تعرف السنة في اللغة المصرية القديمة باسم «rnpt» وهي مصطلح أنثوي بمعني تتجدد، وفقا لما جاء شرحه في صحيفة من متون الأهرام، ومنذ عام ٦٢٥٥ قبل الميلاد أهدى المصرى القديم للعالم أقدم تقويم عرفته البشرية والذى تحتفل به مصر يوم الحادي عشر من سبتمبر كل عام،، وتبدأ اليوم أولى أيام السنة المصرية (٦٢٦٣) ، يعتمد التقويم القبطى بشكل أساسى على التقويم المصرى القديم، إذ يعد إمتداد له، والذى يطلق عليه التقويم الشمسى «النجمي».
كما أبرزت الحضارة المصرية القديمة
على مر عصورها التاريخية إعجازاً في علم الفلك،، وقد اتضح ذلك جلياً على أسقف المعابد والمقابر، والتوابيت، ومن فرط اهتمام المصرى القديم بالفلك،، فقد بنى بعض أسقف مقابره على هيئة القبو الذى يرمز للسماء وما بها من نجوم وأجرام فلكية، حيث اعتقدوا أنها ذات نفع معين للمتوفى فى العالم الآخر، لقد كان لاعتماد المصريون القدماء على فيضان النيل، أثر في أنهم حرصوا منذ القدم على ضبط وحساب موعده وكان ذلك مدعاه إلى التطلع للسماء، ومراقبة النجوم.
فقد اعتمد المصري القديم في قياس وحداته الزمنية (السنة، الفصل، الشهر، الأسبوع، واليوم) على حركة بعض الأجرام السماوية مثل القمر والشمس ونجم الشعرى اليمانية، بالإضافة إلى تقسيم شهور السنة إلى ثلاثة فصول، قد اعتمد بشكل رئيسي على طبيعة الدورة الزراعية في مصر القديمة، كما اعتمدت الدورة الزراعية على فيضان النيل السنوى، وعلي هذا الأساس قُسّمت أشهر السنة بالتساوي، تجدر الإشارة إلى أن من أهم المصادر التى تختص بوحدات ومقاييس التقويم المصري القديم، هو ما سُجل علي ظهر بردية «إيبرس» الطبية، التى ترجع للعام التاسع من عهد الملك آمنحتب الأول، حيث سجل هذا التقويم مُسميات شهور السنة القمرية بالاضافة إلي فصول السنة المدنية «الشمسية»
وجعل المصريين القدماء بداية السنة بشهر "تحوت" عرفاناً لرب العلم والمعرفة والكتابة، أما الشهر الثانى «بابة» فهو رب الزراعة، والشهر الثالث «هاتور» ربة الجمال، والرابع كيهك وهو رب العطاء، والخامس طوبة رب الأمطار ومنها طيبة، والسادس «أمشير» وهو رب العواصف، والسابع برمهات وهو رب الحرارة، والثامن برمودة وهو رب الحصاد، والتاسع «بشنس» وهو رب الظلام، والعاشر بؤونة وهو رب المعادن، والحادى عشر أبيب أى فرحة السماء، أما الشهر الثانى عشر مسرى وهو «من ما سو رع» أى ميلاد الإله رع.
جدير بالذكر أن مصر استخدمت عبر عصورها التاريخية العديد مـن التقـاويم الملكيـة والتـي تـُؤرخ حسب سنوات حُكم الملـوك عبـر العصـور،، ويمكن القول إنها ثلاثة تقاويم، وهي التقاويم الملكية المصرية القديمة، والتقاويم الملكية اليونانية، والتقاويم الملكية الرومانية.
المصادر:-
- محمد صالح، التقويم المصري القديم،
- الرقم القياسي لمصر القديمة عبر عصورها التاريخية القديمة في إنتهاج سبل التقاويم
- ماسيميليانو فرانشي، الفلك في مصر القديمة، ترجمة: فاطمة فوزي