التعاون الإعلامي بين روسيا وأفريقيا: تحفيز المشاريع المشتركة

في ٦ مارس ٢٠٢٥، انعقدت في مجلس الدوما التابع للجمعية الفيدرالية لروسيا الإتحادية مائدة مستديرة بعنوان "جسر المعلومات: روسيا - أفريقيا".
تم تنظيم الحدث من قبل مجلس الخبراء المعني بتطوير ودعم الشراكة الشاملة مع الدول الأفريقية، برئاسة " ألكسندر باباكوف" ، نائب رئيس مجلس الدوما في الإتحاد الروسي، وبالتعاون مع الجمعية الروسية الأفريقية للطاقة.
شارك في المائدة المستديرة ممثلون عن وزارة الخارجية الروسية، وقادة روس وأفارقة، وصحفيون ومحررون معروفون، ومدونون، وممثلون عن الشركات الروسية والأفريقية العاملة في مجال الإعلام، وخبراء في أمن المعلومات، إضافةً إلى ممثلين عن مراكز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية.
أدار الجلسة: نيكولاي نوفيشكوف، نائب مجلس الدوما الروسي ونائب رئيس مجلس الخبراء.
شاركت في إدارتها: يوليا بيرغ، رئيسة نادي الخبراء Globus، والمؤلفة المشاركة لبرنامج GlobalInsights على التلفزيون الأفريقي.
ناقش المشاركون مقترحات وتوصيات عملية حول كيفية استخدام وسائل الإعلام والمدونات للترويج للمشاريع والمبادرات وتعزيز التعاون الروسي الأفريقي في مجال الإتصالات.
كلمات المسؤولين والمشاركين في المائدة المستديرة
ألكسندر باباكوف: دور الدولة في تعزيز الاتصال الإعلامي
افتتح الحدث نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، ألكسندر باباكوف، مؤكداً أن مشاكل الإتصال بين روسيا وأفريقيا لا يمكن حلها دون تدخل الدولة.
وقال باباكوف:
"سنعمل، على الأقل في إطار مجلس الدوما، على إيجاد آليات تضمن تدخل الدولة وإنشاء الظروف اللازمة لتنفيذ خططنا الإعلامية. هناك العديد من المؤسسات والأدوات المتاحة، ويجب التعامل مع الأمر بجدية ودقة."
ماريا زاخاروفا: تحديات الإعلام الروسي في أفريقيا
أشارت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى المشكلات القائمة في المشهد الإعلامي بين روسيا وأفريقيا، قائلة:
"شبكة المراسلين من وسائل الإعلام الروسية والأفريقية لديها إمكانيات للتطوير، لكنها غير كافية. لا توجد وسائل إعلام أفريقية معتمدة في روسيا، كما أن التفاعل مع المراسلين المحليين محدود، حيث يزور الصحفيون الأفارقة روسيا بشكل متقطع، غالبًا خلال الفعاليات الكبرى. في ظل تأثير وسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية والإنجليزية، وندرة المحتوى الروسي، يتلقى الجمهور صورة مشوهة عن روسيا والتعاون الثنائي."
واقترحت زاخاروفا حل هذه المشكلات من خلال بناء علاقات إعلامية قوية، وتعزيز التعاون عبر البرامج التعليمية، والجولات الصحفية، والمؤتمرات الإعلامية الكبرى، مشيرةً إلى أن:
"عدد سكان أفريقيا يبلغ 1.5 مليار نسمة، نصفهم تحت سن العشرين. هذا هو العمر الذي يسعى فيه الشباب إلى التعلم و الإنخراط في العالم. تخلق التكنولوجيا الحديثة بيئة رقمية لا يمكن تفويتها، ونحن ندرك ذلك، لكن يجب تكثيف الجهود."
إيرينا أبراموفا: أهمية المعرفة الإعلامية حول أفريقيا
قدمت إيرينا أبراموفا، مديرة معهد أفريقيا في أكاديمية العلوم الروسية، عدة مقترحات لتعزيز العلاقات الإعلامية، قائلة:
"من المهم للصحفيين فهم أفريقيا لتجنب الأخطاء. نحن مستعدون لتنظيم مؤتمرات والتعاون لتحسين المعرفة الإعلامية حول القضايا الأفريقية. في الدول الكبرى، يجب ألا يقتصر الإعلام على العواصم فقط، بل يجب أن يصل إلى المناطق الداخلية، مع التركيز على قضايا التعليم، لا سيما أن 50% من سكان أفريقيا دون سن العشرين."
وأضافت:
"من الضروري أيضًا إشراك المدونين الأفارقة، وعرض الواقع الروسي، وتوحيد الجهود لتوسيع نطاق الفهم المتبادل. أفريقيا شابة ومنفتحة على الجديد، ولا ينبغي تصويرها فقط على أنها قارة فقيرة وجائعة."
كلاريسا ويدورفين: تأثير الإعلام الغربي في أفريقيا
أكدت الصحفية الكاميرونية وعضو نادي الخبراء Globus، كلاريسا ويدورفين، على دور وسائل الإعلام في تعزيز العلاقات الروسية الأفريقية، مشيرةً إلى أن تغطية هذه العلاقات في المشهد الإعلامي العالمي تتطلب اهتمامًا خاصًا من وسائل الإعلام التقليدية والجديدة.
وقالت ويدورفين:
"تؤثر وسائل الإعلام الغربية بشكل كبير على الخطاب الإعلامي الأفريقي عبر تقديم الرشاوى للمدونين المحليين. على روسيا أن تستخدم استراتيجيًا منصاتها الإعلامية للترويج لمصالحها، وبناء صورة إيجابية من خلال الدبلوماسية الإعلامية."
وأضافت:
"حواجز اللغة، والحصار الإعلامي، والوصول المحدود إلى المعلومات يمنع تقديم صورة موضوعية عن الأخبار في أفريقيا. الحل يكمن في إنشاء برامج تعليمية مشتركة، وتطوير صحافة مستقلة، وبناء شراكات بين وسائل الإعلام الروسية والأفريقية. يمكن أن يساعد إنشاء قنوات تلفزيونية روسية في أفريقيا وتعزيز جدول أعمال مستقل في توسيع نطاق التأثير الإعلامي، وتقديم صورة أكثر وضوحًا عن أنشطة روسيا في القارة."
فياتشيسلاف شيغوليف: التحديات الإعلامية في نشر وجهة النظر الروسية
أشار رئيس قسم إنتاج المحتوى الأفريقي في قناة RT، فياتشيسلاف شيغوليف، إلى وجود تحديات في نشر وجهة النظر الروسية لدى الجمهور الأفريقي، قائلاً:
"يتم البحث حاليًا في أفريقيا عن طرق جديدة لتوفير المعلومات للجمهور، رغم الضغوط الغربية. هناك إهتمام كبير واستعداد للتعاون من قبل وسائل الإعلام الأفريقية نفسها. في بعض البلدان، حتى القنوات التلفزيونية الرسمية مستعدة للمشاركة."
فيكتوريا سمورودينا: رؤية فرنسا للإعلام في أفريقيا
قدمت رئيسة تحرير "مراسلون دوليون"، فيكتوريا سمورودينا، توصيات لفرنسا بشأن "البقاء الإعلامي" في القارة الأفريقية، مشيرةً إلى أن:
"فرنسا بحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الإعلامية في أفريقيا والأعراف بانفصالها عن نفوذها السابق. بدلاً من مواجهة المطالبات القومية الأفريقية، عليها دعم بناء قارة مستقلة من خلال تطوير وسائل الإعلام المحلية، والثقافة، والسينما، والمسرح."
وأكدت أن:
"الهزيمة الفرنسية في المجال الإعلامي يجب أن تكون دافعًا لتطوير استراتيجية جديدة تجمع بين الدفاع عن السيادة الفكرية واستخدام الأدوات الهجومية. هناك حاجة إلى شراكات مع الشركات الخاصة، وإطار قانوني، وهيكل تنظيمي لإدارة العمليات الإعلامية."
في ختام المائدة المستديرة، قام أندريه غروموف، أمين مجلس إدارة الجمعية الروسية الأفريقية للطاقة (АРЭА)، بتلخيص نتائج المناقشات، مقدمًا بنود القرار الذي يتضمن توصيات لتعزيز التعاون الإعلامي بين روسيا وأفريقيا، قائلاً:
"نعلم أن العديد من المشاريع الإقتصادية انهارت ببساطة بسبب عدم كفاية التغطية الإعلامية. لم يكن هناك فهم واضح، حتى من جانبنا، حول حجم مساهمة الإتحاد الروسي في هذه المشاريع."