من قلب الدبلوماسية إلى صدارة المشهد السياسي: حكاية محمد العرابي
في مشهد السياسة الخارجية المصرية، يبرز اسم السفير محمد العرابي كأحد أبرز الوجوه الدبلوماسية التي شكّلت ملامح العمل الخارجي لمصر لعقود. فهو وزير خارجية مصر الأسبق، ودبلوماسي قضى حياته متنقلاً بين العواصم العالمية، وراسمًا لخطوط التواصل بين مصر والعالم.
ولد محمد العرابي في 26 يناير 1951، وتخرج في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1975، تخصص إدارة أعمال، لينتقل سريعًا إلى السلك الدبلوماسي المصري عام 1976، حيث بدأ مسيرته التي ستستمر لأكثر من أربعة عقود في أروقة السياسة الدولية.
تنقل العرابي بين عدد من أهم العواصم العالمية؛ عمل بسفارات مصر في الكويت، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وإسرائيل، وألمانيا، كما شغل منصب السكرتير الخاص للدكتور بطرس غالي، ثم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في عهد الدكتور عصمت عبد المجيد.
وفي عام 2011، بلغ قمة الهرم الدبلوماسي عندما تولى منصب وزير خارجية مصر لفترة قصيرة لكنها جاءت في واحدة من أدق المراحل التي مرت بها البلاد بعد ثورة يناير.
كما كان له حضور برلماني لافت، حيث تولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري عام 2016، وكان عضوًا في المجلس ذاته خلال الفترة من 2015 حتى 2020، بالإضافة إلى رئاسته السابقة لحزب المؤتمر.
السفير العرابي لم يكتفِ بالمناصب الرسمية، بل واصل حضوره في الساحة الفكرية والدبلوماسية بعد تقاعده الرسمي، حيث يشغل اليوم عددًا من المواقع الرفيعة، منها:
• رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية
• رئيس مركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات
• رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية
• رئيس مجلس أمناء المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية والتدريب
• عضو المجمع العلمي المصري
• عضو المجلس الاستشاري لمجلة السياسة الدولية
• عضو في عدد من مجالس إدارات الجامعات والمراكز البحثية مثل مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، ومكتبة مصر العامة، وهيئة المعارض والمؤتمرات، وجامعة بدر، وجامعة الملك سلمان، وجامعة المستقبل، والجامعة البريطانية، وجامعة الأهرام الكندية.
يحرص العرابي على نقل خبراته إلى الأجيال الجديدة، من خلال محاضرات متعددة، أبرزها سلسلة محاضرات في الدبلوماسية العامة بهيئة الثقافة الدبلوماسية في جامعة هامبولدت – برلين، إحدى أعرق الجامعات الألمانية.
تقديرًا لمسيرته الدبلوماسية والعلاقات الوثيقة التي ساهم في ترسيخها بين مصر وألمانيا خلال فترة عمله سفيرًا بالقاهرة، حصل السفير محمد العرابي على وسام الصليب الأكبر من الدرجة الأولى من رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، وهو من أرفع الأوسمة التي تُمنح لشخصيات دولية.