تحيا مصر وتحيا أفريقيا.. عاما من العمل الصادق

تحيا مصر وتحيا أفريقيا.. عاما من العمل الصادق

إعداد / وحدة أبحاث مكتب الشباب الافريقي - وزارة الشباب والرياضة المصرية

المقدمة:

انطلاقا من انتماء مصر لمحيطها الإفريقي، وإيمانا منها أن استقرار القارة الأفريقية يأتي على قمة أولويات السياسة  الخارجية المصرية، جاءت رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، لتعبر عن تلك الثوابت التي شكلت السياسة الخارجية المصرية تجاه القارة السمراء، بما يعزز المكانة الكبيرة للقاهرة وسط الأشقاء الأفارقة والتي زادت كثيرا خلال تولى الرئيس السيسي مقاليد الأمور، فقد اكتمل عام كامل على تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي في القمة الأفريقية في أديس أبابا في فبراير ٢٠١٩م، ومن خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، تعاملت مصر مع هذه المهمة باعتبارها ثقة تقدرها من قادة الدول الأفريقية في مصر وقيادتها، وفي الوقت نفسه، باعتبارها مسئولية عليها الوفاء بها تجاه القارة وشعوبها وهذه هي المرة الرابعة في التاريخ، التي تحمل مصر راية القارة السمراء، والأولى لها بالمسمى الجديد للمنظمة الأكبر في أفريقيا " الاتحاد الأفريقي "، حيث تبوأت مصر مقعد القيادة ثلاث مرات من قبل، جميعهم كان عقب تسمية الاتحاد الأفريقي بمنظمة "الوحدة الأفريقية".

وفي هذا الإطار وعلى مدار هذا العام تحركت القيادة المصرية على أكثر من صعيد من أجل مصالح شعوب افريقيا، ومن أجل تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية، وبين الشعوب الأفريقية وبعضها البعض.

تسلمت مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي في العاشر من فبراير ٢٠١٩م، وذلك للمرة الرابعة في تاريخها، والأولى لها بالمسمى الجديد "الاتحاد الأفريقي"، حيث تبوأت مصر مقعد القيادة ثلاث مرات من قبل، إذ تعد مصر من الدول المؤسسة لمنظمة  الوحدة الأفريقية، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته بالقمة الإفريقية، التي انعقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق من أجل الإصلاح الهيكلي والمالي للاتحاد واستكمال ما تحقق من إنجازات ترسيخا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية وسعيا نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضياته لتلبية تطلعات الشعوب الإفريقية.

كما قد شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي في العديد من المؤتمرات والقمم الدولية التي تولى رئاسة عدد منها بالمشاركة مع قادة العالم في ٤ قارات هي أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية، وكان في كل هذه القمم مدافعا قويا وصريحا في المطالبة بحقوق الشعوب الأفريقية في السلام والاستقرار والتنمية والرخاء، حيث أشار إلى أنه سيتم العمل خلال عام ٢٠١٩م، على تعزيز أطر التنمية المستدامة لتوفير مزيد من فرص العمل للشباب الأفريقي، مشيرا أن القارة الإفريقية واعدة بالعديد من الفرص، ولابد من وصول عائدات التنمية لكل ربوع القارة بشكل عادل.

وبالتالي فعقب القمة الأفريقية كان الرئيس عبد الفتاح السيسي على منصة مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا من أجل السلام في أفريقيا، ثم في القمة الأفريقية الأوروبية في النمسا، ثم في منتدى الصين - الأفريقي في بكين، ثم في القمة اليابانية – الأفريقية (تيكاد) في  طوكيو، وقمة الدول السبع الصناعية في باريس، وقمة مجموعة الدول العشرين الكبري في أوساكا باليابان، ثم في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم قمة التعاون بين مجموعة العشرين وأفريقيا في المانيا، ثم القمة الأفريقية الروسية في سوتشي، ثم القمة البريطانية – الأفريقية للاستثمار في لندن (يناير ٢٠٢٠م)، وبالتالي ففي كل هذه الملتقيات العالمية وغيرها كان الرئيس عبد الفتاح السيسي خير معبر عن قضايا القارة الأفريقية ومدافع عن حقوقها ومصالحها.

ومن هنا يمكن ابراز الدور المصري من خلال رئاسة مصر للاتحاد الافريقي من خلال ثلاث محاور:

المحور الأول: تعزيز السلم والأمن في أفريقيا

المحور الثاني: على الصعيد الأفريقي الأفريقي

المحور الثالث: العلاقات بين مصر والشعوب الأفريقية

{المحور الأول}: تعزيز السلم والأمن في أفريقيا:

قام الرئيس بجهود خلال اللقاءات الأفريقية الثنائية والجماعية، كان من بينها دور مصر في التقريب بين كينيا والصومال، وكذلك دعم الرئيس السيسي لمبادرة اسكات البنادق في القارة الأفريقية (٢٠٢٠م)، إضافة إلى دور مصر البناء إزاء التطورات التي شهدها السودان، وكذلك جهود مصر من أجل التسوية السياسية للأزمة الراهنة في ليبيا، ويمكن ابراز الدور المصري في تعزيز السلم والامن في افريقيا من خلال ما يلي:

مؤتمر ميونخ للأمن في ١٥ فبراير ٢٠١٩:

قام الرئيس السيسي بإلقاء كلمة خلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر بمشاركة المستشارة الألمانية، ليكون أول رئيس دولة غير أوروبية يشارك بكلمة في الجلسة الرئيسية منذ تأسيس المؤتمر عام ١٩٦٣م، وقد عرض الرئيس رؤية مصر لتعزيز العمل الأفريقي خلال المرحلة المقبلة، في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، وذلك من خلال دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وتسهيل حركة التجارة البينية، في إطار أجندة أفريقيا ٢٠٦٣ للتنمية الشاملة والمستدامة، فضلاً عن تعزيز جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات.

مؤتمر نواب العموم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

احتضنت مصر مؤتمر نواب العموم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة من ٢٠ الى ٢٣ فبراير، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أهمية دور جمعية نواب العموم الأفارقة في العمل على رفع كفاءة أجهزة الادعاء في القارة وبناء قدرات أعضائها، مشيرا إلى دعم مصر لدور الجمعية في ظل رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، باعتبار أن تعزيز العمل الأفريقي المشترك يعد أحد أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد.

كما استعرض الرئيس في هذا الإطار رؤية مصر لمكافحة الإرهاب، والتي تستند إلى التعامل مع تلك الظاهرة من كافة جوانبها بما في ذلك الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية، فضلا عن التصدي لآليات التمويل والدعم السياسي والإعلامي للجماعات الإرهابية، مؤكدا أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لمنع استغلال الإرهاب للتقدم المعلوماتي والتكنولوجي.

اجتماع قمة الترويكا و"لجنة ليبيا" ٢٣ أبريل ٢٠١٩:

ناقشت القمة آخر التطورات على الساحة الليبية وسبل احتواء الأزمة وإحياء العملية السياسية في ليبيا والقضاء على الإرهاب، وذلك بمشاركة رؤساء رواندا وجنوب أفريقيا عضوي ترويكا إدارة الاتحاد، ورئيس الكونغو بصفته رئيسًا للجنة المعنية بليبيا في الاتحاد، فضلاً عن مشاركة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان٢٣ أبريل:

أعادت الدول المشاركة تأكيد مبادئ وغايات الاتحاد الأفريقي نحو تعزيز السلم و الأمن والاستقرار في القارة، كما أعادوا تأكيد التزامهم بوحدة وسيادة وسلامة وتماسك السودان وسلامة أراضيه وأعربوا عن دعمهم الكامل لدور الاتحاد الأفريقي و"الإيجاد" ودول الجوار في مساندة جهود السودان لتجاوز التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يواجهها، كما شجعت الدول المشاركة رئيس مفوضية الاتحاد علي مواصلة الحوار مع السلطة السودانية والأطراف السودانية وطالبت السودانية بمواكبة انخراطها البناء مع الاتحاد الأفريقي ومفوضيته، كما شجعت الدول المشاركة المجتمع الدولي علي مواصلة دعمه وتقديم مساعدات اقتصادية عاجلة للسودان في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، وأكدت علي أهمية التخفيف العاجل لديون  السودان.

قمة الحزام والطريق ببكين في ٢٤ أبريل ٢٠١٩ في الصين:

تحدث الرئيس باسم أفريقيا داعياً إلى مزيد من التعاون في مجالات البنية التحية والتنمية الاقتصادية.

مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية "تيكاد":

قامت اليابان بتنظيم قمة رفيعة المستوى لدعم أفريقيا وتطلعاتها التنموية، عقدت الدورة السابعة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية "تيكاد" بمدينة يوكوهاما اليابانية في الفترة من ٢٨ إلى ٣٠ أغسطس ٢٠١٩ تحت الرئاسة المشتركة من جانب اليابان ومصر الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وبمشاركة رؤساء الدول الأفريقية، وعدد من المنظمات والمؤسسات الدولية في مقدمتها الأمم المتحدة والبنك الدولي.

وفي هذا الإطار فإن الهدف المرجو من عقد هذه القمة هو تعزيز الحوار السياسي بين افريقيا وشركائها في التنمية.

القمة الرابعة عشر لمجموعة العشرين:

شارك الرئيس السيسي في فعاليات القمة الرابعة عشر لمجموعة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية، والتي عقدت يومي ٢٨، ٢٩ يونيو، بعد توجيه الدعوة لمصر من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، للمشاركة في القمة، استناداً لمكانة مصر في أفريقيا، ورئاستها للاتحاد الأفريقي، كما شارك الرئيس السيسي في قمة أفريقية تنسيقية مصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، والتي ضمت كلاً من رئيس جنوب افريقيا "سيريل رامافوزا"، والرئيس السنغالي "ماكي سال"، قد تم التوافق خلال القمة المصغرة على العمل على إبراز الأولويات التنموية للدول الأفريقية أمام الشركاء خلال اجتماعات مجموعة العشرين، مع التركيز في هذا الإطار على الأهداف المتضمنة في أجندة التنمية الأفريقية ٢٠٦٣.

{المحور الثاني}: على الصعيد الأفريقي الأفريقي

إطلاق منطقة اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية الكبرى وهي أكبر دفعة للتعاون الاقتصادي بين دول القارة، حيث انعقدت القمة الأفريقية الاستثنائية الـ١٢ برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي بعاصمة النيجر نيامي، يومي ٧ و٨ يوليو ٢٠١٩، وشهدت القمة إطلاق منطقة اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية، بعد استكمال نصاب تصديقات الدول الأفريقية، ودخول الاتفاقية حيز التنفيذ.

المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد:

استضافت مصر في ١٢ يونيو ٢٠١٩ المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد في ظل رئاستها للاتحاد الافريقي، ذلك بناء على المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي في يناير ٢٠١٨ أثناء مشاركته في القمة الافريقية السنوية للقادة الأفارقة.

شارك في المنتدى ٥٥ دولة أفريقية و٢٠٠ مسئول إفريقي رفيع المستوى، وناقش المنتدى ملفات هامة أبرزها استعراض الجهود الوطنية في مكافحة الفساد لعدد من الدول الإفريقية تنفيذا للالتزامات القارية والدولية، ودور مكافحة الفساد في تنمية القارة الإفريقية، وآليات مكافحة الفساد على المستوى القارية وتنمية قدرات الموارد البشرية في مختلف أوجه مكافحة الفساد بالقارة الإفريقية، ودعم التنسيق الحكومي الإفريقي البيني في مكافحة الفساد، ودور الإرادة السياسية في إنجاح جهود مكافحة الفساد في القارة الأفريقية.

الاحتفال بيوم افريقيا:

ألقى الرئيس السيسي كلمة في ٢٥ مايو احتفالا بيوم أفريقيا بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي، أكد خلالها أهمية تأهيل شباب القارة لمواكبة تطورات العصر والاضطلاع بمهامهم في قيادة مستقبل أفريقيا، فضلاً عن مواصلة تعزيز دور المرأة الأفريقية كقلب نابض لمجتمعاتها ونبراس لتحولها الاقتصادي واستقرارها، بالإضافة إلى تدعيم الروابط الثقافية والحضارية بين شعوبها، ترسيخاً للهوية الأفريقية وإعلاء لمبادئ التضامن الأفريقي، واشار الرئيس في كلمته إلى انه لا يوجد أمامنا سبيل سوى بذل الجهد والتمسك بوحدتنا لتحقيق حلم الآباء المؤسسين وتطلعات شعوب أفريقيا العظيمة في إيجاد قارة مستقرة ومزدهرة تكفل العيش الكريم لكل أبنائها، وتبث نور الحضارة وثقافة التسامح والمحبة لكل العالم.

{المحور الثالث}: العلاقات بين مصر والشعوب الأفريقية:

بذلت مصر جهوداً كبيرة في هذا الاتجاه فنظمت مصر منتدى الاستثمار في أفريقيا، والملتقى الاقتصادي العربي الأفريقي، وأصبحت أسوان عاصمة للشباب الأفريقي، وصدور توجيهات لكل أجهزة الدولة المصرية لتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية في كل المجالات والتي نفذت العديد من برامج التعاون في كافة مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والري والدبلوماسية و البيئة و الشباب و الرياضة و الصناعة وبناء الكوادر والقدرات البشرية وغيرها.

تنظيم مصر لكأس أمم أفريقيا لكرة القدم:

استضافت مصر في ظل رئاستها للاتحاد الافريقي بطولة كأس الأمم الافريقية، التي كان من المقرر أن تقوم الكاميرون باستضافتها في وسط القارة السمراء، بيد أن عدم كمالية استعدادات الكاميرون لتنظيم الحدث الرياضي الأكبر في القارة السمراء، دفعت الاتحاد الأفريقي لكرة القدم " الكاف " لسحب التنظيم منها، وتعويضها بتنظيم نسخة ٢٠٢١ المقبلة، مع ترحيل التنظيمات المجدولة سابقًا في كوت ديفوار وغينيا إلى عامي ٢٠٢٣ و٢٠٢٥.

وفي هذا الإطار استضافت مصر بطولة أمم أفريقيا في أربع مناسبات سابقةً، بدايةً من عام ١٩٥٩، مرورًا بنسختي ١٩٧٤ و ١٩٨٦، وانتهاءً ببطولة ٢٠٠٦، ولم يسبق أن اجتمع تنظيم مصر للبطولة، مع تولي رئاسة الاتحاد الأفريقي، ولكن هذه هي المرة الأولى في التاريخ، التي جمعت مصر بين تنظيم كأس أمم أفريقيا ورئاسة منظمة الاتحاد الأفريقي، لتلعب مصر دور الريادة على الصعيد السياسي وتصبغه أيضًا بصبغةٍ رياضيةٍ.

استضافة بطولة أمم إفريقيا تحت ٢٣ عامًا، كانت مصر على قدر المسئولية وأبهرت العالم مجددًا بالتنظيم الرائع للبطولة التي توج الفراعنة بلقبها، حيث حقق المنتخب الأولمبي المصري إنجازًا تاريخيًا خلال عام ٢٠١٩، بعدما نجح في التتويج بلقب بطولة أمم إفريقيا تحت ٢٣ عامًا للمرة الأولي في تاريخه، وتأهل لدورة الألعاب الأولمبية (طوكيو ٢٠٢٠) للمرة الـ ١٢ في تاريخه، والأولي منذ نسخة البطولة عام ٢٠١٢ في لندن.

منتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامة:

أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة ستوشي بروسيا الاتحادية لعقد النسخة الأولي لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، ذلك في إطار رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي ٢٠١٩، لفتح أفاق جديدة نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة بالقارة الافريقية.

تم عقد المنتدى في ١١ ديسمبر، بهدف الدعوة لاستثمار موارد القارة الأفريقية المتعددة وتحويلها إلى قيمة مضافة بالتوازي مع تطوير البنية التحتية بها، مما يعني التمهيد لتحقيق التنمية المستدامة، كما أن الهدف من ربط السلام بتحقيق التنمية المستدامة هو تشجيع وتحفيز مؤسسات التمويل الدولية لمساعدة وتمويل المشاريع التنموية في افريقيا وجذب الاستثمارات إليها، وهذا ما يصب في المصلحة العامة للقارة من خلال نفاذ منتجاتها إلى أوروبا والعكس عبر بوابة مصر.

ملتقى الشباب العربي والأفريقي:

انطلق ملتقى الشباب العربي الأفريقي الذي استضافته أسوان في الفترة من ١٦ الي ١٨ مارس ٢٠١٩، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة أكثر من ١٥٠٠ شاب أفريقي وعربي لمناقشة قضايا وتحديات القارة السمراء والمنطقة العربية، اكد الرئيس خلال الملتقى أن فكرة ملتقى شباب العالم جاءت للتواصل مع كافة فئات الشباب حتى نسمع ونتحدث مع بعضنا البعض، مؤكدا أهمية استمرار هذه المؤتمرات وأن تكون على فترات متقاربة حتى يمكن تحديد الهدف المرجو منها.

شمل المنتدى فعاليات مختلفة منها الجلسة النقاشية "مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية"، وجلسة المائدة المستديرة تحت عنوان " وادي النيل ممر للتكامل الأفريقي والعربي"، كما تضمن المؤتمر ورشة عمل عن "تنمية منطقة الساحل الأفريقي"، بالإضافة إلى إقامة ورشتي عمل لريادة الأعمال إحداهما بعنوان "كيف تكون رائد أعمال ناجح"، والأخرى بعنوان "ريادة الأعمال الاجتماعية من منظور أفريقي".

وفى مجال البنية التحتية ووسائل النقل والمواصلات

جاءت مشروعات الربط بين مصر ودول القارة الأفريقية وعلى رأس مشروعات البُنية التحتية (مشروع القاهرة– كيب تاون)، يضاف إلى ذلك مشروع الربط الكهربائي بين مصر ودول القارتين الإفريقية والأوروبية، عن طريق إمداد دول القارتين بالكهرباء من خلال الأبراج المعدنية العابرة للحدود، ومشروع الربط المائي (الإسكندرية – فيكتوريا) هو مشروع للربط المائي بين بحيرة فيكتوريا الواقعة في إفريقيا ومياه البحر الأبيض المتوسط في مصر، ويساهم المشروع في عمل نهضة إقليمية لكل دول حوض النيل.

وفي هذا الإطار ساهمت مصر في إنشاء صندوق للاستثمار في البنية التحتية المعلوماتية بهدف دعم التطور التكنولوجي والتحول الرقمي في القارة، وذلك لبناء اقتصاديات حديثة قائمة على أحدث النظم التكنولوجية، كما وقعت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ومفوضية الاستثمار الإثيوبية بجمهورية إثيوبيا الديمقراطية مذكرة تفاهم في مجال تعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية.

على المستوي الصحي

تسلمت مصر رئاسة اللجنة الفنية المتخصصة لمكافحة المخدرات بالاتحاد الأفريقي، تزامنا مع المبادرات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مجال الصحة والتي تهدف إلى محاربة الأمراض السارية وغير السارية، وخاصة مبادرة "١٠٠ مليون صحة" والتي شملت فحص المقيمين من غير المصريين، كما تعتزم مصر إنشاء مركز إقليمي لدعم مبادرات الصحة العامة يكون مقره القاهرة، وذلك لتفعيل مبادرات الصحة العامة في الدول الأفريقية للتخلص من الأمراض والأوبئة التي تشكل عبئًا كبيرا على الدول الأفريقية الشقيقة.

لقاءات مع القادة الافارقة:

استهل الرئيس السيسي زياراته للدول الأفريقية في التاسع من فبراير، بزيارة تاريخية إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، شهدت تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي، رئاسته لأعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لقمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة بالاتحاد، وفي هذا الإطار بدأ الرئيس السيسي في السابع من ابريل جولة خارجية شملت زيارة كل من غينيا، وكوت ديفوار، والسنغال، في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات.

وعلى هامش مشاركته في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر، شارك الرئيس السيسي في قمة ثلاثية ضمت محمد عبد الله فارماجو رئيس جمهورية الصومال، وأوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا، وذلك لبحث بعض الملفات الثنائية الخلافية بين الطرفين.

استقبل الرئيس السيسي في التاسع من يونيو الرئيس أسياسي أفورقي رئيس دولة إريتريا، حرصا على ترسيخ التعاون الاستراتيجي مع إريتريا، وأكد الرئيس أهمية المضي قدماً في بلورة خطط محددة لتطوير مشروعات التعاون الثنائي بين الجانبين في مختلف القطاعات وتذليل كافة العقبات، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والكهرباء والصحة والتجارة والاستثمار والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، إلى جانب تكثيف برامج الدعم الفني المقدمة إلى الجانب الإريتري من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

بالإضافة الى لقاءات مع عدد من رؤساء وزعماء القارة الافريقية منهم فيليبي جاسينتو نيوسي رئيس جمهورية موزمبيق، وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، وسيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا، ورئيس تشاد، ورئيس جمهورية جزر القمر، لبحث سبل تعزيز التعاون، والتشاور والتنسيق تجاه سبل القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك وجهود مكافحة الإرهاب، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة.

وانطلاقا من رئاسة مصر للاتحاد الافريقي، قام العديد من قادة ورؤساء الدول الأفريقية بزيارة القاهرة، منهم موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الذي التقي الرئيس السيسي على هامش انعقاد ملتقى الشباب العربي والأفريقي بأسوان، تأكيدا لأهمية وكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية "النيباد‎"، ومن منطلق كون مصر إحدى الدول المؤسسة للمبادرة، استقبل الرئيس السيسي في الثامن من مايو المدير التنفيذي للوكالة، وشهد اللقاء التوافق حول تكثيف التعاون بين الجانبين لدعم مبادرات النيباد التي تهدف إلى تطوير وتعزيز التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي في أفريقيا.

خاتمة:

قد أوفت مصر ما وعد به الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بالقمة الأفريقية، التي انعقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وتسلمت فيها مصر رئاسة الإتحاد، أنها ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق من أجل الإصلاح الهيكلي والمالي للاتحاد واستكمال ما تحقق من إنجازات ترسيخا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية وسعيا نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضياته لتلبية تطلعات الشعوب الإفريقية، وتعزيز أطر التنمية المستدامة لتوفير مزيد من فرص العمل للشباب الأفريقي.

حققت مصر العديد من النتائج المبهرة على المستوى الإقليمي والدولي، الأمر الذي كان محل إشادة من الدول الأعضاء في الإتحاد وكبار مسئولي هيكله الإداري، حيث أعادت مصر تأكيد مبادئ وغايات الاتحاد الأفريقي نحو تعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة، فلم يترك الرئيس السيسي محفلا دوليا إلا وشارك فيه حاملا هموم وآمال شعوب القارة في الحياة الكريمة، والحصول على حقها في التنمية المستدامة وفرص العمل، فضلا عن دعوته لرجال الأعمال والشركات الدولية الكبرى إلى الاستثمار في إفريقيا، لما يتوافر فيها من فرص ومزايا لا حصر لها ومنها الموارد الطبيعية والأيدي العاملة.

فضلا عن مواصلة تعزيز دور المرأة الأفريقية كقلب نابض لمجتمعاتها ونبراس لتحولها الاقتصادي واستقرارها، بالإضافة إلى تدعيم الروابط الثقافية والحضارية بين شعوبها، ترسيخا للهوية الأفريقية وإعلاء لمبادئ التضامن الأفريقي.

قائمة المراجع النهائية:
أولا: المراجع باللغة العربية:
فاطمة حسن، "حصاد 2019..رئاسة مصر للاتحاد الافريقي"، الهيئة الوطنية للأعلام، متاح على الرابط التالي www.maspero.eg
"رئاسة الاتحاد الأفريقي"، وزارة الخارجية المصرية، متاح على الرابط التالي www.mfa.gov.eg
"رئاسة الاتحاد الإفريقي تنتقل إلى مصر لأول مرة في تاريخ المنظمة"، متاح على الرابط التالي: www.france24.com
"رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي 2019"، الهيئة العامة للاستعلامات، متاح على الرابط التالي: www.sis.gov.eg
ثانيا: المراجع باللغة الانجليزية:
Diaa Rashwan,” Egypt president of the African Union .. the possible and hoped” (Issue47,2018), Available at: www.africa.sis.gov.eg
“Egypt to Hand African Union Presidency to South Africa in February”, Asharq Al-Awsat, Available at: https://aawsat.com
Christin Roby, “What will Egypt focus on as African Union chair?”, Available at: www.devex.com/new
Amr Mohamed Kandil, “Sisi hands over African Union presidency to South Africa”, Available at: www.egypttoday.com