أحجار مشحونة كهربائيا في جمهورية الكونغو الديمقراطية

بقلم/  كريبسو ديالو

عمال مناجم يكتشفون أحجار مشحونة كهربائيا في جمهورية الكونغو الديمقراطية....برغم أن الكونغو الديمقراطية غنية بمواردها الطبيعية على سطح وفى باطن الأرض، ف لكم أن تتخيلوا أن في موسم الأمطار بمدينة "كلويزي" تتحول الأرض إلى اللون الأخضر؛ نتيجة لأكسيد النحاس الموجود أسفلها. لكن الكونغو غير قادرة على استغلال تلك الموارد واستخدامها لرفاهية شعبها بسبب فرض السياسات النيوليبرالية التي جعلتها مجرد مستودع للخامات والموارد البشرية الرخيصة لكبرى الدول الرأسمالية فى الغرب والشرق.

قليل من يعلم أن "شينكلوبواى" هو إسم منجم صغير يقع في إقليم كاتانغا بجنوبي جمهورية الكونغو، كان مصدر اليورانيوم، الذي استخدم لتصنيع القنبلتيْن الذريتيْن، اللتين أُسقِطتا على مدينتيْ هيروشيما وناغازاكي. بفضل صفقة أُبرمت بين الولايات المتحدة وشركة "يونيون مينير"، بوساطة البريطانيين الذين كانوا يمتلكون ٣٠ ٪ من أسهم هذه الشركة البلجيكية.

اليوم المناجم الصناعية الضخمة فى جمهورية الكونغو الديمقراطية تنتج نحو ٧٠٪ من الكوبالت في العالم، المعدن الرئيسى في تصنيع بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن والمُستخدمة في ملايين المنتجات التي تُباع بواسطة قطاع التكنولوجيا التى تحتكره عالمياً شركات مثل "أبل"، "سامسونج"، "ديل"، "مايكروسوفت" و "أى بى م".

الأطفال والشباب والنساء المجبرين على العمل في هذه المناجم تحت أشد الأوضاع والظروف القاسية والبدائية التى تفتقر الأمن الصناعى منهم لم يمسك laptop أو Smart phone في حياته ويواجهون الموت يومياً.

فى الفترة الأخيرة بعد أن زاد الطلب على Tesla تحت الخطة المزعومة : "الرأسمالية الخضراء لإنقاذ الكوكب من تغير المناخ" قام الملياردير "ايلون ماسك" بتكليل مهمته في جلب السيارات الكهربية للعالم الغربى من خلال استغلال الكوبلت. مما أدى إلى ارتفاع أسهم وثروة ايلون ثلاث الاضعاف، مما جعله ينضم إلى أغنى ٥ أشخاص في العالم. لهذا أبرم صفقة لشراء ٦ آلاف طن من الكوبلت كل عام من شركة التعدين العملاقة Glencore، بقيمة ١٩٠ مليون دولار سنوياً.....شركة Glencore، مزود الكوبلت لشركة Tesla، مسجلة في لندن ولها مكتب في جيرسي. تواجه عدة قضايا من ضمنها استغلال الأطفال فى المناجم، تسهيل تراخيص منجمية للملياردير الإسرائيلي "دان غرتلر"، ورشاوى دفعتها لمسؤولين في جمهورية الكونغو الديمقراطية.....كل ما يحدث في الكونغو الأيام الأخيرة يدل على أن إرث الاستعمار ليس أمر يجب أن يبقى في كتب التاريخ فحسب، فها هي أصداء هذا الإرث تتردد منذ اغتيال باتريس لومومبا حتى مقتل آخر طفل فى مناجم شرق الكونغو.