الخديوي عباس حلمي

الخديوي عباس حلمي

عباس حلمي الثاني ابن محمد توفيق باشا ابن إسماعيل ابن إبراهيم ابن محمد علي.

وُلِد في الرابع عشر من يوليو١٨٧٤م بقصر القبة ووالدته هي الأميرة أمينة هانم كريمة إبراهيم إلهامي باشا وهو أكبر أبناء الخديوي توفيق.

تلقى تعليمه على يد مدرسين خصوصيين في مدرسة الأمراء بالقاهرة، التي أنشأها والده بالقصر حتى سن العاشرة، ثم أُرسل للدراسة في سويسرا حيث تلقى العلم في "الثود يكوم" في جنيف في الفترة من (١٨٨٣-١٨٨٧م)، وأكاديمية "الترز يانوم" في فيينا (١٨٨٨م)، وهي مدرسة أُنشئت لتعليم أبناء طبقة نبلاء النمسا والمجر،  حيث خشي توفيق من تعليمه في إنجلترا وفرنسا نظرًا لأطماعهما الاستعمارية في مصر.

تُوفي والده فجأة، وهو لا يزال طالبًا في فيينا، فبادر بالعودة إلى مصر، وبدأ عهده عندما بلغ من العمر الثمانية عشرة عامًا بالتقويم الهجري، وتولى الحكم في اليوم التالي لوفاة والده في الثامن من  يناير ١٨٩٢م، ووصل الخديوي للإسكندرية، ثم إلى القاهرة في السادس عشر من يناير ١٨٩٢م، وأخذ يضطلع بمهام الحكم، وحكم عليه اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر في لقائهما الأول بأنه: "مصريًا بحتًا".

 وطد الخديوي عباس حلمي الثاني صلته بالجيش، وأمر بترقية الكثير من الضباط المصريين، وكان يشهد المناورات العسكرية بنفسه، ويقوم بالتفتيش على الثكنات ، و ظهرت في عهده عددًا كبيرًا من الصحف والدوريات منها: الهلال (عام١٨٩٢م)، واللواء (عام١٩٠٠م)، والجريدة (عام١٩٠٧م).

 أُنشئت الجمعية الخيرية الإسلامية في عهده عام ١٨٩٢م، لرعاية الفقراء ونشر التعليم.

 ارتبطت المدن في مصر بالسكك الحديدية، وأخذت الأخيرة في التوسع والامتداد، ففي عام ١٨٩٣م أفتتح الخط الحديدي بين أسيوط وجرجا، وكذلك من الإسماعيلية وبور سعيد وغير ذلك من   الخطوط.

 أصدر الخديوي قانون إصلاح الأزهر متضمنًا (٦٢) مادة.

 تم في عهده إعادة استرداد السودان، حيث أبلغ كرومر الخديوي في ١٣ مارس١٨٦٩م بنبأ الاستعداد لتشكيل حملة للزحف على السودان، كما عُقدت اتفاقية  الحكم الثنائي للسودان بين الحكومتين المصرية والبريطانية عام ١٨٩٩م.

 أُنشئ عام ١٨٩٨م، البنك الأهلي المصري، وتأسست الجمعية الزراعية في العام نفسه، وأُنشئ البنك العقاري المصري عام ١٩٠٢م.

 تم إصلاح القناطر الخيرية في عهده، وأُنشئت قناطر أُخرى بجانبها أطلق عليها اسم "محمد علي"، وبدأ العمل في خزان أسوان عام ١٨٩٨م، وتم في عام ١٩٠٢م مع قناطر أسيوط، وأُنشئت قناطر   إسنا عام ١٩٠٨م، وتمت تعلية خزان أسوان للمرة الأولى عام ١٩١٢م.

 وأُنشئ عام ١٩٠٨م، كوبري عباس (الجيزة حاليًا)،  وكوبري الملك الصالح،  وكوبري محمد علي، ثم أُنشئ كوبري بولاق - أبو العلا، وكوبري الزمالك عام ١٩١٢م، ثم أنشئ كوبري الجلاء عام ١٩١٤م، وغير ذلك من الكباري.

 بلغ التعليم في عهده تقدمًا، وتكونت لجنة برئاسة أحد الأمراء لجمع التبرعات لإرسال البعثات العلمية للخارج والمكونة من عشرة طلاب، وبلغت قيمة التبرعات خمسة آلاف جنيه، ولكن تقرر وضع هذا المبلغ لحساب مشروع الجامعة الأهلية التي نشطت الدعوة إليها، وافتُتحت عام ١٩٠٨م، وأوفد الخديوي عباس حلمي أولى البعثات العلمية للخارج.

 أنشأ الطريق الزراعي الذي ربط القاهرة بالإسكندرية عام ١٩١٢م، وآخر يربط حلوان بالقاهرة، ثم بالقناطر الخيرية.

 اكتُشف البترول في عهده عام ١٩١٢م.

 أُنشئت الجمعية التشريعية في أثناء حكمه عام ١٩١٤م.

 تمسّك الخديوي بحقوق مصر، وعارض السياسة البريطانية، فقد كان يريد أن يكون حاكمًا حقيقيًّا لا دُمْية في يد الإنجليز، حاول أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرّب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني، لكنه لم يستمر طويلًا.

 انتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى، فخلعوه من الحكم في ١٩ ديسمبر ١٩١٤ ، وكان حينئذ خارج مصر، فطلبوا منه عدم العودة، ثم نصَّبوا عمه حسين كامل سلطانًا على مصر.

تُوفّي في التاسع عشر من  ديسمبر عام ١٩٤٤م .