هل كانت مصر حقاً ليبرالية قبل يوليو ١٩٥٢
كتب/ عمرو صابح
من العجائب أن تجد ليبرالى يناقشك بحدة وقد انتفخت عروق رقبته ، واندفع الرذاذ من فمه من شدة الانفعال ، وهو يهاجم الضابط جمال عبد الناصر الذى قتل الديمقراطية فى مصر التى حكمت قبل ثورة ١٩٥٢ ، وقضى على التطور الليبرالى؟!!
فضلاً عن خطأ الطرح ذاته ، قبل ثورة ١٩٥٢ ، تأسست جماعة الإخوان وأسست تنظيمها الخاص المسلح ، حزب الوفد أبو ما يسمى بالليبرالية أسس تنظيمه المسلح المسمى "القمصان الزرقاء" ، حزب مصر الفتاة أسس تنظيمه المسلح المسمى "القمصان الخضراء" ، الملك فاروق الديمقراطى أسس تنظيمه المسلح المسمى "الحرس الحديدى" لاغتيال خصومه السياسيين.
مصر الليبرالية كانت نهبا للتنظيمات المسلحة غير القانونية.
فى نفس الحقبة الرائعة تم اغتيال رئيس وزراء مصر أحمد ماهر سنة ١٩٤٥ ثم تم اغتيال محمود فهمى النقراشي رئيس وزراء مصر سنة ١٩٤٨ وتم اغتيال حكمدار العاصمة سليم ذكى سنة ١٩٤٨ ، والقاضى الخازندار برصاص التنظيم الإخوانى المسلح.
بأمر من الملك فاروق وفى يوم عيد ميلاده ١١ فبراير ١٩٤٩ تم اغتيال حسن البنا مؤسس الإخوان بإطلاق الرصاص عليه وعندما لم يمت من الرصاص ، تم خنقه بوضع وسادة على وجهه فى المستشفى التى نًقل للعلاج بها بواسطة رجال القلم السياسي ، ولم يشيع جثمانه سوى والده المسن و٤ نساء من أسرته ومكرم عبيد بينما اختفى الإخوان خوفاً من أجهزة الملك الأمنية.
تعرض مصطفى النحاس لثلاث محاولات اغتيال من الحرس الحديدى ولكنه نجا منها ، تم اغتيال الضابط عبد القادر طه بواسطة الحرس الحديدى ، كما اغتال الحرس الحديدى الوزير الوفدى أمين عثمان.
هذا بالإضافة لعشرات التفجيرات التى قام بها أعضاء التنظيم الخاص الإخوانى فى شوارع القاهرة، فى معتقلات الملك الليبرالى سنة ١٩٤٨ - ١٩٤٩ كان يتم تخيير الإخوان بين الاعتراف أو الاغتصاب من العسكرى الأسود ، وقد خلد يوسف ادريس قصة العسكرى الأسود فى رواية له بنفس الأسم. هذا غيض من فيض ملف الحريات فيما يسمى زوراً العصر الليبرالى ،عصر الفشل فى كل المجالات وليس ملف الحريات فقط.
توفى الزعيم سعد زغلول فى ٢٣ أغسطس ١٩٢٧ ، وتوفى الزعيم مصطفى النحاس فى ٢٣ أغسطس ١٩٦٥.