وُلِد محمد مبارك فى ٤ مايو ١٩٢٨م، ونشأ فى أسرة متوسطة الحال بمحافظة المنوفية، ودرس فى الكلية الحربية وتخرج منها عام ١٩٥٠م، وتم اختياره ضابط بالقوات الجوية وحصل على بكالريوس علوم الطيران ليخدم بعدها فى العديد من المطارات المصرية. تم انتدابة للعمل كمدرس بالكلية الجوية نظرًا لمستواه الدراسى المتفوق وانضباطه، وظل فى التدريس من عام ١٩٥٢م، مرورًا بأحداث ثورة يوليو وحتى عام ١٩٥٩م، وتخرج على يده عدد من الدفعات.
كما تلقى مبارك دراساته العليا فى اكاديمية برونز العلمية عام ١٩٦٤،م وتدرج فى المناصب حتى ترأس الوفد العسكرى للاتحاد السوفيتى.
وفى نوفمبر ١٩٦٧م، تم تعيينه مديرًا للكلية الجوية، وكانت رتبته فى ذلك الوقت عقيدًا، وفى يونيو ١٩٦٧ وبعد أشهر من انتهاء الحرب، تم تعيينه من قِبل الرئيس جمال عبدالناصر، رئيسًا لأركان القوات الجوية، وقام بتسليمه رتبة العميد قبل دفعته بعشرة أيام وذلك لتفوقه الشديد وخبرته العلمية والعملية الثقيلة.
وبعدها بشهر وعشرة أيام فُوجئ مبارك بانه يتم ترقيته مرةً ثانيةً من قِبل الرئيس عبد الناصر ليصبح لواءًا، وفى أبريل ١٩٧٢م، أسند اليه الرئيس السادات قيادة القوات الجوية، ليؤدى مبارك دورًا بطوليًا تاريخيًا استعاد به الشعب المصرى كرامته فى حرب السادس من أكتوبر المجيدة.
وفى أبريل عام ١٩٧٥م، تم تعيين مبارك نائبًا للرئيس السادات حتى تم اغتياله، وقام أعضاء مجلس الشعب بانتخاب مبارك رئيسًا للجمهورية، ثم أُعيد انتخابه رئيسًا للبلاد في استفتاءات شعبية عليه كمرشح أوحد أعوام ١٩٨٧، و١٩٩٣ و١٩٩٩ حيث أن الدستور المصري وقتها يُحدد فترة الرئاسة بست سنوات دون حد أقصى للمرات التي يمكن أن يترشح فيها.
وفي عام ٢٠٠٥م، أقدم مبارك على تعديل دستوري جعل انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر وفتح باب الترشح لقيادات الأحزاب وأُعيد انتخابه بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين.
أدّى دورًا كبيرًا في مفاوضات السلام التي بدأها الرئيس السادات واستطاع استرجاع طابا عام ١٩٨٩م. شهدت فترة حكمه عدة مشاريع حيوية مثل مترو الأنفاق في القاهرة والجيزة، وترعة السلام في سيناء، ومشروع توشكي، وشرق العوينات.
وبقى مبارك رئيسًا لجمهورية مصر العربية قرابة الثلاثين عامًا، حتى قامت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ مطالبة باسقاط نظامه، وبالفعل تنحى مبارك عن الحكم فى ١١ فبراير من نفس العام.
توفى مبارك فى ٢٥ فبراير ٢٠٢٠ وأُقيمت له جنازة عسكرية بحضور الرئيس السيسى وعدد من الوزراء وقيادات الدولة.