اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع القضية الفلسطينية .. نسرد مشاهد التضامن الأفروآسيوي 

انعقد أول مؤتمر لحركة التضامن الآسيوي – الإفريقي بجامعة القاهرة في الفترة من  ٢٦/١٢/١٩٥٧ إلى ١/١/١٩٥٨ بحضور ١٥٠ مندوباً يمثلون ٤٨شعباً من شعوب القارتين، وقد اهتم المؤتمر وأعلن تبنيه للتقرير الذي قدمه الوفد الفلسطيني، والذي عُرض فيه نواحي القضية الفلسطينية، وأبرز فيه بوضوح حقيقة (إسرائيل) وطبيعتها الاستعمارية العدوانية العنصرية التوسعية ودورها الذي تلعبه في مقاومة التحرر والتقدم وفي تهديد الأمن والسلام في هذه المنطقة، وبناءاً عليه أكد المؤتمر في توصياته علي حقوق العرب في فلسطين، وأعلن عطفه على اللاجئين، وأيد جميع حقوقهم، وطالب بعودتهم إلى وطنهم.

 وعلي الجانب الآخر عُقد في القاهرة "مؤتمر الشباب الإفريقي – الآسيوي" في الفترة بين ٢ وحتي ٨ فبراير عام ١٩٥٨، وناشد المؤتمر شباب إفريقيا وآسيا أن يحمل الحكومات الإفريقية والآسيوية وغيرها على مساعدة حركات الكفاح الوطني في أقطار القارتين بمختلف الوسائل والطرق، وعلى رأس هذه الأقطار فلسطين. 
 
 حيث جاء في نص خطاب الزعيم جمال عبدالناصر للشباب آنذاك قائلاً: 
"إن مؤتمر آسيا وأفريقيا إنما هو تأكيد لمؤتمر باندونج الذي اشتركنا فيه، وتضامنا من أجل تثبيت مبادئه، هذه المبادئ التي ىمنتم بها، والتي آمن بها شعوب أسيا وإفريقيا، والتي آمنت بها الشعوب الحرة في جميع أرجاء العالم، هذه المبادئ التي تعبر عن تقرير المصير، والتي تعبر عن الحرية والمساواة، والتي تعبر عن التضامن للعمل من أجل الاستقلال، ومن اجل تثبيت الاستقلال، والتضامن من أجل التنمية الاقتصادية، ومن أجل التطور الاجتماعي لجميع الشعوب الآسيوية – الأفريقية."

وفي سياق آخر انعقد المؤتمر الثاني لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية – الآسيوية في كوناكري عاصمة غينيا في الفترة بين ١١ إلي ١٥ ابريل عام ١٩٦ بحضور المؤتمر ٧٠ وفداً يمثلون شعوب القارتين، وقد شكل المؤتمر لجنة خاصة لدراسة القضية الفلسطينية لكونها – كما ذكر المؤتمر في قراراته – قضية فريدة في نوعها، ومأساة من أكبر المآسي الإنسانية. وأشار المؤتمر في قراره بشأن فلسطين إلى أن (إسرائيل خلقت في هذا المكان لتكون نقطة ارتكاز لمهاجمة حركات التحرر لاخضاعها من جديد)،  ولذلك اتخذ المؤتمر قرارات قوية بتأييد جميع الحقوق الثابتة لشعب فلسطين وفي مقدمتها حقه الكامل في العودة إلى وطنه كما أمرت بذلك منظمة الأمم المتحدة،  كما أوصى المؤتمر شعوب العالم كلها بالاعتراف بكيان شعب فلسطين على أنه الممثل الوحيد لفلسطين،  وأكد القرارات التي اتخذها المؤتمر الأول للتضامن الإفريقي – الآسيوي بخصوص فلسطين، وطالب المؤتمر منظمة الأمم المتحدة بتنفيذ قراراتها بشأن فلسطين، وإرغام (إسرائيل) على الانصياع لهذه القرارات.

وعقد المؤتمر الثالث لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية – الآسيوية في تنزانيا (١٩٦٣). وحضره ستون وفداً من الأعضاء في منظمة التضامن الآسيوي –الإفريقي، ونحو ٤٠ وفداً بصفة مراقب، واتخذ المؤتمر قراراً خاصاً بقضية فلسطين ورد فيه: "وفلسطين التي أوجد فيها الاستعمار رأس حربة استعمارية أسماها إسرائيل". 

أخيراً فبناءاً عليه نجدد تضامننا ونذكر ونؤمَّن متن رسالة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر إلى وزير الحربية الفريق أول محمد فوزى وضباط وجنود القوات المسلحة المصرية فى ٢٢أغسطس ١٩٦٩م قائلاً:  "ولسوف تعود جيوشنا إلى رحاب المسجد الأقصى، ولسوف تعود القدس كما كانت قبل عصر الاستعمار الذى بسط سيطرته عليها منذ قرون حتى أسلمها لهؤلاء اللاعبين بالنار، سوف نعود إلى القدس وسوف تعود القدس إلينا، ولسوف نحارب من أجل ذلك، ولن نلقى السلاح حتى ينصر الله جنده، ويعلى حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقى إلى مدينة السلام».