بقلم الدكتور/ علي الحفناوي
٢٣ ديسمبر، عيد النصر الذى لم نعد نحتفل به. عيد المدينة الباسلة بور سعيد التي وقفت تقاوم عدوانا ثلاثيا من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل منذ ٦٦ سنة. عيد انتصار مصر السياسى على استعمار القرن التاسع عشر. عيد استعادة مصر لسيادتها على أراضيها وعلى قناة السويس... عيد حُفر في وجدان أجيال من المصريين ممن صمدوا ووقفوا في وجه محتل غاشم أراد الاستئثار بقناتنا التي حفرت بأظافر شعب بأكمله...
٢٣ ديسمبر أرادوا محوه من ذاكرة الأمة لدلالته على انتصار الصمود الشعبى، لكنه ظل قابعا في النفوس
والوعى الجمعى والذاكرة الوطنية، بالرغم من رفع تاريخه من قائمة الأعياد القومية.
واليوم، تحاول نفس الجهات، البنك الدولى والاستعمار الاقتصادى الجديد وأذنابه، الهجوم على أهم مكتسباتنا الوطنية الكبرى، قناة السويس، لتحاول مرة أخرى العودة من الباب الخلفى إلى احتلالها، باب صناديق الاستثمار المبهمة، باستخدام أسلحة القوانين المطاطة المشبوهة غير المدروسة...
هل تصور هؤلاء الغاصبون أن ديليسبس وديزرائيلى وروتشيلد قد بعثوا من القبور لينصبوا الشباك والفخاخ مرة أخرى؟ هل تصور هؤلاء أن جيل ٥٦ قد مضى وأن شعب مصر قد تحول إلى شعب ذليل بلا قيم وطنية؟ بل هل تصوروا أن أوجين بلاك، رئيس البنك الدولى في ٥٦، لا يزال حياً يمنح ويمنع بتعليمات من رؤساء الدول الاستعمارية، مستغلا وضعنا الاقتصادى لاذلالنا؟ ولكن...
سيقف أبناء هذا الشعب، أبناء ٢٣ ديسمبر ١٩٥٦، وستقف الدولة المصرية بمؤسساتها الوطنية ضد هذا التهديد وهذا الهراء، ولن تترك مؤامرة السطو على قناة السويس تمر. فوطنية رئيس الدولة ووطنية كل فرد من أفراد الشعب ستقف مانعا صلبا ضد المساس بقناة السويس... وسنعاود الاحتفال بعيد نصرنا في ٢٣ ديسمبر لتأكيد استقلالنا وسيادتنا على قناتنا بلا منازع..