أمير الشهداء العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي

أمير الشهداء العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي
 
قائد الفرقة ٣٩ قتال والتي أطلق عليها الإسرائيليون ( مجموعة الأشباح ) عند منطقة الدفرسوار أثناء تصديه للقوات العدو التي تمكنت من أختراق جبهتنا والعبور إلى الغرب فيما عرف بالثغرة.
سيرة البطل الشهيد 
فقد شارك منذ تخرجه من الكلية الحربية عام ١٩٥٤م،  معارك الوطن بداية من العدوان الثلاثي ثم حرب اليمن ثم حرب الاستنزاف إلى أن أستشهد أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣م .
و منذ البداية أثبت الرفاعي مهارة واضحة في القتال وأتضح ذلك خلال حرب اليمن والتي كان يتولى خلالها قائد كتيبة صاعقة ، وفد أجمعت التقارير التي أعقبت الحرب على أن الرفاعي ضابط مقاتل من الطراز الأول، قرار بترقيته ترقية أستثنائية تقديرًا للإعمال البطولية التي قام بها.
وبعد هزيمة عام ١٩٦٧ كلف إبراهيم الرفاعي بتشكيل فرقة من القوات الخاصة للعمل خلف خطوط العدو في سيناء والتي عرفت بأسم المجموعة ٣٩ قتال والتي أصبحت عملياتها مصدرًا لإثارة الرعب والفزع لدى العدو الصهيوني ، كانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق في سيناء بعد نكسة ١٩٦٧م.
وقد كانت اولى عملياتها في ٤ يوليو ١٩٦٧م، نسف قطار للعدو عند منطقة الشيخ زويد كان يحمل نحو مليون صندوق ذخيرة من تلك التي تركتها قواتنا عند أنسحابها من سيناء،وتدمير٣ لورى محمل وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذي يبذله في قيادة المجموعة.
وفي مطلع عام ١٩٦٨م، نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ أرض – أرض لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية.. وعلي الرغم من أن إسرائيل كانت متشددة في إخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التمويه والخداع.. إلا أن وحدات الاستطلاع كشفت العديد منها علي طول خط المواجهة. فطلب الفريق عبد المنعم رياض ( رئيس الأركان ) إبراهيم الرفاعي إحضار واحد منها قائلا له : ( إسرائيل نشرت صواريخ في الضفة الشرقية.. عايزين منها صاروخ يا رفاعي بأي ثمن لمعرفة مدي تأثيرها علي الأفراد والمعدات في حالة استخدامها ضد جنودنا ) ...
ونفذ الرفاعي ورجاله المهمة بنجاح ، وبدلا من أن بعود بصاروخ واحد عاد بثلاثة وتم أسر الملازم ( داني شمعون ) بطل الجيش الإسرائيلي في المصارعة وأحدث ذلك دويا ً هائلا ً في الأوساط الإسرائيلية حيث تم عزل القائد الإسرائيلي المسؤول عن قواعد الصواريخ .
وتتوالي عمليات الرفاعي الناجحة والتي كان لها أثرا هاما في رفع الروح المعنوية لدى الشعب والجيش معا ، وفي نفس الوقت بثت الرعب في نفوس الجنود الاسرائيليين الذين أطلقوا علي الرفاعي ورجاله ( مجموعة الأشباح) .
ورداعلى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض يوم ٩ مارس ١٩٦٩م، طلب عبد الناصر من الفريق فوزي القائد العام القيام برد فعل سريع وقوي ومدوي حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصري باستشهاد قائده.. وكلف الرفاعي بذلك .. فعبر القناة واحتل برجاله موقع لسان التمساح يوم ١٩ إبريل عام ١٩٦٩م، والذي كان يقع أمام المعدية ( رقم ٦ ) والذي أطلقت منه القذائف التي كانت سبباً في استشهاد الفريق رياض.. وأباد كل من كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم ٤٤ إسرائيليا ًوالذين تعالت صرخاتهم كالنساء يطلبون النجدة والتي ألتقطتها أجهزة التصنت المصرية.
و مع بداية حرب أكتوبر كلف الرفاعي و رجاله بتدمير آبار بترول بلاعيم في ٦ أكتوبر ونجحوا في ذلك ، وفي يوم ٧ كلف بالإغارة على مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي شرم الشيخ ورأس محمد وتمكنوا من إنزال خسائر كبيرة بهم كما قاموا بالإغارة على مطار (الطور) وتدمير بعض الطائرات الرابضة به .
ونأتي إلى إستشهاد الرفاعي ففي الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف المجموعة ٣٩ بمهمة اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة (الدفرسوار) لتدمير المعبر الذي أقامه العدو لعبور قواته، وبالفعل تصل المجموعة فجر ١٩ أكتوبر وهناك صدرت للرفاعي تعليمات أخرى بضرورة تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في إتجاه طريق ('الإسماعيلية / القاهرة') ونجح الرفاعي و رجاله في ذلك ولكن العدو تمكن من تطويقهم ويصف أحد رفاقه ويدعى ( أبو الحسن ) ما جرى : (أيقنا أننا مَيّتون لا محالة فودعنا بعضَنا.. وقررنا أن نفعل شيئاً ذا قيمةٍ قبل أن نموت، و«هِجنا هياج الموت»..
وصعد أربعةٌ مِنّا فوق قواعد الصواريخ وبيننا الرفاعى، وبدأنا فى ضرب دبابات الصهاينة الذين لاحظوا أن الرفاعى يُعلّق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد، ورأينا مجموعةً كاملةً من مدافعهم تخرجُ من مكامنها لتضربنا.. فقفزنا من فوق القاعدة وحاولتُ أن أسحب يدَه ليقفز ولكنه «زغدني» ورفض أن يقفز .. وظل يضرب العدو حتى أصابته طلقة.. ونجحنا فى تهريبه لمستشفى الجلاء والدماءُ تملأ صدره .. واستُشهد صائماً فقد كان يأمرنا بالإفطار ويرفضُ أن يفطر .. وتسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام .. وفى حياتنا لم نَرَ ميتاً يظل جسمُه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك).
وقد كانت فرحة الجنود الإسرائيليين عارمة عندما علموا بأصابة الرفاعي ، عندما ألتقطت أجهزتهم خبر ذلك ، لما أبلغ زملائه باللاسلكي القيادة بأن الرفاعي أصيب ، حيث أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة .