دار الإفتاء المصرية.. أحد أعمدة المؤسسة الدينية في مصر

دار الإفتاء المصرية.. أحد أعمدة المؤسسة الدينية في مصر

 

تُعتبر دار الإفتاء المصرية من أولى دور الإفتاء في العالم الإسلامي؛ حيث أُنشئت عام ١٨٩٥م بالأمر العالي الصادر من حضرة خديوي مصر عباس حلمي؛ الموجَّه لنظارة الحقانية بتاريخ ٢١ نوفمبر عام ١٨٩٥م تحت رقم (١٠)، وقد بُلِّغ إلى النظارة المذكورة بتاريخ ٧ من جمادى الآخرة ١٣١٣هـ تحت رقم (٥٥).

ومنذ إنشائها وإلى الآن، تقف دار الإفتاء المصرية شامخةً في طليعة المؤسسات الإسلامية التي تتحدث بلسان الدين الحنيف، وترفع لواء البحث الفقهي بين المشتغلين به في كل بلدان العالم الإسلامي، فتقوم بدورها التاريخي والحضاري، في وصل المسلمين المعاصرين بأصول دينهم وتوضيح معالم الطريق إلى الحق، وإزالة ما التبس عليهم من أحوال دينهم ودنياهم؛ كاشفةً عن أحكام الإسلام في كل ما استجدَّ على الحياة المعاصرة.

ودار الإفتاء المصرية أحد أعمدة المؤسسة الدينية في مصر، بهيئاتها الأربع الكبرى: الأزهر الشريف، وجامعة الأزهر، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء المصرية. وهي تقوم بدور مهم وكبير في إفتاء القاعدة الجماهيرية العريضة، وفي المشورة على مؤسسات القضاء في مصر.

كانت الدار قد بدأت إدارةً من إدارات وزارة العدل المصرية؛ حيث تُحَال أحكام الإعدام وغيرها إلى فضيلة مفتي الديار المصرية طلبًا لمعرفة رأي دار الإفتاء على جهة المشورة في إيقاع عقوبة الإعدام وباقي أحكام القضاء، ولكن دورها لم يتوقف عند هذا ولم يُحدّ بالحدود الإقليمية لجمهورية مصر العربية، بل امتد دورها الريادي في العالم الإسلامي.

وهذا الدور الريادي للدار نشأ من مرجعيتها العلمية ومنهجيتها الوسطية في فهم الأحكام الشرعية المستمدة من الفقه المتوارث على نحو من التوافق بين الرؤية الشرعية وحاجة المجتمع؛ وذلك لضبط العملية الإفتائية.

مهام دار الإفتاء المصرية:

اولاً: المهام الدينية لدار الإفتاء المصرية:

  • استقبال الأسئلة والفتاوى والإجابة عنها باللغات المختلفة.
  • استطلاع أوائل الشهور العربي.
  • تدريب الطلبة المبعوثين على الإفتاء.
  • إصدار البيانات الدينية.
  • القيام بكتابة الأبحاث العلمية المتخصصة.
  • القيام بالرد على الشبهات الواردة على الإسلام.
  • تدريب المفتيين عن بعد.

 

ثانياً: المهام القانونية لدار الإفتاء المصرية:

تقدم المشورة الشرعية للمحاكم المختصة في قضايا الإعدام؛ حيث تحيل محاكم الجنايات وجوبًا إلى المفتي القضايا التي تُرى بالإجماع وبعد إقفال باب المرافعة وبعد المداولة إنزال عقوبة الإعدام بمقترفها، وذلك قبل النطق بالحكم.

أقسام دار الإفتاء المصرية:

أولاً: أمانة الفتوى:

وهي لجنة تضم الهيئة العليا لكبار علماء دار الإفتاء المصرية.. وقد أنشئت في عهد فضيلة الأستاذ الدكتور/ على جمعة مفتى الديار المصرية بقرار صادر من فضيلته؛ نظرا لكثرة النوازل وتعدد الوقائع، والحاجة إلى الاجتهاد الجماعي الذى هو أبعد عن الخطأ من الاجتهاد الفردي، وتلبية لما أحدثته ثورة التكنولوجيا من كثرة الفتاوى الواردة إلى دار الإفتاء وتنوعها، وينبثق عن أمانة الفتوى مجموعة من الأقسام المختلفة بحسب كيفية تلقى الفتوى وإجابتها؛ فمنها:

  • قسم الفتاوى الشفوية.
  • قسم الفتاوى المكتوبة.
  • قسم الفتاوى الهاتفية.
  • قسم الفتاوى الالكترونية.

 

ثانياً: الأبحاث الشرعية:

ويضم مجموعة من الباحثين المتخصصين في العلوم الشرعية وظيفتهم العمل على إنشاء الأبحاث المتخصصة، وتأصيل الفتاوى تأصيلًا شرعيًا وتعميقها فقهيًا خدمةً للعملية الإفتائية على النحو المطلوب، وقد احتوى قسم الأبحاث الشرعية على مجموعة من الشُعب لكلٍ منها دورٌ في تحقيق رسالة القسم والدار ككل، وهي:

  • شعبة الأبحاث الشرعية.
  • شعبة القضايا الإسلامية.
  • شعبة الرد على الشبهات.
  • شعبة الفكر الإسلامي.

ثالثاً: مركز التدريب:

يقوم هذا المركز بتقديم مجموعة من الأنشطة التدريبية؛ وهي كالأتى:

١- التدريب الراقى:

ويعمل على تحسين الأداء الدعوي لدى المتصدرين للعمل الدعوي من المتشرعين (أى: دارسى الشريعة الحاصلين على درجات علمية ويتصدرون للدعوة الإسلامية، من المدرسين بالجامعة وأئمة المساجد) وذلك للوصول إلى النموذج المنشود للداعية القادر على أداء دوره في تمثيل الديانة والعلم والأمة في المواقع والمواقف المختلفة تمثيلًا مشرفاً وفعالاً.

٢- تدريب المبعوثين:

تدريب المبعوثين على الإفتاء إحدى المهام التى تطلع بها دار الإفتاء المصرية تفعيلًا لدورها العلمى في مجال الإفتاء.

رابعًا: الترجمة:

ويقوم فريق الترجمة بتلقى الأسئلة من جميع أنحاء العالم بلغاته المختلفة وترجمتها إلى العربية لتقوم أمانة الفتوى بدراستها والإجابة عليها ثم يعيد قسم الترجمة ترجمتها إلى لغة السائل مرة أخرى.

خامساً: مركز الاتصالات والفتاوى الإلكترونية:

يقوم مركز الاتصالات بمجموعةٍ من الأدوار المهمة:

١- الربط بين طالبي الفتوى والقائمين على العملية الإفتائية بواسطة أحدث نظم الاتصالات.

٢- تيسير استخدام وتعامل القائمين على العملية الإفتائية والبحثية بدار الإفتاء.

٣- الربط بين الأقسام المختلفة بدار الإفتاء عن طريق وسائل الربط الحديثة.

٤- تطوير وميكنة تراث الفتوى من حيث التصنيف والحفظ في قواعد بيانات.

٥- استخدام التقنية الحديثة في الجانب الإعلامي وفى الاتصال بالمؤسسات الأخرى.

ويضم المركز الأقسام الفرعية التالية:

  • أولًا: قسم الشبكات والصيانة والتأمين.
  • ثانيًا: قسم تطوير البرمجيات.
  • ثالثًا :مركز الهاتف (Call Center).
  • رابعًا: قسم دعم الخدمات (Service Support).

سادسًا: اللجان:

لجنة المقاصد: وهي تهدف إلى الاستعانة بالمدخل المقاصدى باعتبار المقاصد من أهم أدوات فقه الواقع والحكم عليه.

لجنة التقويم العلمي والإعداد الإعلامي: وهي لجنة تقوم على العناية بما تبثه دار الإفتاء المصرية إلى الخارج محليًا وعالميًا من خلال قنواتها المختلفة؛ من حيث اختيار المادة شكلًا ومضمونًا، ومن حيث وضع ضوابط وأسس النشر الإعلامي للدار.

 

سابعًا: مركز الأبحاث:

يقوم مركز الأبحاث في دار الإفتاء المصرية على مجموعة من المتخصصين في المجال الشرعي والنفسي والاجتماعي، وللمركز مهامٌ محددةٌ من أهمها:

  • عمل الدراسات اللازمة لإدراك الواقع المعيش إدراكًا دقيقًا وشاملًا.
  • صياغة النتائج التى توصل إليها المركز عن طريق مجموعة الأساتذة والباحثين فيه.
  • إصدار أبحاث متخصصة في صورة كتيبات تجيب عن القضايا الكبرى الشائعة في عصرنا الحاضر.
  • العمل على جمع وتصنيف دليل مرشد لمحاكم الأسرة يستعين به المختص والمحكِّم ورجال القضاء.
  • نقل وتبادل الخبرة مع المراكز الشقيقة التى تشترك مع المركز في أهدافه أو في بعضها.
  • عمل الدراسات اللازمة لنشاط اللجان المتخصصة بدار الإفتاء كاللجنة الاقتصادية، ولجنة المقاصد، ولجنة الفلك، واللجنة الطبية ونحوها، واستكمال الأبحاث والدراسات التى توصى بها هذه اللجان.

 

ثامنًا: المركز الإعلامي بدار الإفتاء:

لقد تم إنشاء المركز الإعلامي انطلاقا من إيمان دار الإفتاء المصرية بأهمية الإعلام لتوصيل رسالة الدار إلى الأمة وتنظيم العلاقة الإعلامية بين الدار وغيرها من المؤسسات المحلية والعالمية، ويمكن صياغة الأهداف التى يعمل المركز على تحقيقها في الآتى:

  •  متابعة ومراقبة وسائل الإعلام محليًا وإقليميًا وعالميًا.
  •  تعزيز الوعي بالدور الذى تضطلع به دار الإفتاء.
  •  توجيه الرسائل وإصدار الفتاوى بشكلٍ فعالٍ من دار الإفتاء.

 

أقسام المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية:

  • وحدة المتابعة الإعلامية وكتابة التقارير الصحفية اليومية.
  • وحدة إصدار البيانات والأخبار الصحفية.
  • وحدة التدريب وتفعيل الأداء الإعلامي ووضع الخطط.
  • وحدة التنسيق الإدارى والاتصالات.

البروتوكولات:

  • تقديم الاستشارات الإعلامية.
  • توفير مواد إعلامية باللغات المختلفة.
  • المتابعة الإعلامية اليومية للصحف المصرية.
  • رصد التغطية السلبية او غير الدقيقة
  • معالجة كل خبر غير دقيق أو سلبي.
  • التحضير للأحداث الإعلامية وغيرها من الأحداث العامة.
  • وضع استراتيجيات للإعلان عن الآراء الرئيسية.
  • تقديم المشورة حول الشئون الإقليمية والعالمية والأحداث التى ينبغى أن يُدلي فيها المفتي برأيه.
  • تقييم ردود الفعل حول الفتاوى والآراء الصادرة وتقديم المشورة والتوضيح إذا لزم الأمر. ويقوم المركز لتحقيق هذه الأهداف باستخدام عدد من الأدوات؛ وهي:
  • المراجعة الإعلامية.
  • مراجعة المواد الإعلامية المختلفة.
  • المراقبة والتحليل وعمل القصاصات الصحفية بشكل يومي.
  • تتبع التغطية الإعلامية المصرية والإقليمية لدار الإفتاء، وفضيلة المفتي، والقضايا الدينية الرئيسية.
  • المؤتمرات الصحفية.
  • إصدار بيانات ذات أهمية محلية وعالمية.

 

تاسعًا: الموقع الإلكتروني:

يقوم الموقع بالمهام الآتية:

  • نشر فتاوى دار الإفتاء:
  • حيث يتم نشر الفتاوى على موقع دار الإفتاء المصرية.
  • التواصل مع طالبي الفتوى على المستويين المحلي والعالمي:
  • حيث يتلقى قسم الفتاوى الإلكترونية بالموقع الأسئلة من جميع أنحاء العالم باللغة العربية وبغيرها من اللغات المختلفة.
  • نشر الأبحاث الشرعية والقضايا الإسلامية والردود على الشبهات والبيانات التى تصدرها الدار.

عاشرًا: الأقسام الفرعية:

مجلس الإفتاء – الأبحاث الاجتماعية – إدارة المعلومات والاتصالات – تراث الفتوى – التدقيق اللغوي – التدقيق العلمي – أرشيف الفتاوى – المتابعة والتطوير – مكتبة الدار – المستشار القانوني – الشئون القانونية – الشئون المالية – الموازنة والتخطيط – شئون العاملين – الموارد البشرية – الإدارة الهندسية – الإشراف العلمي.

منشورات الدار:

اولاً: مجلة الدار.

ثانياً: النشرة الشهرية المتخصصة.

ثالثا: تراث الفتاوى:

حيث قامت دار الإفتاء المصرية بطباعة فتاوى منتقاه من سجلات دار الإفتاء المصرية في ثلاثة وعشرين مجلدًا، وهناك أجزاء أخرى تحت الطبع.

رابعاً: مطبوعات وكتب الدار:

١- كتاب الحج والعمرة.

٢- كتاب أحكام الصيام.

٣- موسوعة الفتاوى الخاصة بدار الإفتاء المصرية.

وتعاقبَ على منصب مفتي الديار خلال مائة سنة سبعةَ عشرَ مفتيًا كما سبق القول؛ بدءًا بالشيخ حسونة النواوي والشيخ محمد عبده، ومرورًا بالشيخ عبد المجيد سليم والشيخ محمد حسنين مخلوف، وصولاً إلى الشيخ جاد الحق والشيخ سيد طنطاوي والشيخ على جمعة والشيخ شوقي علام.

ومع التطور الحاصل في وسائل الاتصالات والمواصلات في العالم ظلَّت دار الإفتاء المصرية تواكب هذا التطور الهائل وتضطلع بمهام جسام أملتها عليها تلك النقلة النوعية، وذلك الاتساع الضخم في الحوادث والنوازل المستحدثة في شتى المسائل العلمية.

المصادر

موقع ومجلة دار الإفتاء المصرية.