تحيا مصر وتحيا أفريقيا.. عاما من العمل الصادق

تحيا مصر وتحيا أفريقيا.. عاما من العمل الصادق

إعداد / وحدة أبحاث مكتب الشباب الإفريقي – وزارة الشباب والرياضة المصرية

 

المقدمة:

انطلاقًا من انتماءِ مِصرَ لمحيطِها الإفريقيِّ، وإيمانًا منها بأنَّ استقرارَ القارَّةِ الإفريقيَّةِ يأتي على قمَّةِ أولويَّاتِ السياسةِ الخارجيَّةِ المصريَّةِ، جاءت رئاسةُ مصرَ للاتِّحادِ الإفريقيِّ، لتُعبِّرَ عن تلك الثوابتِ التي شكَّلتِ السياسةَ الخارجيَّةَ المصريَّةَ تجاهَ القارَّةِ السَّمراءِ، بما يُعزِّزُ المكانةَ الكبيرةَ للقاهرةِ وسطَ الأشقَّاءِ الأفارقةِ، والتي ازدادتْ كثيرًا خلالَ تولِّي الرَّئيسِ السِّيسيِّ مقاليدَ الأمورِ. 

فقدِ اكتملَ عامٌ كاملٌ على تسلُّمِ الرَّئيسِ عبدِ الفتَّاحِ السِّيسيِّ رئاسةَ الاتِّحادِ الإفريقيِّ في القمَّةِ الإفريقيَّةِ بأديس أبابا في فبرايرَ ٢٠١٩م. ومن خلالِ رئاستِها للاتِّحادِ الإفريقيِّ، تعاملتْ مصرُ معَ هذهِ المهمَّةِ باعتبارِها ثقةً يُقدِّرها قادةُ الدُّولِ الإفريقيَّةِ في مصرَ وقيادتِها، وفي الوقتِ نفسهِ، باعتبارِها مسؤوليَّةً عليها الوفاءُ بها تجاهَ القارَّةِ وشعوبِها. وهذهِ هي المرَّةُ الرَّابعةُ في التَّاريخِ التي تحمِلُ فيها مصرُ رايةَ القارَّةِ السَّمراءِ، والأولى لها بالمسمَّى الجديدِ للمنظَّمةِ الأكبرِ في إفريقيا "الاتِّحادُ الإفريقيُّ"، حيثُ تبوَّأتْ مصرُ مقعدَ القيادةِ ثلاثَ مرَّاتٍ من قبلُ، جميعُها كانتْ عقبَ تسميةِ الاتِّحادِ الإفريقيِّ بمنظَّمةِ "الوحدةِ الإفريقيَّةِ".

 

وفي هذا الإطارِ، وعلى مدارِ هذا العامِ، تحرَّكتِ القيادةُ المصريَّةُ على أكثرَ من صعيدٍ من أجلِ مصالحِ شعوبِ إفريقيا، ومن أجلِ تعزيزِ التَّعاونِ بينَ مصرَ والدُّولِ الإفريقيَّةِ، وبينَ الشُّعوبِ الإفريقيَّةِ بعضِها البعضِ.

تسلَّمتْ مصرُ رئاسةَ الاتِّحادِ الإفريقيِّ في العاشرِ من فبرايرَ ٢٠١٩م، وذلكَ للمرةِ الرَّابعةِ في تاريخِها، والأولى لها بالمسمَّى الجديدِ "الاتِّحادُ الإفريقيُّ"، حيثُ تبوَّأتْ مصرُ مقعدَ القيادةِ ثلاثَ مرَّاتٍ من قبلُ، إذْ تُعَدُّ مصرُ من الدُّولِ المؤسِّسةِ لمنظَّمةِ الوحدةِ الإفريقيَّةِ. وقدْ أكَّدَ الرَّئيسُ عبدُ الفتَّاحِ السِّيسيُّ، في كلمتِهِ بالقمَّةِ الإفريقيَّةِ، التي انعقدتْ بالعاصمةِ الإثيوبيَّةِ أديس أبابا، أنَّ مصرَ ستعملُ جاهدَةً على مواصلةِ الطَّريقِ من أجلِ الإصلاحِ الهيكليِّ والماليِّ للاتِّحادِ، واستكمالِ ما تحقَّقَ من إنجازاتٍ، ترسيخًا لملكيَّةِ الدُّوَلِ الأعضاءِ لمنظَّمتِهم القارِّيَّةِ، وسعيًا نحوَ تطويرِ أدواتِ وقدراتِ الاتِّحادِ ومفوضيَّاتهِ لتلبيةِ تطلُّعاتِ الشُّعوبِ الإفريقيَّةِ.

 

كما شاركَ الرَّئيسُ عبدُ الفتَّاحِ السِّيسيُّ، منذُ تولِّيهِ رئاسةَ الاتِّحادِ الإفريقيِّ، في العديدِ من المؤتمراتِ والقممِ الدُّوليَّةِ التي تولَّى رئاسةَ عددٍ منها بالمشاركةِ معَ قادةِ العالمِ في أربعِ قارَّاتٍ، هي: أوروبَّا، وآسيا، وإفريقيا، وأمريكا الشَّماليَّةِ. وكان في كلِّ هذهِ القممِ مدافعًا قويًّا وصريحًا في المطالبةِ بحقوقِ الشُّعوبِ الإفريقيَّةِ في السَّلامِ والاستقرارِ والتَّنميةِ والرَّخاءِ، حيثُ أشارَ إلى أنَّهُ سيتمُّ العملُ خلالَ عامِ ٢٠١٩م، على تعزيزِ أُطُرِ التَّنميةِ المُستدامةِ لتوفيرِ مزيدٍ من فرصِ العملِ للشَّبابِ الإفريقيِّ، مُشيرًا إلى أنَّ القارَّةَ الإفريقيَّةَ واعدةٌ بالعديدِ من الفرصِ، ولابُدَّ من وصولِ عائداتِ التَّنميةِ إلى كلِّ ربوعِ القارَّةِ بشكلٍ عادلٍ.

وبالتَّالي، فعقبَ القمَّةِ الإفريقيَّةِ، كانَ الرَّئيسُ عبدُ الفتَّاحِ السِّيسيُّ على منصَّةِ مؤتمرِ ميونخَ للأمنِ في ألمانيا من أجلِ السَّلامِ في إفريقيا، ثمَّ في القمَّةِ الإفريقيَّةِ-الأوروبيَّةِ في النِّمسا، ثمَّ في منتدى الصِّينِ-الإفريقيِّ في بكين، ثمَّ في القمَّةِ اليابانيَّةِ-الإفريقيَّةِ (تيكاد) في طوكيو، وقمَّةِ الدُّوَلِ السَّبعِ الصِّناعيَّةِ في باريس، وقمَّةِ مجموعةِ الدُّوَلِ العشرينَ الكبرى في أوساكا باليابان، ثمَّ في دورةِ الجمعيَّةِ العامَّةِ للأُممِ المُتَّحدةِ، ثمَّ قمَّةِ التَّعاونِ بينَ مجموعةِ العشرينَ وإفريقيا في ألمانيا، ثمَّ القمَّةِ الإفريقيَّةِ-الرُّوسيَّةِ في سوتشي، ثمَّ القمَّةِ البريطانيَّةِ-الإفريقيَّةِ للاستثمارِ في لندن (ينايرَ ٢٠٢٠م).

 

وبالتَّالي، ففي كلِّ هذهِ المُلتقياتِ العالميَّةِ وغيرها، كانَ الرَّئيسُ عبدُ الفتَّاحِ السِّيسيُّ خيرَ مُعبِّرٍ عن قضايا القارَّةِ الإفريقيَّةِ، ومدافعًا عن حقوقِها ومصالحِها.

 

ومن هنا، يمكن إبرازُ الدَّورِ المصريِّ خلالَ رئاسةِ مصرَ للاتِّحادِ الإفريقيِّ من خلالِ ثلاثةِ محاورَ:

  1. تعزيزُ السِّلمِ والأمنِ في إفريقيا.
  2. العلاقاتُ الإفريقيَّةُ-الإفريقيَّةُ.
  3. العلاقاتُ بينَ مصرَ والشُّعوبِ الإفريقيَّةِ.

 

المحورُ الأوَّلُ: تعزيزُ السِّلمِ والأمنِ في إفريقيا

 

قامَ الرَّئيسُ بجهودٍ كبيرةٍ خلالَ اللِّقاءاتِ الإفريقيَّةِ الثُّنائيَّةِ والجماعيَّةِ، كانَ من بينها دورُ مصرَ في التَّقريبِ بينَ كينيا والصُّومال، وكذلك دعمُ الرَّئيسِ السِّيسيِّ لمبادرةِ "إسكاتِ البنادقِ" في القارَّةِ الإفريقيَّةِ (٢٠٢٠م). بالإضافةِ إلى دورِ مصرَ البنَّاءِ إزاءَ التَّطوُّراتِ التي شهدَها السُّودانُ، وكذلك جهودُها من أجلِ التَّسويةِ السِّياسيَّةِ للأزمةِ الرَّاهنةِ في ليبيا. ويمكنُ إبرازُ الدَّورِ المصريِّ في تعزيزِ السِّلمِ والأمنِ في إفريقيا من خلالِ ما يلي:

 

مؤتمر ميونخ للأمن في ١٥ فبراير ٢٠١٩:

 

قام الرئيسُ السيسي بإلقاءِ كلمةٍ خلال الجلسةِ الرئيسيةِ للمؤتمرِ بمشاركةِ المستشارةِ الألمانيةِ، ليكونَ أولَ رئيسِ دولةٍ غيرِ أوروبيةٍ يشاركُ بكلمةٍ في الجلسةِ الرئيسيةِ منذُ تأسيسِ المؤتمرِ عامَ ١٩٦٣م. وقد عرضَ الرئيسُ رؤيةَ مصرَ لتعزيزِ العملِ الأفريقيِّ خلالَ المرحلةِ المقبلةِ، في ضوءِ الرئاسةِ المصريةِ للاتحادِ الأفريقيِّ، وذلكَ من خلالِ دفعِ التكاملِ الاقتصاديِّ الإقليميِّ على مستوى القارةِ، وتسهيلِ حركةِ التجارةِ البينيةِ، في إطارِ أجندةِ أفريقيا ٢٠٦٣ للتنميةِ الشاملةِ والمستدامةِ، فضلاً عن تعزيزِ جهودِ إعادةِ الإعمارِ والتنميةِ فيما بعدَ النزاعاتِ.

 

مؤتمر نواب العموم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

 

احتضنتْ مصرُ مؤتمرَ نوابِ العمومِ بالشرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا في الفترةِ من ٢٠ إلى ٢٣ فبراير، وأكّدَ الرئيسُ عبدُ الفتاحِ السيسيُّ أهميةَ دورِ جمعيةِ نوابِ العمومِ الأفارقةِ في العملِ على رفعِ كفاءةِ أجهزةِ الادعاءِ في القارةِ وبناءِ قدراتِ أعضائها، مشيرًا إلى دعمِ مصرَ لدورِ الجمعيةِ في ظلِّ رئاسةِ مصرَ الحاليةِ للاتحادِ الأفريقيِّ، باعتبارِ أنَّ تعزيزَ العملِ الأفريقيِّ المشتركِ يُعَدُّ أحدَ أولوياتِ الرئاسةِ المصريةِ للاتحادِ.

 

كما استعرضَ الرئيسُ في هذا الإطارِ رؤيةَ مصرَ لمكافحةِ الإرهابِ، والتي تستندُ إلى التعاملِ معَ تلكَ الظاهرةِ من كافةِ جوانبِها، بما في ذلكَ الأمنيةُ والسياسيةُ والاقتصاديةُ والاجتماعيةُ والفكريةُ والدينيةُ، فضلًا عن التصدي لآلياتِ التمويلِ والدعمِ السياسيِّ والإعلاميِّ للجماعاتِ الإرهابيةِ، مؤكدًا أهميةَ تكثيفِ جهودِ المجتمعِ الدوليِّ لمنعِ استغلالِ الإرهابِ للتقدمِ المعلوماتيِّ والتكنولوجيِّ.

 

اجتماع قمة الترويكا و"لجنة ليبيا" في ٢٣ أبريل ٢٠١٩:

 

ناقشتِ القمةُ آخرَ التطوراتِ على الساحةِ الليبيةِ وسبلَ احتواءِ الأزمةِ وإحياءَ العمليةِ السياسيةِ في ليبيا والقضاءَ على الإرهابِ، وذلكَ بمشاركةِ رؤساءِ رواندا وجنوبِ أفريقيا، عضويْ ترويكا إدارةِ الاتحادِ، ورئيسِ الكونغو بصفتهِ رئيسًا للجنةِ المعنيةِ بليبيا في الاتحادِ، فضلًا عن مشاركةِ رئيسِ مفوضيةِ الاتحادِ الأفريقيِّ.

 

القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان في ٢٣ أبريل:

 

أعادتِ الدولُ المشاركةُ تأكيدَ مبادئِ وغاياتِ الاتحادِ الأفريقيِّ نحوَ تعزيزِ السِّلمِ والأمنِ والاستقرارِ في القارةِ، كما أعادوا تأكيدَ التزامِهم بوحدةِ وسيادةِ وسلامةِ وتماسكِ السودانِ وسلامةِ أراضيهِ، وأعربوا عن دعمِهم الكاملِ لدورِ الاتحادِ الأفريقيِّ و"الإيجادِ" ودولِ الجوارِ في مساندةِ جهودِ السودانِ لتجاوزِ التحدياتِ السياسيةِ والأمنيةِ والاقتصاديةِ التي يواجهُها.

 

كما شجعتِ الدولُ المشاركةُ رئيسَ مفوضيةِ الاتحادِ على مواصلةِ الحوارِ مع السلطةِ السودانيةِ والأطرافِ السودانيةِ، وطالبتْ السودانَ بمواكبةِ انخراطِها البناءِ مع الاتحادِ الأفريقيِّ ومفوضيتهِ. كما شجعتِ الدولُ المشاركةُ المجتمعَ الدوليَّ على مواصلةِ دعمِهِ وتقديمِ مساعداتٍ اقتصاديةٍ عاجلةٍ للسودانِ في ظلِّ تدهورِ الأوضاعِ الاقتصاديةِ، وأكدتْ أهميةَ التخفيفِ العاجلِ لديونِ السودانِ.

 

قمة الحزام والطريق ببكين في ٢٤ أبريل ٢٠١٩ في الصين:

 

تحدثَ الرئيسُ باسمِ أفريقيا، داعيًا إلى مزيدٍ من التعاونِ في مجالاتِ البنيةِ التحتيةِ والتنميةِ الاقتصاديةِ.

 

مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية "تيكاد":

 

قامتْ اليابانُ بتنظيمِ قمةٍ رفيعةِ المستوى لدعمِ أفريقيا وتطلعاتِها التنمويةِ، حيثُ عقدتِ الدورةُ السابعةُ لمؤتمرِ طوكيو الدوليِّ للتنميةِ الأفريقيةِ "تيكاد" بمدينةِ يوكوهاما اليابانيةِ في الفترةِ من ٢٨ إلى ٣٠ أغسطس ٢٠١٩، تحتَ الرئاسةِ المشتركةِ من جانبِ اليابانِ ومصرَ، الرئيسِ الحاليِّ للاتحادِ الأفريقيِّ، وبمشاركةِ رؤساءِ الدولِ الأفريقيةِ، وعددٍ من المنظماتِ والمؤسساتِ الدوليةِ، في مقدمتِها الأممُ المتحدةُ والبنكُ الدوليُّ.

وفي هذا الإطارِ، فإنَّ الهدفَ المرجوَّ من عقدِ هذهِ القمةِ هو تعزيزُ الحوارِ السياسيِّ بينَ أفريقيا وشركائِها في التنميةِ.

 

 

القمة الرابعة عشرة لمجموعة العشرين:

 

شاركَ الرَّئيسُ السِّيسيُّ في فَعالِيّاتِ القِمَّةِ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ لِمَجْمُوعَةِ العِشْرِينَ بِمَدينَةِ أُوساكا اليَابانِيَّةِ، وَالَّتي عُقِدَت يَوْمَي ٢٨، ٢٩ يُونْيُو، بَعدَ تَوجِيهِ الدَّعوَةِ لِمِصرَ مِن رَئِيسِ الوُزراءِ اليَابانِيِّ شينزو آبي، لِلمُشَارَكَةِ في القِمَّةِ، اِسْتِنَادًا لِمَكَانَةِ مِصرَ في أَفْرِيقِيَا، وَرِئَاسَتِهَا لِلاِتِّحَادِ الأَفْرِيقِيِّ.

 

كَما شَارَكَ الرَّئيسُ السِّيسيُّ في قِمَّةٍ أَفْرِيقِيَّةٍ تَنْسِيقِيَّةٍ مُصَغَّرَةٍ عَلَى هَامِشِ أَعْمَالِ قِمَّةِ مَجْمُوعَةِ العِشْرِينَ، وَالَّتي ضَمَّت كُلًّا مِن رَئِيسِ جَنُوبِ أَفْرِيقِيَا سِيرِيل رَامَافُوزَا، وَالرَّئِيسِ السِّنْغَالِيِّ مَاكِي سَال.

 

وَقَدْ تَمَّ التَّوَافُقُ خِلَالَ القِمَّةِ المُصَغَّرَةِ عَلَى العَمَلِ عَلَى إِبْرَازِ الأَوْلَوِيَّاتِ التَّنْمَوِيَّةِ لِلدُّوَلِ الأَفْرِيقِيَّةِ أَمَامَ الشُّرَكَاءِ خِلَالَ اِجْتِمَاعَاتِ مَجْمُوعَةِ العِشْرِينَ، مَعَ التَّرْكِيزِ في هَذَا الإِطَارِ عَلَى الأَهْدَافِ المُتَضَمَّنَةِ في أَجِنْدَةِ التَّنْمِيَةِ الأَفْرِيقِيَّةِ ٢٠٦٣.

 

{المحور الثاني}: على الصعيد الأفريقي

إطلاق منطقة اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية الكبرى:

 

وَهِيَ أَكْبَرُ دَفْعَةٍ لِلتَّعَاوُنِ الاقْتِصَادِيِّ بَيْنَ دُوَلِ القَارَّةِ، حَيْثُ اِنعَقَدَت القِمَّةُ الأَفْرِيقِيَّةُ الاِسْتِثْنَائِيَّةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ بِرِئَاسَةِ الرَّئِيسِ عَبْدِ الفَتَّاحِ السِّيسي بِعَاصِمَةِ النِّيْجَرِ نِيَامِي، يَوْمَي ٧ و٨ يُولْيُو ٢٠١٩، وَشَهِدَت القِمَّةُ إِطْلَاقَ مِنْطَقَةِ اِتِّفَاقِيَّةِ التِّجَارَةِ الحُرَّةِ الأَفْرِيقِيَّةِ القَارِّيَّةِ، بَعْدَ اِسْتِكْمَالِ نِصَابِ تَصْدِيقَاتِ الدُّوَلِ الأَفْرِيقِيَّةِ، وَدُخُولِ الاِتِّفَاقِيَّةِ حَيِّزَ التَّنْفِيذِ.

 

المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد:

 

اِسْتَضَافَت مِصرُ فِي ١٢ يُونْيُو ٢٠١٩ المُنْتَدَى الأَفْرِيقِيَّ الأَوَّلَ لِمُكَافَحَةِ الفَسَادِ، فِي ظِلِّ رِئَاسَتِهَا لِلاِتِّحَادِ الأَفْرِيقِيِّ، وَذَلِكَ بِنَاءً عَلَى المُبَادَرَةِ الَّتي أَطْلَقَهَا الرَّئِيسُ السِّيسيُّ فِي يَنَايِر ٢٠١٨ أَثْنَاءَ مُشَارَكَتِهِ فِي القِمَّةِ الأَفْرِيقِيَّةِ السَّنَوِيَّةِ لِلْقَادَةِ الأَفَارِقَةِ.

شَارَكَ فِي المُنْتَدَى ٥٥ دَوْلَةً أَفْرِيقِيَّةً وَ٢٠٠ مَسْؤُولٍ أَفْرِيقِيٍّ رَفِيعِ المُسْتَوَى، وَنَاقَشَ المُنْتَدَى مِلَفَّاتٍ هَامَّةً، أَبْرَزُهَا اِسْتِعْرَاضُ الجُهُودِ الوَطَنِيَّةِ فِي مُكَافَحَةِ الفَسَادِ لِعَدَدٍ مِنَ الدُّوَلِ الأَفْرِيقِيَّةِ، تَنْفِيذًا لِلاِلْتِزَامَاتِ القَارِّيَّةِ وَالدُّوَلِيَّةِ، وَدَوْرُ مُكَافَحَةِ الفَسَادِ فِي تَنْمِيَةِ القَارَّةِ الأَفْرِيقِيَّةِ، وَآلِيَّاتُ مُكَافَحَةِ الفَسَادِ عَلَى المُسْتَوَى القَارِّيِّ، وَتَنْمِيَةُ قُدُرَاتِ المَوَارِدِ البَشَرِيَّةِ فِي مُخْتَلَفِ أَوْجُهِ مُكَافَحَةِ الفَسَادِ بِالقَارَّةِ الأَفْرِيقِيَّةِ، وَدَعْمُ التَّنْسِيقِ الحُكُومِيِّ الأَفْرِيقِيِّ البَيْنِيِّ فِي مُكَافَحَةِ الفَسَادِ، وَدَوْرُ الإِرَادَةِ السِّيَاسِيَّةِ فِي إِنْجَاحِ جُهُودِ مُكَافَحَةِ الفَسَادِ فِي القَارَّةِ الأَفْرِيقِيَّةِ.

 

الاحتفال بيوم أفريقيا:

 

أَلْقَى الرَّئِيسُ السِّيسيُّ كَلِمَةً فِي ٢٥ مَايُو اِحْتِفَالًا بِيَوْمِ أَفْرِيقِيَا بِصِفَتِهِ رَئِيسًا لِلاِتِّحَادِ الأَفْرِيقِيِّ، أَكَّدَ خِلَالَهَا أَهَمِّيَّةَ تَأْهِيلِ شَبَابِ القَارَّةِ لِمُوَاكَبَةِ تَطَوُّرَاتِ العَصْرِ وَالاضْطِلَاعِ بِمَهَامِّهِمْ فِي قِيَادَةِ مُسْتَقْبَلِ أَفْرِيقِيَا، فَضْلًا عَنْ مُوَاصَلَةِ تَعْزِيزِ دَوْرِ المَرْأَةِ الأَفْرِيقِيَّةِ كَقَلْبٍ نَابِضٍ لِمُجْتَمَعَاتِهَا وَنِبْرَاسٍ لِتَحَوُّلِهَا الاقْتِصَادِيِّ وَاسْتِقْرَارِهَا.

 

{المحور الثالث}: العلاقات بين مصر والشعوب الأفريقية:

 

بَذَلَت مِصرُ جُهُودًا كَبِيرَةً فِي هَذَا الاِتِّجَاهِ، فَنَظَّمَت مُنْتَدَى الاِسْتِثْمَارِ فِي أَفْرِيقِيَا، وَالمُلْتَقَى الاقْتِصَادِيَّ العَرَبِيَّ الأَفْرِيقِيَّ، وَأَصْبَحَت أَسْوَانُ عَاصِمَةً لِلشَّبَابِ الأَفْرِيقِيِّ، وَصَدَرَت تَوْجِيهَاتٌ لِكُلِّ أَجْهِزَةِ الدَّوْلَةِ المِصْرِيَّةِ لِتَعْزِيزِ التَّعَاوُنِ مَعَ الدُّوَلِ الأَفْرِيقِيَّةِ فِي كُلِّ المَجَالَاتِ.

 

والتي نَفَّذَتْ العديدَ من برامجِ التعاونِ في مختلفِ مجالاتِ الاقتصادِ، والتجارةِ، والزراعةِ، والريِّ، والدبلوماسيةِ، والبيئةِ، والشبابِ، والرياضةِ، والصناعةِ، وبناءِ الكوادرِ والقدراتِ البشريةِ، وغيرها.

 

تنظيمُ مِصرَ لكأسِ أُممِ أفريقيا لكرةِ القدم

 

استضافتْ مِصرُ، خلالَ رئاستِها للاتحادِ الإفريقيِّ، بطولةَ كأسِ الأُممِ الإفريقيةِ، التي كان من المقررِ أن تستضيفَها الكاميرونُ في وسطِ القارةِ السمراءِ، إلَّا أنَّ عدمَ اكتمالِ استعداداتِ الكاميرونِ لتنظيمِ الحدثِ الرياضيِّ الأكبرِ في القارةِ، دفعَ الاتحادَ الإفريقيَّ لكرةِ القدمِ "الكاف" إلى سحبِ التنظيمِ منها، مع تعويضِها بتنظيمِ نسخةِ ٢٠٢١، وتأجيلِ التنظيماتِ المجدولةِ سابقًا في كوت ديفوارَ وغينيا إلى عامي ٢٠٢٣ و٢٠٢٥.

 

وفي هذا الإطارِ، سبقَ لمصرَ أن استضافتْ بطولةَ أُممِ إفريقيا في أربعِ مناسباتٍ، بدءًا من عامِ ١٩٥٩، ثم في نسختي ١٩٧٤ و١٩٨٦، وأخيرًا في ٢٠٠٦. ولم يسبقْ أن اجتمعَ تنظيمُ مِصرَ للبطولةِ مع تولِّيها رئاسةَ الاتحادِ الإفريقيِّ، إلَّا أنَّ هذه كانتِ المرَّةَ الأُولى التي تحقِّقُ فيها مِصرُ الجمعَ بينَ تنظيمِ كأسِ أُممِ إفريقيا ورئاسةِ الاتحادِ، ما عزَّزَ دورَها الرياديَّ على الصعيدينِ السياسيِّ والرِّياضيِّ.

 

كما استضافتْ مِصرُ بطولةَ أُممِ إفريقيا تحتَ ٢٣ عامًا، حيثُ أبهرتِ العالمَ مجدَّدًا بالتنظيمِ الرائعِ، وتُوِّجَ المنتخبُ الأولمبيُّ المصريُّ بلقبِها للمرَّةِ الأولى في تاريخِه، وتأهَّلَ لدورةِ الألعابِ الأولمبيةِ (طوكيو ٢٠٢٠) للمرَّةِ الـ١٢ في تاريخِه، والأولى منذُ نسخةِ ٢٠١٢ في لندنَ.

 

منتدى أسوانَ للسَّلامِ والتَّنميةِ المُستدامةِ

 

أطلقَ الرَّئيسُ عبدُ الفتَّاحِ السِّيسيُّ، خلالَ قِمَّةِ سوتشي بروسيا الاتحاديَّةِ، النُّسخةَ الأولى من منتدى أسوانَ للسَّلامِ والتَّنميةِ المُستدامةِ، في إطارِ رئاسةِ مِصرَ للاتِّحادِ الإفريقيِّ لعامِ ٢٠١٩، لفتحِ آفاقٍ جديدةٍ نحوَ تحقيقِ السَّلامِ والتَّنميةِ المُستدامةِ في القارَّةِ الإفريقيَّةِ.

 

عُقِدَ المنتدى في ١١ ديسمبرَ، بهدفِ الدَّعوةِ إلى استثمارِ مواردِ القارَّةِ الإفريقيَّةِ المُتعدِّدةِ، وتحويلِها إلى قيمةٍ مُضافةٍ، بالتَّوازي مع تطويرِ البُنيةِ التَّحتيَّةِ بها، ممَّا يعني التَّمهيدَ لتحقيقِ التَّنميةِ المُستدامةِ. كما أنَّ الهدفَ من ربطِ السَّلامِ بالتَّنميةِ المُستدامةِ هو تشجيعُ وتحفيزُ مُؤسَّساتِ التَّمويلِ الدُّوليَّةِ على مُساعدةِ وتمويلِ المشاريعِ التَّنمويَّةِ في إفريقيا، وجذبُ الاستثماراتِ إليها، وهو ما يصبُّ في المصلحةِ العامَّةِ للقارَّةِ، من خلالِ نُفُوذِ مُنتجاتِها إلى أوروبا والعكسِ عبرَ بوَّابةِ مِصرَ.

 

ملتقى الشَّبابِ العربيِّ والإفريقيِّ

 

انطلقَ ملتقى الشَّبابِ العربيِّ والإفريقيِّ، الذي استضافتْه أسوانُ في الفترةِ من ١٦ إلى ١٨ مارسَ ٢٠١٩، تحتَ رعايةِ الرَّئيسِ عبدِ الفتَّاحِ السِّيسيِّ، بمُشاركةِ أكثرَ من ١٥٠٠ شابٍّ إفريقيٍّ وعربيٍّ لمُناقشةِ قضايا وتحدِّياتِ القارَّةِ السَّمراءِ والمنطقةِ العربيَّةِ. وأكَّدَ الرَّئيسُ خلالَ المُلتقى أنَّ فكرةَ ملتقى شبابِ العالمِ جاءتْ للتَّواصُلِ مع كافَّةِ فئاتِ الشَّبابِ، حتَّى نسمعَ ونتحدَّثَ مع بعضِنا البعضِ، مُؤكِّدًا أهمِّيَّةَ استمرارِ هذه المُؤتمراتِ، وأنْ تكونَ على فتراتٍ مُتقاربةٍ حتَّى يُمكنَ تحديدُ الهدفِ المَرْجُوِّ منها.

 

شملَ المنتدى فعاليَّاتٍ مُختلفةً، منها الجلسةُ النِّقاشيَّةُ "مُستقبلُ البحثِ العلميِّ وخدماتُ الرِّعايةِ الصِّحيَّةِ"، وجلسةُ المائدةِ المُستديرةِ تحتَ عنوانِ "وادي النِّيلِ ممرٌّ للتَّكامُلِ الإفريقيِّ والعربيِّ"، كما تضمَّنَ المُؤتمرُ ورشةَ عملٍ عن "تنميةِ منطقةِ السَّاحلِ الإفريقيِّ"، بالإضافةِ إلى إقامةِ ورشتَي عملٍ لريادةِ الأعمالِ، إحداهُما بعنوانِ "كيفَ تكونُ رائدَ أعمالٍ ناجحًا؟"، والأُخرى بعنوانِ "ريادةُ الأعمالِ الاجتماعيَّةِ من منظورٍ إفريقيٍّ".

 

في مجالِ البُنيةِ التَّحتيَّةِ ووسائلِ النَّقلِ والمُواصلاتِ

 

جاءتْ مشروعاتُ الرَّبطِ بينَ مِصرَ ودُوَلِ القارَّةِ الإفريقيَّةِ، وعلى رأسِها مشروعاتُ البُنيةِ التَّحتيَّةِ، مثل مشروعِ (القاهرة – كيب تاونَ)، يضافُ إلى ذلك مشروعُ الرَّبطِ الكهربائيِّ بينَ مِصرَ ودُوَلِ القارتَينِ الإفريقيَّةِ والأُوروبيَّةِ، عن طريقِ إمدادِ دُوَلِ القارتَينِ بالكهرباءِ من خلالِ الأَبراجِ المعدنيَّةِ العابرةِ للحدودِ.

 

على المُستوى الصِّحِّيِّ

 

تسلَّمتْ مِصرُ رئاسةَ اللَّجنةِ الفنِّيَّةِ المُتخصِّصةِ لمُكافحةِ المُخدِّراتِ بالاتِّحادِ الإفريقيِّ، تزامنًا مع المُبادراتِ التي أطلقها الرَّئيسُ عبدُ الفتَّاحِ السِّيسيُّ في مجالِ الصِّحَّةِ، والتي تهدفُ إلى مُحاربةِ الأمراضِ السَّاريةِ وغيرِ السَّاريةِ، وخاصَّةً مُبادرةَ "١٠٠ مليونِ صحَّةٍ"، التي شملتْ فحصَ المُقيمينَ من غيرِ المصريِّينَ. كما تعتزمُ مِصرُ إنشاءَ مركزٍ إقليميٍّ لدعمِ مُبادراتِ الصِّحَّةِ العامَّةِ، يكونُ مقرُّهُ القاهرةَ، وذلكَ لتفعيلِ مُبادراتِ الصِّحَّةِ العامَّةِ في الدُّوَلِ الإفريقيَّةِ، بهدفِ التَّخلُّصِ من الأمراضِ والأوبئةِ التي تُشكِّلُ عبئًا كبيرًا على الدُّوَلِ الإفريقيَّةِ الشَّقيقةِ.

 

 

لقاءات مع القادة الأفارقة:

 

استهلَّ الرئيسُ السيسي زياراتِهِ للدولِ الأفريقيةِ في التاسعِ من فبراير، بزيارةٍ تاريخيَّةٍ إلى العاصمةِ الإثيوبيَّةِ أديس أبابا، شهدتْ تسلُّمَهُ رئاسةَ الاتِّحادِ الأفريقي، ورئاستهُ لأعمالِ الدورةِ العاديَّةِ الثانيةِ والثلاثينَ لقمةِ رؤساءِ الدولِ والحكوماتِ الأفارقةِ بالاتِّحادِ. وفي هذا الإطارِ، بدأ الرئيسُ السيسي في السابعِ من أبريل جولةً خارجيَّةً شملتْ زيارةَ كلٍّ من غينيا، وكوت ديفوار، والسنغال، في إطارِ حرصِ مصرَ على تكثيفِ التواصلِ والتنسيقِ مع أشقَّائِها الأفارقة، ومواصلةِ تعزيزِ علاقاتِها مع دولِ القارةِ في مختلفِ المجالاتِ.

 

وعلى هامشِ مشاركتِهِ في فعالياتِ الجمعيَّةِ العامَّةِ للأممِ المتحدةِ خلال شهرِ سبتمبر، شارك الرئيسُ السيسي في قمةٍ ثلاثيَّةٍ ضمَّتْ محمد عبد الله فارماجو رئيسَ جمهوريةِ الصومال، وأوهورو كينياتا رئيسَ جمهوريةِ كينيا، وذلك لبحثِ بعضِ الملفاتِ الثنائيَّةِ الخلافيَّةِ بين الطرفين.

 

استقبلَ الرئيسُ السيسي في التاسعِ من يونيو الرئيسَ أسياسي أفورقي رئيسَ دولةِ إريتريا، حرصًا على ترسيخِ التعاونِ الاستراتيجيِّ مع إريتريا. وأكَّدَ الرئيسُ أهميَّةَ المُضِيِّ قُدمًا في بلورةِ خططٍ محددةٍ لتطويرِ مشروعاتِ التعاونِ الثنائيِّ بين الجانبينِ في مختلفِ القطاعاتِ وتذليلِ كافةِ العقباتِ، لا سيَّما في قطاعاتِ البنيةِ التحتيةِ، والكهرباءِ، والصحةِ، والتجارةِ، والاستثمارِ، والزراعةِ، والثروةِ الحيوانيَّةِ والسمكيَّةِ، إلى جانبِ تكثيفِ برامجِ الدعمِ الفنِّي المقدَّمةِ إلى الجانبِ الإريتريِّ من خلالِ الوكالةِ المصريةِ للشراكةِ من أجلِ التنمية.

 

بالإضافةِ إلى لقاءاتٍ مع عددٍ من رؤساءِ وزعماءِ القارةِ الأفريقيَّةِ، منهم فيليبي جاسينتو نيوسي رئيسُ جمهوريةِ موزمبيق، وآبي أحمد رئيسُ وزراءِ إثيوبيا، وسيريل رامافوزا رئيسُ جنوبِ أفريقيا، ورئيسُ تشاد، ورئيسُ جمهوريةِ جزرِ القُمر، وذلك لبحثِ سُبُلِ تعزيزِ التعاونِ، والتشاورِ، والتنسيقِ تجاه القضايا الأفريقيَّةِ ذاتِ الاهتمامِ المشتركِ، وجهودِ مكافحةِ الإرهابِ، وسبلِ تعزيزِ العلاقاتِ الثنائيَّةِ على مختلفِ الأصعدةِ.

 

وانطلاقًا من رئاسةِ مصرَ للاتِّحادِ الأفريقيِّ، قام العديدُ من قادةِ ورؤساءِ الدولِ الأفريقيَّةِ بزيارةِ القاهرة، منهم موسى فقيه رئيسُ مفوَّضيَّةِ الاتِّحادِ الأفريقي، الذي التقى الرئيسَ السيسي على هامشِ انعقادِ ملتقى الشبابِ العربيِّ والأفريقيِّ بأسوان. تأكيدًا لأهميَّةِ وكالةِ الاتِّحادِ الأفريقيِّ للتنميةِ "النيباد"، ومن منطلقِ كونِ مصرَ إحدى الدولِ المؤسِّسةِ للمبادرةِ، استقبلَ الرئيسُ السيسي في الثامنِ من مايو المديرَ التنفيذيَّ للوكالةِ، وشهدَ اللقاءُ التوافقَ حولَ تكثيفِ التعاونِ بين الجانبينِ لدعمِ مبادراتِ "النيباد" التي تهدفُ إلى تطويرِ وتعزيزِ التكاملِ الاقتصاديِّ والاندماجِ الإقليميِّ في أفريقيا.

 

الخاتمة:

 

أوفتْ مصرُ بما وعدَ به الرئيسُ عبد الفتَّاح السيسي في كلمتِهِ بالقمةِ الأفريقيَّة التي انعقدتْ بالعاصمةِ الإثيوبيَّةِ أديس أبابا، وتسلمتْ فيها رئاسةَ الاتِّحاد، حيثُ أكَّدَتْ سعيَها الدؤوبَ لمواصلةِ الطريقِ من أجلِ الإصلاحِ الهيكليِّ والماليِّ للاتِّحاد، واستكمالِ ما تحقَّقَ من إنجازاتٍ ترسيخًا لمُلكيَّةِ الدولِ الأعضاءِ لمنظَّمَتِهم القاريَّة، وسعيًا نحوَ تطويرِ أدواتِ وقدراتِ الاتِّحادِ ومفوضيَّاتهِ لتلبيةِ تطلعاتِ الشعوبِ الأفريقية، وتعزيزِ أُطُرِ التنميةِ المستدامةِ لتوفيرِ مزيدٍ من فرصِ العملِ للشبابِ الأفريقيِّ.

 

حقَّقت مصرُ العديدَ من النتائجِ المُبهرةِ على المستوى الإقليميِّ والدوليِّ، الأمرُ الذي كان محلَّ إشادةٍ من الدولِ الأعضاءِ في الاتِّحادِ وكبارِ مسؤولي هيكلِهِ الإداريِّ، حيثُ أعادتْ مصرُ تأكيدَ مبادئِ وغاياتِ الاتِّحادِ الأفريقيِّ نحوَ تعزيزِ السِّلمِ والأمنِ والاستقرارِ في القارة، فلم يتركْ الرئيسُ السيسي محفلًا دوليًّا إلَّا وشاركَ فيه حاملًا همومَ وآمالَ شعوبِ القارةِ في الحياةِ الكريمةِ، والحصولِ على حقِّها في التنميةِ المستدامةِ وفرصِ العمل، فضلًا عن دعوتِهِ رجالَ الأعمالِ والشركاتِ الدوليَّةَ الكبرى إلى الاستثمارِ في أفريقيا، لما يتوفَّرُ فيها من فُرَصٍ ومزايا لا حصرَ لها، ومنها المواردُ الطبيعيَّةُ، والأيدي العاملة.

 

فضلًا عن مواصلةِ تعزيزِ دورِ المرأةِ الأفريقيَّةِ كقلبٍ نابضٍ لمجتمعاتِها ونبراسٍ لتحوُّلِها الاقتصاديِّ واستقرارِها، بالإضافةِ إلى تدعيمِ الروابطِ الثقافيَّةِ والحضاريَّةِ بينَ شعوبِها، ترسيخًا للهويَّةِ الأفريقيَّةِ وإعلاءً لمبادئِ التضامنِ الأفريقيِّ.

 

 

 

قائمةُ المراجعِ النهائية

أوَّلًا: المراجعُ باللغةِ العربيَّة

 

  1. فاطمة حسن، "حصاد 2019.. رئاسة مصر للاتِّحادِ الأفريقيِّ"، الهيئةُ الوطنيَّةُ للإعلام، متاحٌ على الرابطِ التالي: maspero.eg

 

  1. "رئاسةُ الاتِّحادِ الأفريقيِّ"، وزارةُ الخارجيَّةِ المصريَّة، متاحٌ على الرابطِ التالي: mfa.gov.eg

 

  1. "رئاسةُ الاتِّحادِ الأفريقيِّ تنتقلُ إلى مصرَ لأوَّلِ مرَّةٍ في تاريخِ المنظَّمةِ"، متاحٌ على الرابطِ التالي: france24.com

 

  1. "رئاسةُ مصرَ للاتِّحادِ الأفريقيِّ 2019"، الهيئةُ العامَّةُ للاستعلامات، متاحٌ على الرابطِ التالي: sis.gov.eg

 

 

ثانيًا: المراجعُ باللغةِ الإنجليزيَّة

 

  1. Diaa Rashwan, "Egypt President of the African Union .. The Possible and Hoped" (Issue 47, 2018), Available at: africa.sis.gov.eg

 

  1. "Egypt to Hand African Union Presidency to South Africa in February", Asharq Al-Awsat, Available at: https://aawsat.com

 

  1. Christin Roby, "What Will Egypt Focus on as African Union Chair?", Available at: devex.com/new

 

  1. Amr Mohamed Kandil, "Sisi Hands Over African Union Presidency to South Africa", Available at: www.egypttoday.com