الأسطول البحري المصري، والحارس الأمين لأمن مصر القومي البحري، ودرعها المتين في وجه التحديات.
يعود تاريخ تأسيس قاعدة الإسكندرية إلى ما قبل ثورة 23 يوليو 1952، حين كانت مصر تتلمس طريقها نحو الاستقلال الكامل، وقد شهدت القاعدة منذ ذلك الحين تطورات متسارعة جعلتها من أهم القواعد العسكرية في المنطقة. عبر عقود من التحديث المستمر، تحولت القاعدة إلى مركز عمليات استراتيجي تدير منه القوات البحرية المصرية مهامها الدفاعية والتدريبية في البحر المتوسط.
شهدت السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في تطوير القاعدة، أبرزها إنشاء حاجز أمواج بطول 5 كيلومترات، ساهم في زيادة مساحة القاعدة بنسبة 127%، ما أتاح فرصًا أوسع لاستيعاب وحدات بحرية جديدة وتعزيز البنية التحتية التشغيلية. هذه التوسعات تؤكد الرؤية المصرية الواضحة في بناء قوات بحرية حديثة قادرة على حماية المصالح القومية وتحقيق الردع الإقليمي.
تزخر القاعدة بمنشآت متقدمة تشمل:
• أرصفة ضخمة تستقبل السفن الحربية والتجارية على حد سواء.
• مجمع المحاكيات لتدريب البحارة على خوض سيناريوهات قتال افتراضية عالية الدقة.
• هنجر الغواصات المجهز بأحدث أنظمة الصيانة والتأهيل.
• نظام تسليح حديث يعزز من القدرات القتالية للوحدات البحرية.
• نصب تذكاري للجندي المجهول، يخلد تضحيات شهداء القوات البحرية المصرية.
انضمت إلى القاعدة مؤخرًا فرقة "القهار" من طراز (MEKO-A200)، وهي من أحدث الفرقاطات متعددة المهام في العالم، مما يعكس التوجه نحو التحديث المستمر وتعزيز الردع البحري بأسلحة وتقنيات من الجيل الجديد.
تلعب القاعدة دورًا حاسمًا في:
• حماية السواحل المصرية وتأمين الممرات الحيوية.
• التدريب القتالي عالي المستوى للضباط والبحارة.
• خدمة وصيانة السفن والغواصات بكفاءة تشغيلية عالية.
• دعم لوجيستي متكامل للوحدات البحرية المنتشرة في البحر.
في قاعة القاعدة، تتعانق الصور والمجسمات والأوسمة في مشهد بانورامي يروي سيرة نضال بحري عريق، من معارك الماضي إلى تحديات الحاضر، ومن بطولات حرب أكتوبر إلى معارك السيادة الحديثة على مياه المتوسط.
قاعدة الإسكندرية البحرية ليست مجرد منشأة عسكرية، بل صرح وطني يجسد التحول المصري نحو امتلاك أدوات القوة الشاملة، وركيزة من ركائز الردع الإقليمي، ورسالة واضحة أن البحر في حماية مصر.. ومصر في أمان بحرها.
المصادر:
– الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية
– خريطة مشروعات مصر
– اليوم السابع