الصراع العربي الإسرائيلي ما بين تاريخ مضى وواقع مستمر

الصراع العربي الإسرائيلي ما بين تاريخ مضى وواقع مستمر

بقلم/ أمنية  يونس

شهد الصراع العربي الإسرائيلي عدة مراحل مختلفة وكان لكل مرحلة ما يميزها ويعيبها ولعلنا في هذا المقال نغطي أهم هذه المراحل المختلفة بداية من حرب ١٩٤٨، وحتى يومنا هذا وانتهت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى التي نشبت أثر إعلان إسرائيل قيام دولة إسرائيل بالهزيمة الساحقة للجيوش العربية التي اشتركت في هذه الحرب ومنها: مصر، الأردن، سوريا، ولبنان وغيرهم.

وظهر الصراع العربي الإسرائيلي نتيجة لاختلاط مفاهيم الحدود لدى الطرفين والتي تم ذكرها في الهدنة التي كانت بعد الحرب، فأكد الطرف العربي حينها أن هذه الخطوط إنما وضعت لضوابط عسكرية في الأساس وستظل سارية لحين وضع اتفاقية سياسية أخرى دائمة ولكن لم يلتزم الطرف الإسرائيلي بما ورد من نصوص الهدنة مما أدى إلى قيام الطرف العربي بفرض حصار اقتصادي على إسرائيل وعدم الاعتراف بوجود ما يعرف بدولة إسرائيل، فما كان من الأخرى سوى استخدام سياسات القوة والاجبار لضمان اعتراف العرب بها؛ فقام الجيش الإسرائيلي بتصعيد هجماته ضد أي تسلل فدائي داخل حدود إسرائيل هذا بالإضافة إلى الاستيلاء على عدة أراضي عربية أخري ومحاولة إقامة علاقات مع الدول الكبري لتموينها في مختلف المجالات وذلك حتى عام١٩٦٦م.

وبدايةً من عام ١٩٦٧م، تصاعدت الأزمة بين العرب وإسرائيل عندما قامت إسرائيل بهجوم جوي على سوريا ووصلت الأنباء إلى مصر مما أدى إلى إعلان الطوارئ في البلاد نظرًا لمعاهدة التحالف المشترك بين البلدين (مصر، سوريا) وقامت القوات المصرية باستعراض قواتها عن طريق حشدها في سيناء لمنع العدوان الإسرائيلي على سوريا، وطلبت مصر حينها من الأمم المتحدة التدخل لحل هذه الأزمة ولكن لم يكن هناك رد واضح من جانبها، ووصل التصعيد أقصاه في يوم ٥ يونيو فقامت القوات الإسرائيلية بالهجوم على الأراضي العربية المصرية والسورية والأردنية، واستمرت مرحلة التصعيد حتى تم قبول قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار بين الطرف العربي والطرف الإسرائيلي.

وكان كل ما يهم إسرائيل في المراحل المختلفة هو منع الأمم المتحدة من اتخاذ أي قرار يدينها، ولعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورًا كبيرًا في هذا الأمر ومع بداية عام ١٩٧٣م، حدثت معركة جوية بين سوريا وإسرائيل أدت إلى سقوط عدة طائرات سورية، وفي يوم السادس من اكتوبر من نفس العام اندلعت الحرب بين إسرائيل من جانب وسوريا ومصر من الجانب الآخر، وكان الهجوم محل مفاجأة للجيش الإسرائيلي مما زاد من الارتباك لعدم قدرة إسرائيل من استدعاء جميع قواتها الاحتياطية، وبالتزامن مع التصعيد في أرض المعركة كان هناك تصعيد للأزمة أيضا في مجلس الأمن لاتخاذ قرار وقف النار بين الطرفين، وعملت الولايات المتحدة كعادتها على تأجيل اتخاذ هذا القرار لحين تتمكن إسرائيل من القيام بهجوم مضاد، وتم اتخاذ القرار أخيراً في يوم ٢٢ من أكتوبر، وانتهت الأزمة في مايو من نفس العام بتوقيع اتفاقية فصل القوات بين إسرائيل وسوريا ووقف الاشتباكات التي كانت بينهم في الجولان.

وبعد معركة أكتوبر وقعت مصر مع إسرائيل اتفاقية السلام المعرفة باتفاقية كامب ديفيد والتي أنهت سنوات من الحروب بين الطرفين، واشتملت على استعادة مصر للسيطرة على شبه جزيرة سيناء، وتم التوصل إلى السلام الدائم في الشرق الأوسط، وإقامة علاقات متبادلة بين الطرفين المصري والإسرائيلي بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء.

وفي عام ١٩٨٢م، شنت إسرائيل الحرب على لبنان عن طريق غارات جوية مكثفة، وتدخلت الولايات المتحدة في حل الأزمة وقبلت إسرائيل بوقف إطلاق النار، ولكن على الرغم من ذلك استمرت العمليات العسكرية ضد المدنيين، وفي الأخير تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من دفع إسرائيل ولبنان لتوقيع اتفاقية بين الطرفين والتي أكدت على استمرار الوجود الإسرائيلي في لبنان، وقامت سوريا بمساندة لبنان في إسقاط هذا الاتفاق مع تقديم الدعم الكافي للبنان، وبالفعل تم الغاء هذه الاتفاقية في مايو عام ١٩٨٣م، وتم الانسحاب الإسرائيلي بالكامل من لبنان في شهر مايو من العام ٢٠٠٠م.

واستمر الصراع العربي الإسرائيلي على فترات متقطعة من انتفاضات الشعب الفلسطيني والدعم العربي لهذه الانتفاضات، وفي الأخير وقعت معظم الدول العربية على اتفاقيات سلام دائم مع إسرائيل وصلت إلى حد التطبيع.