اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري
يعد الإخفاء القسري جريمة بموجب القانون الدولي، وكان في بادئ الأمر يستخدم من قِّبل الدكتاتوريات العسكرية، أما الآن فيقع في مناطق عدّة من العالم، ويعرف ضحايا الاختفاء القسري بأنهم أشخاص اختفوا فعلياً بعيداً عن أهلهم وذويهم ومجتمعهم، ويختفون عندما يقبض عليهم مسؤولو الدولة أو أي شخص يعمل بموافقة الدولة من الشارع أو من منازلهم ثم يتم إنكار ذلك الأمر من قِبّل السلطات، أو ترفض السلطات الكشف عن مكان وجودهم، في بعض الأحيان، ويكون أكثر الاشخاص عرضة لهذه الجريمة هم أفراد المعارضة وأقارب الأشخاص الذين اختفوا قسرياً بالفعل،، وأيضاً المحاميين والمدافعين عن حقوق الإنسان، هم أهداف رئيسية، وقد يقوم بعمليات الإخفاء عناصر مسلحة غير تابعة للدولة، مثل جماعات المعارضة المسلحة.
وقد أعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ١٨ ديسمبر ١٩٩٢، الإعلان المتعلق بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري بموجب القرار ٤٧/١٣٣، والذي ينص على "ضرورة التحقيق في الادعاءات المتعلقة بحالات الاختفاء القسري بشكل شامل ومحايد، وهي من الالتزامات الموجبة للدول وفق القانون الدولي، كما ينص على ضرورة حماية كافة الأشخاص المعنيين والقائمين بالتحقيق من سوء المعاملة أو التخويف أو الانتقام"
وبموجب الإتفاقية، ينبغي علي الدول الأطراف أن تضع سياسات عامة بهدف تسهيل عمليات البحث بالتشاور الوثيق مع أقارب الشخص المختفي، ومن الضروري تنفيذ البحث بما يتوافق مع استراتيجية متكاملة يجري بموجبها التحقيق في كل الفرضيات بشكل شامل" في ٣٠ أغسطس ٢٠٠٨ قام التحالف الدولي لمكافحة حالات الاختفاء القسري، والذي يجمع كافة المنظمات الأعضاء في الأسرة ومنظمات حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم، من أجل وتكاتفت الجهود بمناسبة هذا الحدث العالمي للترويج وللتصديق على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.
كما يعد اليوم الدولي للمختفين قسرياً بمثابة فرصة لتسليط الضوء على عمل المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان كمنظمة العفو الدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، فضلا عن مكتب المفوض السامي للامم المتحدة لحقوق الإنسان،، بهدف زيادة الوعي العام، والدعوة إلى التبرعات وحشد المزيد من المتطوعين والمدافعين عن حقوق هؤلاء الضحايا، حيث يُشكّل السجن في ظل ظروف سرية أو غير معروفة أو حتي في حالات النراع المسلح انتهاكا خطيرا لبعض مفاهيم حقوق الإنسان في القانون الدولي الإنساني.
