الجمهورية العربية المتحدة.. ومرور ٦٥ عاما على وحدة مصر وسوريا
في مثل هذا اليوم، ٢٢ فبراير من عام ١٩٥٨، وقع الرئيسين المصري جمال عبدالناصر ونظيره السورى شكرى القواتلى، ميثاق بالوحدة بين مصر و سوريا، وهى اكبر وحدة في تاريخ العرب بدأت لتوحيد الدول العربية، وكانت "الجمهورية العربية المتحدة" نتاج لهذه الوحدة بين الطرفين المصري والسوري، واختيرت القاهرة عاصمة لها، وتقرر ان يكون نظام الحكم رئاسيا ديمقراطيا، وجرى استفتاء شعبي على الوحدة اختير فيه جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية، وتم وضع دستور جديد لها.
وفى عام ١٩٦٠، تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة، والغيت الوزارات الاقليمية لصالح حكومة موحدة، واتفقت مصر وسوريا على انشاء قيادة عسكرية موحدة يكون مركزها دمشق، حيث بدأ الاتحاد السوفيتى حملة واسعة لاكتساب دول الشرق الاوسط، وقبلت مصر وسوريا صفقات السلاح السوفيتي.
ووقت اعلان الجمهورية العربية المتحدة، القى الرئيس عبد الناصر خطابه الشهير قائلا:
"أيها المواطنون.. لقد بزغ أمل جديد على أفق هذا الشرق، إن دولة جديدة تنبعث في قلبه، لقد قامت دولة كبرى في هذا الشرق ليست دخيلة فيه ولا غاصبة، ليست عادية عليه ولا مستعدية، دولة تحمى ولا تُهدّد، تصون ولا تُبدّد، تقوّي ولا تُضعف، تُوحّد ولا تُفرّق، تسالم ولا تُفرّط، تشد أزر الصديق، ترُد كيد العدو، لا تتحزب ولا تتعصب، لا تنحرف ولا تنحاز، تؤكد العدل، تدعم السلام، توفر الرخاء لها، لمن حولها، للبشر جميعاً، بقدر ما تتحمل وتطيق".
لكن تلك الوحدة لم تدم طويلا، وانتهت بانقلاب عسكري في دمشق في سبتمبر عام ١٩٦١، وبقيت سوريا تحت اسم "الجمهورية العربية السورية"، بينما احتفظت مصر باسم "الجمهورية العربية المتحدة" حتى عام ١٩٧١، وسميت باسمها الحالى جمهورية مصر العربية.
ويرى الكثير ان دعوة الوحدة جاءت تلبية لرغبات الشعبين المصري والسوري في ظل الجو الدولي الضاغط، والاحداث التي شهدها الوطن العربي في ذلك الوقت.
وعلى الرغم من عدم استمرار تلك الوحدة، الا ان ما زال المصريين والسوريين يرون في هذه الذكرى مناسبة لتذكر حقبة تقاسم فيها الشعبين سويا الكفاح والآلام والآمال.