يوليو في عيون أفريقية

يوليو في عيون أفريقية

بقلم دكتور/  محمد عبد الكريم أحمد

باحث متخصص فى الشؤن الأفريقية

تظل الأدبيات العربية التى تتناول ثورة يوليو ومصر "ودورها الإفريقي" واقفة عند حدود فكرة هذا "الدور" واتجاه التأثير من مشروع يوليو التحريري إلي بقية الحركات الوطنية واستقلال الدول الإفريقية على مدار عقدي الخمسينات والستينات، حتى وفاة الرئيس جمال عبدالناصر ( سبتمبر ١٩٧٠)، بينما غاب -تقريبا- رصد الرؤى الإفريقية لمشروع الثورة وتصوراتها -سلبا أو إيجابا- لسياسات مصر الإفريقية فى عهد "ناصر"، برغم أهمية خطة الرؤى في سد فراغ معرفي بالغ الخطورة في سياقات "العلاقات المصرية الإفريقية".

يحاول الدكتور عبدالكريم اختراق حالة "التنميط" المنهجية التى تكتفي برفع شعارات الأخوة مع شعوب وأبناء قارتنا الإفريقية دون بذل جهد أكبر في فهم دوافع وديناميات رؤى هذه الشعوب فى علاقاتها بمصر وثورة يوليو في القلب منها كمرحلة تأسيسية في فترة مابعد الاستقلال، وما تشير إليه من استمرار سوء الفهم المتبادل وتعميقه وإتاحة فرص هائلة أما تزييف التاريخ وتجهيل الجغرافيا ( كما فى حالات كثيرة يتناولها عرضا العمل الحالي). ولا يخفى أن المقصود هنا بذل الجهد من أحل تفادي مزيد من التنميط عوضا عن "طرق أبواب" التفاعل الجاد والموضوعي مع المنتج الفكري العام فى القارة الإفريقية"جنوب الصحراء" وتفهمه وإنتاج معرفة أخرى أكثر وعيا ونقدا فى آن واحد.