٥٨ عاماً على استقلال زامبيا.. حصاد كفاح كاوندا والدعم المُخلص من ناصر
في مثل هذا اليوم، ٢٤ أكتوبر عام ١٩٦٤، حصلت زامبيا على استقلالها من المستعمر البريطاني. ويرجع تاريخ هذا الاستعمار إلى عام ١٨٨٨، عندما حصل "سيسيل رودس" قائد شركة جنوب افريقيا البريطانية على حقوق التعدين في المنطقة. ومع زيادة اكتشاف رواسب النحاس والمعادن، سيطرت الشركة على مناطق أخرى في المنطقة وقامت بدمجها معاً عام ١٩١١، لتشكيل روديسيا الشمالية (زامبيا حالياً). وفي عام ١٩٢٤، استولت الحكومة البريطانية على ادارة روديسيا الشمالية وعينت لها حاكماً.
وفي عام ١٩٥٣، أنشأت بريطانيا اتحاداً بين روديسيا الشمالية (زامبيا) وروديسيا الجنوبية (زيمبابوي) ونياسالاند (ملاوي). ولقى هذا الاتحاد معارضة شديدة من الشعوب الافريقية الواقعة تحت وطأة هذا الاستعمار، ونتج عن ذلك ظهور الاحزاب القومية وعلى رأسهم حزب الاستقلال الوطني المتحد (UNIP) بقيادة الزعيم "كينيث كاوندا". تضاعفت جهود هذه الاحزاب وأخذوا في تمرير قرارات تدعو إلى انفصال روديسيا الشمالية عن الاتحاد وتطالب بحكم ذاتي داخلي كامل. ومع ضعف الاتحاد وتعرضة للأزمات المتتالية والمقاومات الشديدة، أعلنت بريطانيا حل هذا الاتحاد عام ١٩٦٣، وأصبحت روديسيا الشمالية جمهورية زامبيا المستقلة في ٢٤ أكتوبر عام ١٩٦٤م.
وعلى الجانب المصري، فتتميز العلاقات المصرية الزامبية بالوثاقة والترابط الشديد، حيث لعبت مصر دوراً كبيراً في استقلال زامبيا، وامدتها بالأسلحة والمساعدات اللازمة في كفاحها. واستضاف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الزعيم كينيث كاوندا وقت قيادته لحركة التحرير الزامبية، واستضافه مرة أخرى عندما أصبح رئيسا للدولة. ومن شدة تقدير كاوندا لدور مصر في مساندة بلاده، أطلق أسماء مصرية على ثلاث شوارع رئيسية في قلب العاصمة لوساكا، وهم "شارع القاهرة، وشارع السويس، وشارع ناصر". وتعتبر مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال زامبيا، وأول دولة عربية تنشأ سفارة لها في العاصمة لوساكا.