التغيرات المناخية وتداعياتها على القارة الإفريقية

التغيرات المناخية وتداعياتها على القارة الإفريقية

بقلم/ محمد صلاح الدين


مقدمة

تعد التغيرات المناخية أحد أبرز التهديدات التي تواجه  العالم، وقد كان لإفريقيا النصيب الأكبر من هذه التهديدات المناخية، والتي لم تقتصر فقط على اختلال التوازن البيئي، أو الفيضانات، أو موجات الجفاف بل طالت مختلف الجوانب  السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وأكدت وزيرة البيئة "ياسمين فؤاد" أن إفريقيا أكثر القارات عرضة للتهديدات المناخية، وذلك خلال كلمة مصر التي ألقتها باعتبارها رئيس مؤتمر التنوع البيولوجي الرابع عشر، خلال اجتماع وزراء البيئة للدول الصناعية السبع في فرنسا، وقد دعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بضرورة توفير المساعدات لدول إفريقيا من أجل التكيف وتفادى الأزمات، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، والفيضانات، وازدياد نسب التصحر، وارتفاع منسوب مياه  البحر.

ورغم أن إفريقيا لا تصدر إلا ٣ أو ٤ ٪ من غازات الاحتباس الحراري، فقد ارتفعت درجات حرارة القارة أكثر من أي بقعة في العالم.

وقد كان العام السابق من أكثر الأعوام حرارة، حسب ما نقلته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" حالة إفريقيا في ٢٠٢١"، ويتزامن ذلك مع مطالبة إفريقيا الدول الكبرى والمسببة لأزمات المناخ بتوفير الدعم لمشروعات التكيف، والتعويض عما أسفرت عنه التغيرات المناخية من أزمات هددت القارة، وهي موضوعات متوقع مناقشتها في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ"Cop27"المقرر عقده في نوفمبر القادم في مصر تحت مسمي" كوب ٢٧".(١)

ملامح التغيرات المناخية في إفريقيا:

أجريت دراسة في مكتب الأرصاد الجوية بالتعاون مع معهد علوم المناخ والغلاف الجوي بجامعة ليدز، وقد حذرت تلك الدراسة من تداعيات المناخ على إفريقيا كالتالي:

  • سيول وجفاف:

حذرت الدراسة بأن القارة ستشهد خلال الثمانين عاما القادمة أمطارا غزيرة عن مثيلاتها خلال الأعوام الماضية، وأنه سيتخلل ذلك فترات جفاف ستؤثر على معدل إنتاج المحاصيل الزراعية، وقالت "إليزابيث كيدون" بمكتب الأرصاد الجوية "لقد وجدنا أساسًا أن ارتفاع درجات الحرارة في إفريقيا سيصبح أكثر حدة، كما ستصبح الرطوبة أكثر سوءًا، وستزيد نوبات الجفاف خلال موسم الزراعة".(٢)

  • ارتفاع درجات الحرارة:

واصلت إفريقيا زيادة معدل الاحترار بمتوسط (+٠٫٣) درجة مئوية لكل عقد بين عامي (١٩٩١ و ٢٠٢١)  وكان عام ٢٠٢١ من أكثر الأعوام احترارا في تاريخ إفريقيا علما بأن الشمال الإفريقي سجل أعلى معدلات ارتفاع درجات الحرارة بمقدار (٠٫٤١) درجة مئوية لكل عقد بين الفترة (١٩٦١_٢٠٢١).

  • ارتفاع مستوى سطح البحر:

يعد ارتفاع مستوى سطح البحر على طول السواحل الإفريقية الأعلى في العالم خاصة على طول البحر الأحمر وجنوب غرب المحيط الهندي بمبدار (٤) ملم في السنة ثم تأتي السواحل التنزانية وموزمبيق، والساحل الشرقي لجنوب أفريقيا؛ حيث يتجاوز المعدل (٣٫٩) ملم في السنة، كما أن معدل ارتفاع مستوى سطح البحر على طول السواحل الغربية لجنوب أفريقيا وناميبيا أعلى بكثير من المتوسط العالمي؛ حيث يصل إلى نحو (٣٫٩) ملم في السنة، و(٣٫٦) المحيط الأطلنطي لشمال غرب أفريقيا ومنطقة خليج غينيا من الجابون إلى أنجولا والصومال.

  • التغير في مستوى المياه في البحيرات:

ويرتبط ذلك بالتغيرات المناخية ومن ذلك مثلا بحيرة فيكتوريا أكبر بحيرة طبيعية للمياه العذبة في إفريقيا والتي تمتد على مناطق من تنزانيا وأوغندا وكينيا.

شهدت بحيرة فيكتوريا تقلبات في مستوى المياه ما بين (١٩٩٧_١٩٩٨)  و (٢٠١٩_٢٠٢١) فترات حدة الأمطار مقابل انخفاض الأمطار في الفترة(١٩٩٨_٢٠٠٦)، ونجد أن بحيرة فيكتوريا تستمد ٨٠٪ من مياهها من الأمطار،٢٠٪ من حوض التصريف. (٣)

  • ذوبان الأنهار الجليدية:

يهدد الاحتباس الحراري بذوبان الأنهار الجليدية بإفريقيا مثل (جبل كينيا الصخري، وجبل روينزوري بأوغندا، وجبل كليمنجارو في تنزانيا) مما يؤدي إلى ذوبان الجليد بحلول٢٠٤٠.

الأبعاد الاقتصادية للتغيرات المناخية بالقارة الإفريقية:

أشار الفريق الفني الحكومي الدولي المعني بالمناخ في تقريره السنوي ٢٠٠٧ بأن التغيرات المناخية تؤثر على جميع أبعاد وجوانب الأمن الغذائي ويظل تأثير تلك التغيرات المناخية نسبي؛ حيث يختلف من منطقة لأخرى بالعالم، فاختلاف درجات الحرارة ما بين ٣:١ درجة مئوية محتمل أن تؤثر سلبا على المحاصيل والحبوب خاصة في المناطق الاستوائية.

تؤثر التداعيات السلبية للتغيرات المناخية إضافة إلى ما تعانيه القارة من مشكلات طبيعية إلى التأثير على الأمن الغذائي بالقارة، ومن هذه التداعيات:

  • التأثير على وفرة الغذاء:

تؤدي للتغيرات المناخية إلى الحد من وفرة الغذاء، إذ يؤدي الجفاف إلى التأثير على الزراعة والإنتاج الحيواني على قدم المساواة، كما يؤدي الجفاف إلى تقليل كميات المياه الجوفية، ومع قلة هطول الأمطار، ينخفض الإنتاج الزراعي المستهلك محليا، أو المعد المصدر، وبالتالي يصعب الحصول عليه وترتفع أسعاره. (٤)

المراجع:

١_سكاي نيوز العربية، "التغير المناخي يهدد إفريقيا.. خسائر قد تصل لـ ٥٠ مليار دولار،٨ سبتمبر ٢٠٢٢.

٢_ابتسام رمضاني، المركز العربي الديموقراطي" تداعيات ظاهرة التغيرات المناخية على الأمن الغذائي للدول الأفريقية"،١٢مارس ٢٠٠٧.

٣_ صخري محمد، الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية "ما التأثيرات المحتملة للتغير المناخي على الدول الأفريقية؟"٢٣_٩_٢٠٢٢.

٤_مرجع سابق.