مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

أنشئ المركز في العام ١٩٨٥م، وشهد المركز تحوُّلات عدة، ليُواكب التغيُّرات التي مرَّ بها المجتمع المصري. فقد اختص في مرحلته الأولى (١٩٨٥–١٩٩٩م) بتطوير البنية المعلوماتية في مصر. ثم كان إنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عام (١٩٩٩م) نقطة تحوُّل رئيسة في مسيرته، ليضطلع بدوره كمُؤسسة فكر(Think Tank)  تدعم جهود مُتخذ القرار في شتى مجالات التنمية، مع إقامة حوار مجتمعي، وبناء قنوات اتصال مع المواطن المصري، الذي يُعتبر غاية التنمية وهدفها الأسمى.

مراحل تطور المركز

مرحلة البنية المعلوماتية

(في الفترة من العام ١٩٨٥م وحتى العام ١٩٩٩م).

اهتمَّ المركز خلال هذه المرحلة بخلق بنية معلوماتية تضمن سرعة تدفق البيانات والمعلومات، فضلا عن المساهمة في عمليات التطوير التكنولوجي في مصر.

مرحلة دعم القرار والإتاحة المعلوماتية

(في الفترة ١٩٩٩م وحتى العام ٢٠٠٥م).

شهدت هذه المرحلة نقلة نوعية في طبيعة دور المركز ليصبح أكثر تخصصًا في مجال دعم القرار من خلال توفير آليات ووسائل علمية وعملية تدعم تناوله لمختلف القضايا التنموية، حيث تبنى منذ ذلك الحين رؤية مفاداها أن يكون المركز المتميز في مجال دعم اتخاذ القرار بمختلف قضايا التنمية الشاملة جنبا إلى جنب مع الاهتمام ببناء مجتمع المعرفة.

مرحلة البوتقة الفكرية لمجلس الوزراء

من العام ٢٠٠٥م وحتى الآن...

حرص المركز في هذه الفترة -باعتباره مركز فكر لمجلس الوزراء المصري- على دعم جهود متخذ القرار في القضايا التنموية الشاملة، وبناء مجتمع المعرفة والمعلومات، حيث يساهم المركز في مختلف مراحل صنع السياسات العامة للدولة بداية من المشاركة في تحديد القضايا وترتيب أولوياتها، مرورا بمرحلة المساهمة في دعم اتخاذ القرارات من خلال طرح البدائل والتوصيات المختلفة استنادا إلى الخبرات والتجارب الدولية، وصولا لمرحلة التغذية العكسية التي يقوم فيها المركز بمتابعة ردود الفعل وتقييم الآثار الناجمة عن تفعيل السياسات والقرارات.

دور المركز

يحرص المركز على القيام بمجموعة من الأدوار والمهام المتعددة وذلك بما يتلاءم مع متطلبات واحتياجات متخذ القرار، ويتواكب في الوقت ذاته مع احتياجات المواطنين وطبيعة التغيرات التي يمر بها المجتمع المصري، وهذه الأدوار هي:

الدعم المعلوماتي

حيث يهتم بترسيخ مجتمع المعرفة من خلال توفير المعلومات الدقيقة والمحدثة بصورة مستمرة لدعم صانع القرار من جانب، وكذلك تزويد مجتمع المستفيدين (المواطنين، المجتمع المدني،....الخ) بالمعارف وأبرز المستجدات والتطورات من جانب أخر، حيث يتم في هذا الإطار القيام بالآتي:

  • تطوير آليات التواصل مع مجتمع المستفيدين (المنصات الإلكترونية/ الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي/ التطبيقات الإلكترونية).
  • إثراء المحتوى المعرفي الذي يتم إتاحته بصورة مستمرة من خلال إتاحة الإصدارات المختلفة للمركز.
  • الاهتمام برفع الوعي المجتمعي من خلال إطلاق الحملات والمواد التوعوية المتنوعة.

دعم صنع السياسة العامة

يُولي المركز اهتماما واضحا بتوفير المعلومات والمعارف التي تُمكن صانع القرار من تبني التدابير والإجراءات الملائمة والتي من شأنها دعم جهود التنمية وتنفيذ خطط الإصلاح الشاملة، وذلك من خلال الآتي:

  • تناول مختلف القضايا التنموية بالدراسة والتحليل الدقيق، وطرح أفضل البدائل والحلول والتوصيات.
  • تقديم الرؤى والسيناريوهات المستقبلية اللازمة لمواجهة مختلف التحديات.
  • استخدام مختلف الأدوات التحليلية لدعم متخذ القرار وبناء المؤشرات المُركبة والنماذج القياسية لتحليل العلاقات بين المتغيرات وتحديد البدائل المتاحة.
  • متابعة ودراسة كافة التطورات والأحداث المستجدة على الساحتين المحلية والدولية بمختلف أبعادها، وطرح التوصيات اللازمة في ضوء الخبرات والتجارب الدولية.
  • خلق منبر للتفاعل مع القضايا والمستجدات من خلال عقد سلسلة من اللقاءات والندوات مع الخبراء والمتخصصين؛ لتبادل الرؤى والأفكار وطرح التوصيات اللازمة.

الإدماج المجتمعي

يحرص المركز دومًا على تعزيز التواصل المستمر مع المواطنين باعتبارهم شركاء وفاعلين في دعم كافة جهود التنمية بالدولة، وذلك عبر الاهتمام بالتعرف على توجهاتهم وآرائهم بشأن مختلف القضايا المثارة، وذلك باستخدام أدوات وآليات الرصد المختلفة التي يمتلكها المركز وتشمل:

  • الرصد الإعلامي لمختلف القضايا والموضوعات المثارة إعلاميا وتحليلها وتقديم صورة متكاملة بشأنها لدعم متخذ القرار.
  • الرصد الميداني لكافة الأحداث والتطورات والتحديات والإنجازات المتحققة من خلال فرق رصد تتواجد بمختلف محافظات الجمهورية.
  • استطلاعات وبحوث الرأي العام والتي تهدف إلى دراسة اتجاهات الرأي العام إزاء القضايا ذات الأولوية.
  • منظومة الشكاوى الحكومية والتي يتم في إطارها التعامل مع شكاوى المواطنين والتواصل مع الجهات المعنية سعيًا لحلها.
  • المراصد المتخصصة والتي تهتم بدراسة قضايا بعينها وتحديد اتجاهات التغير بشأنها.

دعم جهود التحول الرقمي

يحرص المركز على مشاركة الجهات المعنية في دعم توجه الدولة نحو التحول الرقمي استنادًا إلى خبراته المتراكمة في هذا المجال، وذلك عبر تقديم مجموعة من الحلول التكنولوجية والخدمات الاحترافية، حيث يتولى تطوير مجموعة من النظم والمواقع والتطبيقات التكنولوجية الحديثة والتي تسهم في تحديث البنية التكنولوجية لمؤسسات الدولة، فضلًا عن الاهتمام بتقديم خدمات مركز البيانات والاستشارات الفنية، وكذلك خدمات الاتصالات وتوفير أنظمة الحماية والأمان.

الارتقاء بمنظومة مواجهة الأزمات والكوارث

يتولى المركز رئاسة اللجنة القومية لإدارة الأزمات والكوارث والحد من المخاطر، وفي هذا الإطار يعمل وفقًا لمجموعة من محاور العمل والتي تشمل:

  • إعداد الاستراتيجيات والخطط القومية للحد من المخاطر المحتملة للكوارث.
  • رفع الوعي المجتمعي وتنفيذ البرامج التدريبية والتدريبات الميدانية في مجال إدارة الأزمات والكوارث.
  • المساهمة في رفع كفاءة مؤسسات الدولة، ودعم قدرتها على مواجهة الأزمات والكوارث.
  • توطيد أواصر التعاون الدولي والإقليمي مع مختلف الجهات والمنظمات الدولية المعنية.
  • الاهتمام بالتوظيف الأمثل لمختلف الآليات التكنولوجية الحديثة لمتابعة الأحداث والتطورات بصفة مستمرة من خلال تفعيل غرفة العمليات المركزية والمجهزة بأحدث التقنيات المتطورة.

ويضم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء (٤٢١) باحث متخصصين في مجالات متعددة؛ منهم (٨٠) باحث سياسي، و(٦٤) باحث اقتصادي، و(١٨) باحث إحصائي، فضلا عن (٣٧) باحث في إدارة الأعمال. بالإضافة إلى (١٨) باحث متخصصين في مجالات بينية أخرى مثل الاجتماع السياسي والفلسفة وعلم النفس وعلوم والبيئة وإدارة الأزمات وغيرها. وفي إطار التنمية الذاتية للباحثين بالمركز، حصل (٢٢٤) باحث من إجمالي (٤٢١) على شهادة الماجستير في مجالات التخصص، فيما حصل (٤١) باحث على شهادة الدكتوراه، كما حصل حوالي (٣٩) باحث على دبلومات فنية متخصصة.

كل هذا عمل على تأهيل المركز للاضطلاع بدور أكبر في صنع السياسة العامة، وتعزيز كفاءة وفعالية جهود التنمية، وترسيخ مجتمع المعرفة. ولاقي المركز اعترافًا إقليميًا ودوليًا بدوره الجوهري كمؤسسة فكر، كان آخره نتائج "برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية (Think Tanks and Civil Societies Program, TTCSP) بجامعة بنسلفانيا الأمريكية" التي تم الإعلان عنها في فبراير ٢٠٢١م؛ حيث تم اختيار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ليكون:

ضمن أفضل الــ٢٠ مركز فكر على مستوى العالم استجابةً لجائحة "كوفيد-١٩" لعام ٢٠٢٠م (لا يوجد ترتيب مُحدد للقائمة).

والمرتبة الــ٢١ من بين ٦٤ مركز فكر على مستوى العالم كصاحب أفضل فكرة أو نموذج جديد قام بتطويره خلال عام ٢٠٢٠، أخذًا بعين الاعتبار أنه لا يوجد أي مركز فكر مصري آخر تم تصنيفه وفقًا لهذا المعيار. في المرتبة ١٤ من إجمالي ١٠١ مركز على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط لعام ٢٠٢٠م.

وحصل المركز على عدة جوائز منها:

  • مسابقة درع الحكومة الذكية ٢٠٢١م.
  • شهادة ملتزمون بالتميز٢٠٢٠م.
  • جائزة ستيفي ٢٠٢٠م.
  • جائزة أفضل مبادرة أو تطبيق لإدارة المعرفة ٢٠١١م.
  • جائزة أفضل بحث من منتدى البحوث الاقتصادية بدولة الكويت ٢٠٠٦م.
  • المركز الثاني في مجال الاحتواء المعلوماتي ٢٠٠٥م.
  • مسابقة تواجد الجهات الحكومية على شبكة الإنترنت ٢٠٠٥م.
  • جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإدارة العربية ٢٠٠٣م.
  • جائزة ستوكهولم للتحدي لعام ١٩٩٩م.
  • الجائزة الأولى من جمعية نظم المعلومات الحضرية والإقليمية ١٩٩٧م.
  • جائزة مشروع (جي 7) العالمية للابتكارات لعام ١٩٩٧م.
  • الميدالية الذهبية لعام ١٩٩٦م في معرض الإنترنت الدولي.
  • جائزة المنظمة الدولية للتخطيط العمراني ١٩٩٦م. 
  • العظماء المائة من مجلة عالم الكمبيوتر١٩٩٥م.
  • الجائزة الأولى لمؤسسة Franz Edelman للإدارة عام ١٩٨٩م.

ولا غرو، أن تلك المكانة التي حققها المركز مُؤخرًا تُمثل نِتاج الاستثمار الفعَّال في الثروة الحقيقية المستدامة التي يتمتع بها، وهي فريق الباحثين والخبراء من داخل المركز، بالإضافة إلى شبكة الخبراء من خارجه.

المصادر

الموقع الإلكتروني لمركز المعلومات ودعم واتخاذ القرار