"قراءة في مسار الآباء المؤسسين لحركة عدم الانحياز" علي مائدة حوار النسخة الرابعة من منحة ناصر للقيادة الدولية 

"قراءة في مسار الآباء المؤسسين لحركة عدم الانحياز" علي مائدة حوار النسخة الرابعة من منحة ناصر للقيادة الدولية 

افتتحت فاعليات صباح اليوم الجمعة الموافق الثاني من يونيو الجاري، منحة ناصر للقيادة الدولية في نسختها الرابعة،  أولى جلساتها الحوارية تحت عنوان  " قراءة في مسار الآباء المؤسسين لحركة عدم الانحياز "بحضور حسن غزالي منسق عام منحة ناصر للقيادة الدولية ولفيف من قيادات وزارة الشباب والرياضة والإعلاميين والصحفيين.

واستضافت الجلسة كلا من المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، والسفير ميروسلاف شيستوفيتش سفير دولة صربيا، والسفير لطفي رؤوف سفير دولة أندونيسيا، والحاج محمد عليجه مؤسس بنك الطعام في غانا، وأدارها الإعلامي سامي عيساوي الذي تطرق في بداية حديثه إلى تأسيس حركة عدم الانحياز ومؤسسيها. 
وفلسفتها بالإضافة، وتناول أيضاً الصراعات الدائرة وكيف يمكن أن نواجهها في المستقبل موضحاً أنه لم يكن لدى الشعوب الحافز فأنها لم تتمكن من فعل أي شيء تجاه مستقبلها، وأكد على أهمية الحاجة لمعرفة التاريخ حتى نتعرف الجذور والمسار والتوجيهات الصحيحة نحو المستقبل.

وقدم المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في بداية حديثه التحية إلي القيادات الشبابية المشاركة في النسخة الرابعة من منحة ناصر للقيادة، معرباً عن سعادته للحديث عن موضوع يمس كل منا في الوقت الحالي خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم أجمع، مضيفاً أن حركة عدم الانحياز كانت الابن الشرعي الذي أتي بعد التحرر من الاستعمار واستعادة الشعوب إرادتها بعد أن كانت تلك الشعوب مستعمرة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث لم يكن من المقبول وقتها لأي بلد أن تنعم باستقرارها  في ظل وجود قوى عظمى تحتل وتسيطر علي تلك الدول، واستعرض نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خلال كلمته،  دور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في تأسيس حركة عدم الانحياز ولقاءاته وسفرياته العديد وعلاقاته بزعماء الدول وما تبنوه في حركة عدم الانحياز، وفكره نحو محاربة الاستعمار ورفضه لأية أفكار أو اتفاقات تخدم مصالح الدول العظمى علي حساب مصالح الدول الصغرى حيث أدرك أنه لن يكون هناك أي توازن طالما هناك دول عظمى تريد مصالحها علي حساب الدول الصغرى.

وأعرب السفير  ميروسلاف شيستوفيتش سفير دولة صربيا، في بداية حديثه، عن شكره للدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة على تلك الدعوة للحضور في تلك الجلسة الحوارية، وعلى تنظيم منحة ناصر للقيادة الدولية تلك المنحة الهامة خاصة في ظل حاجة العالم الآن إلى قيادة الشباب مشيرًا إلى أن التاريخ قد قدم نماذج لزعماء وقادة في لحظات حرجة علي مر العصور، كما تطرق "ميروسلاف" في حديثه إلى تاريخ نشأة حركة عدم الانحياز موضحًا  أنه على مدار أكثر من ٦٠ عامًا علي القمة الأولى لحركة عدم الانحياز نجد أن العالم كان محظوظًا لأن تكون تلك الحركة هي مبادرة لخمسة من الزعماء قد نالت الصبغة العالمية وقتها، وانضمت إليها العديد من الدول الأوروبية وربما كان هناك وقتها من يتعجب لأن تكون هناك دول أوروبية انضمت إلى تلك الحركة، وتحدث سفير دولة صربيا عن الاحتفالية التي تم تنظيمها بمناسبة مرور ٦٠ عامًا على حركة عدم الانحياز مؤكدًا علي أن الروح التي قامت عليها تلك الحركة والفلسفة التي بنيت عليها ما زالت حاضرة بينا حتى الآن، وأن ما سنفعله بما تركته لنا تلك الحركة من تراث يعتمد علينا وعلى الشباب الذين هم قادة المستقبل، ولذا فمن المهم أن تكون هناك رؤية واضحة وقوية لمواجهة التحديات كما كانت هناك من قبل وقت تأسيس حركة عدم الانحياز.


وأكد السفير لطفي رؤوف سفير دولة أندونيسيا، في بداية حديثه في الجلسة الحوارية، على أنه من دواعي سروره وفخره أن يكون بين الحضور الكريم والقيادات الشبابية المشاركة في منحة ناصر للقيادة الدولية، وأن يستدعى ذكريات وتاريخ الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتناول في كلمته تأسيس حركة عدم الانحياز كما قام بعرض مقطع مصور يوضح المنظور الذي تبناه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والطموحات والآمال فيما تخص حركة عدم الانحياز مشيرًا إلى أن اجتماع الدول الآسيوية في عام ١٩٥٥ كان اجتماعًا هامًا للغاية حيث تم فيه الاعتراف بالمبادئ التي تنص على المساواة بين كل البلاد والمواطنين، والسلام من أي صراعات في هذا الوقت، وعدم استخدام الأسلحة أو العنف وخاصة فيما يخص أي مصالح شخصية لأي حزب، والتي من ثم أصبحت هي الأفكار والمبادئ التي قامت عليها حركة عدم الانحياز ثم توالت الاجتماعات واللقاءات التي مرت بها حتي صياغة الأجندة والأهداف، واستعرض سفير دولة أندونيسيا المراحل المختلفة لنشأة حركة عدم الانحياز مؤكدًا علي أن من الأمور الهامة للشباب أن يتعرفوا على التسلسل الذي مرت به حركة عدم الانحياز حيث أشارك في تأسيسها حوالي ٢٥ عضوًا حتى أصبح لديها الآن حوالي ١٢٠ عضوًا بجانب ١٩ دولة مراقبة على حركة عدم الانحياز، وفي ظل ما نشهده من وجود العديد من  التحديات التي منها الظروف الاقتصادية والكوارث المحلية والطبيعية التي تحدث في عدة دول وغيرها فتحتاج الآن إلى بعض الأفكار التي قد تساعدنا في بعض المواقف لذا فلمبادئ حركة عدم الانحياز أهمية كبيرة حيث إنها هي التي ستساهم في إيجاد الحلول وتوحيد الصفوف والأصوات، وابتكار وإيجاد حلول لمثل هذه المشكلات من خلال التفكير خارج الصندوق ووضع توصيات للتغلب علي تلك التحديات، والعمل على توحيد صفوف البلاد المشتركة في تلك الحركة من أجل الحصول على السلم والاستقلال، ووجه نصيحه في نهاية حديثه إلى شباب منحة ناصر للقيادة، أن لا ينسوا التاريخ لأنه هو الذي يحدد مسارنا ومن خلال معرفة التاريخ نستطيع أن نربط بين الماضي والحاضر من أجل أن نجعل بلادنا قوية.

وعبر الحاج محمد عليجه مؤسس بنك الطعام في دولة غانا، عن سعادته بالتواجد وسط القيادات الشبابية المشاركة في النسخة الرابعة من منحة ناصر للقيادة الدولية، مشيرًا إلى أن حركة عدم الانحياز هي حركة مهمة للغاية، وأن هناك دائمًا سؤال يتبادر إلى ذهنه بخصوص المبادئ أو الأسس التي خلفتها مبادرة الخمس أو تلك التي يطلق عليها مبادرة عدم الانحياز، التي بالاطلاع علي الكتب الاجتماعية يمكن وقتها الإجابة بأن تلك المبادئ كانت ثلاث هي السلام والتضامن والاستقلال، لذا فنجد وقتها كانت الدول تدافع عن حركة عدم الانحياز من القلب فكانت كل تلك الدول سواء من الشرق أو الغرب تدافع عن حقها في الاستقلال وأن تكون دول تتحكم في سيادتها بنفسها، فمكن التضامن بتلك الطريقة كل الشعوب أن تقرر إلى ماذا تنتمي إلى الشرق أو الغرب مع وجود هويتها الخاصة بها وأرتفع شعار السلام الذي أحتاجه العالم في ذلك الوقت، وأكد مؤسس بنك الطعام في دولة غانا، علي أن الجميع ينتمي إلى حركة عدم الانحياز وأنه  يجب أن نتشارك جميعًا في حب شعوبنا وأن ندرك أن هذه الشعوب هي وحدها التي لها الحق في أن تقرر مصيرها وتعيش في سلام واستقلال وتضامن، وتطرق "عليجه" إلى ذكر أمثلة لزعماء حاربوا من أجل الاستقلال منهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي أمم قناة السويس لتخدم الشعب المصري فهي تنتمي إلى مصر وكل مواطن مصري يشعر بالفخر حيالها وكأنها جزء منهم وبذلك تنتمي إليهم كشعب مصري، والزعيم الغاني كوامي نكروما الذي كان له دور كبير في استقلال غانا كما كان له العديد من الشراكات التي أسسها مع عدة دول، وفي تلك الأمثلة يتضح كيف إذا تحب الشعوب من يحبهم ويدافع عن استقلاليتهم وشعوبهم فكان هنا الاستقلال هو الطريق لذلك. 

وتفاعل عددًا من  المشاركين بالأسئلة والاستفسارات والمداخلات بعد إنتهاء المتحدثين من كلماتهم في الجلسة المنعقدة في بداية فاعليات صباح يوم الجمعة ومن منحة ناصر للقيادة الدولية التي جاءت حول مسار الآباء المؤسسين لحركة عدم الانحياز، ثم ألتقط المشاركين بمنحة ناصر للقيادة الدولية صوراً تذكارية وسط تفاعل وحفاوة بالغة وسعادة من قبل الجميع بهذه الجلسة المتميزة والمعلومات الهامة التي حصلوا عليها .

ومن ناحيته أوضح حسن غزالي منسق عام منحة ناصر للقيادة الدولية، أنه يشارك في النسخة الرابعة من منحة ناصر للقيادة العامة قيادات شبابية متميزة  من دول (تنزانيا، تونس، جنوب إفريقيا، الصين، أذربيجان، البرازيل، فلسطين، سيراليون، روسيا، المغرب، عمان، الأردن، تشاد، باكستان، الكاميرون، لبنان، أرمينيا، النيجر، المكسيك، والجزائر) قد شاركت أمس الأربعاء في ماراثون الدراجات الهوائية الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة بالعاصمة الإدارية الجديدة ضمن احتفالات اليوم العالمي للدراجات كما تضمنت فعاليات أمس جلسة تعارف بين المشاركين في المنحة من مختلف الدول.

ويذكر أن منحة ناصر للقيادة الدولية تعد إحدى الآليات التنفيذية لتنفيذ توصيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي - رئيس الجمهورية، لدعم الكفاءات من الشباب الإفريقي، وتمكينهم من خلق رؤية شاملة ومحورية ترتبط بالقضايا العالمية وخطط التنمية المستدامة، ودعم فرص الترويج للدور المصري عالميًا كما تأتي في إطار تنفيذ كل من رؤية مصر لأهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ وأجندة إفريقيا ٢٠٦٣، وتعاون الجنوب الجنوب.