المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري

المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري
المتحف القومى للحضارة المصرية.. نموذج محاكاة تطور التاريخ المصري

في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة، يقع المتحف القومي للحضارة المصرية حيث يضم محيطها الجغرافي آثارا لحضارات مختلفة، فهي خير دليل على تسامح الأديان في مصر مهد الحضارات.

ويعد المتحف القومى للحضارة المصرية الأول من نوعه فى مصر والعالم العربى، الذى يقدم نظرة شاملة عن الحضارة المصرية من عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا عن طريق إبراز التفاعل بين المصريين والأرض التى عاشوا عليها على مر التاريخ من خلال موضوعات حضارية اختيرت لإلقاء الضوء على الثراث المادى وغير المادى لمصر، كما يعتبر متحف الحضارة مركزاً تعليمياً وبحثياً هاماً للزائرين سواء المصريين أو الأجانب.

وقد اتخذ الفراعنة مدينة الفسطاط مكاناً لمدينة كبيرة جعلها البابليون مكان لاستقرارهم عند نزولهم في مصر ثم اتخذها الرومان مقراً لدفاعهم يصلون به الوجهين البحري والقبلي، ويدفعون منها كل معتد خارجي على مصر، ثم اتخذها اليهود والنصارى مقراً لإقامة شعائرهم أيضاً، وبعد الفتح الإسلامي اتخذها عمرو بن العاص عاصمة ودار هجرة للمسلمين، كما يتميز موقع المتحف باحتوائه على بحيرة طبيعية نادره هي بحيرة عين الصيرة، تلك البحيرة الوحيدة الباقية في القاهرة بعد اختفاء العديد من البحيرات.

وتعود فكرة بناء المتحف القومى للحضارة المصرية إلى عهد الملك فاروق في الفترة من ١٩٣٨م وحتى عام ١٩٤٩م، والذى أصر على تشييد متحف مشابه لمتاحف أوروبا يوثق حضارات مصر المختلفة، وقد خصصت الجمعية الزراعية وقتها مبنى كاملاً بداخلها لإقامة نموذج لمتحف الحضارة لعرض جميع المراحل التاريخية في مصر عبر لوحات وقطع أثرية.

وبعد مرور سنوات طويلة، تجددت فكرة إنشاء المتحف عام ١٩٨٢، بعد حملة دولية قادتها منظمة "اليونسكو" لإقامة المتحف القومي للحضارة، وبعد مرور سبعة عشر عاماً وقع الاختيار على الموقع الحالي للمتحف، وبدأت عملية البناء والحفر عام٢٠٠٠، ويهدف إنشاء المتحف لأن يكون مركزاً ثقافياً وحضارياً وعلمياً وبحثياً.. إلى جانب أن يُصبح مركزاً للتواصل المجتمعي المحلى والإقليمي والدولي من أجل العمل للحفاظ على التراث الحضاري المصري العريق، وحمايته من النهب والاندثار، ويستوعب ٥٠ ألف قطعة أثرية مُتنوعة من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر الحديث.

ويمتاز المتحف بتصميمات لم يسبق لها مثيل في مصر بمجال الهندسة المعمارية والتكنولوجيا الحديثة على مساحة ٣٣٫٥ فدان، قام بتصميمه المهندس الدكتور غزالي كسيبة، الذي فاز مشروعه لتصميم المتحف في مسابقة عالمية في عام ١٩٨٤، وصممت مساحات المعرض من قبل المهندس المعماري الياباني أراتا إيسوزاكي.

ويتكون المتحف من عدة طوابق، تعلوها قاعة على شكل هرمي، تدعى «قاعة الهرم» أو «قاعة التوب بانوراما»، تضم هذه القاعة ٩ شاشات 3D، مثبتة على جدرانها، يُعرض من خلالها التاريخ المصري والآثار الفرعونية، صوتاً وصورة، وفى منتصف القاعة يوجد على الأرض ماكيت مجسم للمتحف بأكمله وقاعاته المختلفة ومداخله ومخارجه أيضاً، كما صمم جدار القاعة بالجبس الكاتم للصوت، حتى يُعزل الزائر عن المؤثرات والأصوات الخارجية، ويجعله يستمتع بوقته داخلها.

قاعات المتحف

 القاعة الرئيسية وقاعة المومياوات الملكية، قاعة العرض المؤقت، قاعة فجر الحضارة، وقاعة النيل وقاعة العاصمة، وقاعة الكتابة والعلوم، وقاعة الدولة والمجتمع، وقاعة الثقافة، وقاعة المعتقدات والأفكار. وتتكون مقتنياتها في إطار متسلسل تاريخي خلال ثماني فترات أساسية، هي: ما قبل التاريخ، العصر العتيق، العصر الفرعوني، العصر اليوناني الروماني، العصر القبطي، العصر الإسلامي، العصر الحديث ثم المعاصر .
كما يتضمن المتحف مساحات  واسعة للعروض، وقاعة ومركز للتعليم والبحث، فضلا عن معرض متعلق بتطور مدينة القاهرة،وهو بمثابة مكان لمجموعة متنوعة من المناسبات، بما في ذلك عرض الأفلام والمؤتمرات والمحاضرات والأنشطة الثقافية، وتضم القاعة ٢٢ مومياء ملكية، و١٧ تابوتاً ملكياً، وترجع هذه المومياوات إلى عصر الأسر الـ السابعة عشر، والثامنة عشر، والتاسعة عشر، والأسرة العشرين، ومن بينهم ثمان عشرة مومياء للملوك وأربع مومياوات للملكات، من بينهم : مومياء الملك «رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك ستى الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميرت آمون زوجة الملك امنحتب الأول، والملكة أحمس نفرتارى زوجة الملك أحمس».. ويتم تجميع مومياوات الأسرة الواحدة معاً، بالإضافة إلى مومياء بيبى الأول، من منطقة آثار سقارة.

ويتضمن سيناريو العرض تطور فكرة "الدفن" في الحضارة المصرية القديمة، وطرق التحنيط واختلافها بداية من لف الجثة وتحنيطها، فضلا عن عرض بعض المقتنيات من القطع الأثرية التي تنتمي لنفس الفترة الزمنية للحكم، ومنها الأثاث الجنائزي، وسيخوص الزائر رحلة زمنية لعالم ملوك الفراعنة حيث سيسير في مسار محدد غير تقليدي مصاحب لإضاءة خافتة، لدرجة يشعر معها الزائر بأنه داخل مقبرة حقيقية، والقاعة مزودة باللوحات التعريفية والعلامات الإرشادية، ويتم عرض للمومياوات من خلال شاشات الـ «مالتي ميديا» ولوحات جرافك، حيث سيتم عرضها بطريقة فريدة مصحوبة بشاشات عرض تفاعلية و"هولوجرام ثلاثي الأبعاد".

وتُعد مجموعة الأواني الفخارية المعروفة بالأواني ذات الحافة السوداء، من أبرز المقتنيات التي سيعرضها المتحف؛ فهي تعود إلى عصر ما قبل الأسرات، أي إلى حوالي ٧٠٠٠سنة، وما زالت حتى الآن تحتفظ بشكلها وجودتها ولمعتها، وأيضا مجموعة من "الفاينس" وهو سيراميك مطلي بطبقة من درجات اللون الأخضر اللامع، تم النقش عليه ثم حرقه مرة أخرى، وتعود تلك المجموعة إلى عصر الدولة الحديثة.

وينفرد متحف الحضارة بعرض أول وأقدم ساعة في التاريخ عرفها المصري القديم، وأول ساعة مائية، وأخرى شمسية، ودرج "سلالم" لمعرفة المواقيت، وعدد من أدوات الزراعة لقياس المسافات والأراضي والمساحات لتحدد حدود الجار، فضلا عن أول مقياس للنيل الذي كان يحدد ارتفاع نهر النيل، فقد كان المسئول عن الإنذار وقت الفيضان، وهناك أيضا معروضات من الفن الإسلامي والقبطي، كما يتم عرض شكل رغيف الخبز بداية من العصر الفرعوني إلى يومنا هذا، وأدوات المكياج في كل عصر، وأيضاً جزء من كسوة الكعبة المشرفة.

وتعرض القاعة الرئيسية بالمتحف أعمالاً معاصرة لأشخاص آثروا حياتنا بأعمالهم في العصر الحديث، مثل محمود مختار، وسعيد الصدر، وحسن فتحي، وغيرهم، وهكذا يتابع الزائر بين أروقة المتحف مراحل تطور الحضارة المصرية عبر العصور، ويرى أمام عينه عرضاً للإنجازات التي سطرتها سواعد المصريين في مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر.