التضامن العالمي تناقش نماذج أفريقية بارزة في مجال الزراعة
التجربة التنزانية في مجال الزراعة علي مائدة برنامج التضامن العالمي
نظمت شبكة التضامن العالمي ضمن سلسلة حلقات برنامج أحاديث التضامن العالمي (النسخة السواحيلية)، مناقشة بعنوان: الإصلاح الزراعي: "تجارب مصر و تنزانيا في مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات "، تزامناً مع يوم المزارعين في تنزانيا.
وشهدت الحلقة حضور الأستاذ توماس آماس متشيوا المدير التنفيذي لمؤسسة المهارات الحياتية (ALSF) مابويباندي، بدار السلام، تنزانيا، والخبير في مجال حماية البيئة وبناء قدرات الشباب، وكوكبة من الدارسين والباحثين في اللغات والشؤون الأفريقية.
افتتح توماس متشيوا الحلقة بالتركيز على التطورات الزراعية في تنزانيا، مسلطًا الضوء على تأثيرها الكبير على المجتمع المحلي، وتناول خلال حديثه التحديات التي واجهت القطاع الزراعي، مثل مشكلات توافر المحاصيل وظروف الأرض التي تؤثر على إنتاجية المزارعين، مشيراً إلي التحول من الأدوات الزراعية التقليدية، التي أصبحت عائقًا أمام المزارعين، نحو استخدام تقنيات وأساليب ري حديثة تسهم في تحسين الإنتاجية، مؤكدًا على أهمية التمويل لدعم المزارعين في تبني هذه التقنيات والاستثمار في معدات زراعية متطورة.
واستعرض متشيوا دور الحكومة والمؤسسات في دعم القطاع الزراعي من خلال تقديم المساعدات اللازمة وتوفير برامج تدريبية تهدف إلى تحسين مهارات المزارعين وزيادة كفاءتهم، كما لفت إلي أهمية الاهتمام بجودة المحاصيل في تحقيق الأمن الغذائي والمساهمة في الاقتصاد الوطني من خلال تصدير المحاصيل التجارية مثل القهوة والشاي، مُشيراً إلى زيارة الرئيسة ماما سامية إلى منطقة موروجورو، حيث استمعت إلى شكاوى المزارعين حول ارتفاع الأسعار ونقص المحاصيل، مؤكداً إلتزام الحكومة التنزانية بتقديم الدعم اللازم لتعزيز القطاع.
وأدارت الحلقة الباحثة ياسمين كمال وتناولت خلال حديثها تاريخ التجربة المصرية في مجال الزراعة وأشارت إلي قانون امتلاك الأراضي الذي كان معمولاً به خلال فترة الاحتلال البريطاني علي مصر، والذي كان يمنع امتلاك الأراضي الزراعية لعامة الشعب، حيث كانت مقتصرة على فئة معينة من الملاك، موضحة كيف نجحت ثورة يوليو ١٩٥٢ المجيدة في انهاء ذلك العقد، لافتة إلي قانون الاصلاح الزراعي الذي جاء به الرئيس جمال عبد الناصر ألغي نظام الإقطاع وتوزيع الأراضي علي الفلاحين، وأتاح لأصحاب الارض فرصة امتلاك الأراضي الزراعية.
ومن جانبه أوضح الباحث الأنثروبولوجي حسن غزالي مؤسس شبكة التضامن العالمي إن التجربتين المصرية والتنزانية في مجال الزراعة تقدمان نموذجين بارزين للإصلاح الزراعي في إفريقيا، مُشيداً إلي النهج المتميز الذي اتبعته تنزانيا من خلال مبادرات قومية مثل "كليمو كوانزا"، التي ساهمت في تحسين الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في المناطق الريفية.
وأضاف غزالي أنه في إطار إتباع شبكة التضامن العالمي لسياسة التعلم النشط حرصنا علي إتاحة الفرصة لمُمثلي دائرة اللغة السواحيلية بالشبكة عرض أوراقهم البحثية خلال الحلقة بشكل تشاركي حول تجارب مصر وتنزانيا الرائدة في مجال الزراعة، والتي تناولت عدة جوانب أبرزها: مقارنة بين يوم الفلاح في مصر ويوم المزارعين في تنزانيا، وآخر تناول تاريخ يوم المزارعين في تنزانيا، وورقة بعنوان «يوم المزارعين: واقع الزراعة بين التحديات والفرص»، وآخر بعنوان "البعد الثقافي ليوم المزارعين (نانى نانى) في تنزانيا"، وموضوع "التربة مصدر الحياة،" وآخر حول «الثامن من أغسطس يوم حصاد الأمل في تنزانيا».
وأردف غزالي أن ريادة التجربة المصرية من قدم التاريخ في مجال الزراعة ولكنها اكتسبت بعد أكثر عدالة في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ومؤخرا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال مشروعات قومية كبرى مثل مشروع الدلتا الجديدة، ومبادرة التحول إلي الزراعة الرقمية، مؤكداً أن تلك التجارب تظهر بوضوح كيف يمكن للإصلاحات الزراعية أن تساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي في القارة الإفريقية خاصة مع شبح التغييرات المناخية.
يُذكر أن شبكة التضامن العالمي تطوعية وغير هادفة للربح، وبرامجها مقدمة مجاناً بالكامل وتنظم بالجهود الذاتية دون تلقي أي دعم مالي. كما أن برنامج(Global SolidarityTalks) يطلق الحلقات النقاشية الناطقة باللغات المختلفة العربية / الإسبانية/ السواحيلية/ الفرنسية والإنجليزية والروسية كمنصة مفتوحة للنقاش والتبادل الفكري حول القضايا الثقافية المشتركة، بهدف تعزيز التضامن بين الشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات حول العالم، فضلا عن أنه آلية هامة تعطي للشباب والطلاب المصريين الدارسين للغات فرصة ممارسة لغة دراستهم مع أهل اللغة الأصليين سواء في آسيا، أوروبا، أفريقيا وأمريكا اللاتينية، لإعداد كوادر وقيادات ذات قدرة على فهم التغيير الذي يحدث عالمياً.