زيارة شباب منحة ناصر للقيادة إلى المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالعباسية
زار الشباب الإفريقي المشاركين في منحة "ناصر للقيادة الأفريقية"، المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالعباسية، ضمن فاعليات اليوم الحادي عشر من المنحة حيث التقوا بنيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي في لقاء جاء بعنوان "في حب إفريقيا.. قيمة وكرامة الانسان".
ومن جانبه رحب نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، بالشباب الإفريقي المشارك في منحة ناصر التي تقدمها وزارة الشباب والرياضة في مصر، معربًا عن سعادته لوجود هذا التجمع الإفريقي وهو ما يوضح ويظهر عمق العلاقات التي تجمع بين مصر مع كافة الدول الإفريقية.
وأشار الأنبا إرميا في كلمته خلال لقائه بالشباب الإفريقي المشارك في منحة " ناصر للقيادة الأفريقية " إلى أنه يعتبر أن قارة إفريقيا هي مصدر الخير والنماء لكل العالم، وأن مصر في هذا العام ترأس الاتحاد الإفريقي، وأن الرئيس السيسي مهتم للغاية بكافة الدول الإفريقية من أجل نماء كل شعوب القارة، لافتًا إلى أن الحضور اليوم محظوظين لحضورهم بطولة الأمم الإفريقية التي تنطلق في القاهرة بعد غد الجمعة.
وأضاف الأنبا إرميا أننا متواجدين اليوم للتفكير في مستقبل القارة ولذلك اخترت أن يكون الموضوع هو "بناء الإنسان"، وأنه يجب أن نتحدث عن قيمة وكرامة الانسان، فهو له قيمة كبيرة جدًا عند الله وأن الإنسان هو تاج لكل الخليقة.
وذكر الأنبا إرميا أن الرئيس السيسي أدرك أن الاعتماد على الشباب وأفكارهم هو أمر ضروري وأنه يجب التسلح بالعلم والأفكار الخلاقة والابداع، وأنه من خلال أفكار الشباب ومجهودهم سيكون بناء الجسر إلى المستقبل، لافتًا إلى أن الاستثمار في العقل هو بداية النجاح في أي مجتمع.
ونوه الأنبا إرميا إلى أن هناك روابط عميقة تجمع بين كل المصريين وأن القيادات على مستوى الدولة يسودها التفاهم والود والتعاون، فضلًا عن عقد لقاءات مستمرة بين أئمة المساجد والقساوسة، وأن هذه اللقاءات تذيب كافة الفوارق وأننا نعمل معًا من أجل بناء بلادنا مصر، وتنمية كل إنسان يحيا فيها، وأن الرئيس السيسي يدير البلاد بالعدل ولا يفرق بين أحد وأن ما يحكم بلادنا هو القانون الذى يطبق على الجميع.
وتابع قائلًا:" إن النجاح الحقيقي في أي مجال يكمن في كلمة "معًا"مع ترك الفردية والانعزال ومن هنا نحقق الفائدة لكل المجتمع، متمنيًا أن تكون قارة إفريقيا محل للسعادة المشتركة نبنيها معًا بالفكر والحرية وأن نكون جميعًا على قدر المساواة من الشمال إلى الجنوب، وبهذا نستطيع أن نقضي على الحروب القارة، وأن العمل معًا سيحقق نتائج أعظم من العمل المنفرد". وأوضح الأنبا إرميا أنه لا يوجد إنسان يستطيع أن يعمل ويحيا بمفرده حتى على مستوى الدول، وعندما نعمل معًا يجب أن يكون هناك تعاون وأن نقبل بعضنا البعض، وأن نحمل الخير والرحمة والود للمجتمع من خلال البناء الروحي الجماعي للمجتمع، فضلًا عن غرس قيم العمل والبناء والتشجيع، إلى جانب الاحتياج إلى رؤية واضحة تتناسب مع الوقت المحدد لها.
ووجه الأنبا إرميا بضرورة أن يحقق الشاب هدفه بوضوح وأن يرى الطريق الذي سيسير فيه لتحقيق الهدف، وأن يعمل الشخص باجتهاد إلى جانب تقييم الخطوات، مع إمكانية تعديلها للوصول إلى الهدف، موضحًا أن أي عمل يتم لابد وأن يواجه مشكلات ولكن لابد أن نعمل دون يأس أو استسلام، ولابد أن ندرك أن الوقت الحالي سيؤثر على مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة، مع ضرورة الحفاظ على أبنائنا في القارة الإفريقية من خلال الاهتمام بالتعليم وإنشاء معاهد خاصة لرعاية المبدعين في كافة المجالات.
ودعا الأنبا إرميا إلى ضرورة الاهتمام بوحدتنا، وأن الإنسان الإفريقي أقوى إنسان في العالم، ولكن ينقصنا بعض التنظيم، منوها إلى أن المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي يرحب دائمًا بالأشقاء من القارة الإفريقية، وأن قارتنا الإفريقية موجودة وسط كل قارات العالم، وأن الجيل الحالي لديه الفرصة لخلق مستقبل أفضل.
وذكر رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي أن هناك قانون يحكم الجميع وأن الكنيسة والأزهر يرسخان دائما لفكرة التعايش بين الجميع، موضحًا أن المسيحيين والمسلمين يعيشون معًا في منازل واحدة ويدخلون نفس المدارس والكليات ويلتحقون في صفوف الجيش والشرطة ونحيا حياةً مشتركة في كل شيء.
وتابع قائلًا، إن التاريخ يذكر العديد من المواقف الإنسانية التي ترسخ لعمق العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، موضحًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتح في ٦ يناير الماضي أكبر مسجد وكنيسة في إفريقيا والشرق الأوسط، فإذا كان الرئيس يمشي بالعدل سينعكس ذلك على جميع أفراد المجتمع، وأن الرئيس السيسي أكد في احتفالية ليلة القدر أن دينه علمه أن يحب الجميع وأن يبني الكنائس.
وأشار إلى أن الأقباط في مصر يشعرون بالأمن والأمان، وهي دولة تعددية، واستقبلت على مر التاريخ مجموعة كبيرة من الأنبياء منهم إبراهيم عليه السلام ويوسف والملك سليمان تزوج ابنة فرعون، كذلك زارها السيد المسيح في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وأن بلادنا كانت رمزًا للسلام وستظل رمزًا للأمان، فيجب أن يطمئن الجميع على أوضاع الأقباط في مصر فهم يحبون بلادهم ويعملون ويعيشون فيها ودائما العلاقات الجيدة دائما تبنى الجسور.
وأكد أن الكنيسة القبطية كنيسة إفريقية بدأت في الإسكندرية وامتدت إلى دول القارة، وأن الكنيسة الأرثوذكسية تضم في مجمعها أسقف من إريتريا، وأن الكنيسة الأرثوذكسية لديها مستشفى في زامبيا وأخرى في كينيا تقدم خدمتها لجميع المواطنين هناك، لافتًا إلى أن من أسس الكنيسة في مصر هو مارمرقس الرسول وهو من ليبيا لذلك هي كنيسة إفريقية منذ تأسيسها.
وقال الأنبا إرميا أن المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي يضم مزارًا لشهداء الكنيسة والوطن في ليبيا والبالغ عددهم ٢١ شهيدًا تم قتلهم على يد تنظيم داعش في ليبيا على الهوية الدينية.
واختتمت الفعاليات بجولة للشباب الإفريقي المشارك في منحة " ناصر للقيادة الأفريقية " داخل المركز القبطي الأرثوذكسي والذي يضم مجموعة من المتاحف التراثية والمزارات الخاصة بشهداء الأعمال الإرهابية والتفجيرية للكنيسة وشهداء داعش في ليبيا، بالإضافة إلى زيارة المكتبة المركزية التي تضم مجموعة كبيرة من الكتب في شتى مجالات المعرفة.